الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

من آداب الحج

من آداب الحج
19 أغسطس 2016 14:09
يستعد حجاج بيت الله الحرام للتوجه إلى مكة المكرمة لتأدية فريضة الحج، مستجيبين لدعوة أبيهم إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - عندما أمره الله سبحانه وتعالى بقوله: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، «سورة الحج: الآية 27». إن الحج مؤتمر عالمي يتلاقى فيه المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها، فتنصهر الأخوة الإسلامية وتذوب في حرارتها النزعات القومية. أخي الحاج: إذا أردتَ أخي الحاج أن يكون حجك مبروراً فعليك أن تتأدب بآداب الحج وواجباته وهي كثيرة: 1- الإخلاص لله تعالى: وهو أساس قبول الأعمال، فالله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له، فلا ينبغي لك وأنتَ تمتثل أمرَ ربك وتحرص على طاعته، أن يكون حجك لغرض الدنيا، بل اجعله خالصاً لوجهه الكريم، امتثالاً لقوله تعالى (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ)، «سورة الزمر: الآية 2». 2- التوبة إلى الله تعالى: يجب على كل مسلم بصفة عامة ومن نوى الحج أو العمرة بصفة خاصة، أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى من جميع المعاصي والآثام، لقوله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، «سورة النور: الآية 31». ومن فضل الله سبحانه وتعالى علينا أن فتح باب التوبة على مصراعيه لكل أوّاب، فهو يغفر الذنوب جميعاً، كما في قوله سبحانه وتعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، «سورة الزمر: الآية 53». 3- قضاء الديون: عليك أخي الحاج قبل أن تبرح دارك وتذهب إلى ضيافة الله، ألاّ تحمل على ظهرك أثقالاً، فاقض دينك، وأعطِ كل ذي حق حقه، وإذا كان عندك وديعة فسلّمها لأصحابها، لتبرأَ ذمتك قبل توجهك لأداء الحج.4- الوصية: من السنّة كتابة الوصية قبل سفرك لأداء الحج والعمرة، فاكتب وصيتك وأَشهِد عليها، فقد جاء في الحديث الشريف: «مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصَى فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ»، (أخرجه مسلم). 5- ردُّ المظالم: يجب على الإنسان أن يؤدي الحقوق إلى أصحابها، فحقوق العباد تنتهي بردّ الحقوق إلى أهلها، أو بالإبراء «وهي المسامحة القلبية الصادقة»، لذلك إن كان لأحد عندك مظلمة، فلا تسافرْ قبل أن تُبَرِّئ ذمتك منها. 6- تعلم أحكام الحج والعمرة: عليك أخي الحاج أن تتعلم مناسك الحج والعمرة، فالحج فريضة كالصلاة والصيام والزكاة، لا بُدَّ من معرفة أحكامه الشرعية بالتفصيل، حتى تؤدي هذه الشعيرة كما أداها رسولنا، صلى الله عليه وسلم، القائل: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ»، (أخرجه مسلم). 7- حِلُّ المال: ويجب أن تكون النفقة من المال الحلال الطيب حتى يقبل الله حجك أو عمرتك، لما ورد في الحديث الشريف: «الرَّجُل يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّماءِ يا رَبُّ.. يا رَبُّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ»، (أخرجه مسلم). 8- وداع الأهل والأحبة: وعليك أن تودع أهلك وجيرانك وأحبابك قبل سفرك، وأن تقول لهم عند سفرك ما ورد عن نبينا - صلى الله عليه وسلم-: «أسْتَوْدِعُكم اللهَ الذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعُه»، (أخرجه ابن السني)، وعليك أن تعدّ نفقة من تلزمك نفقته عن مدة غيابك حتى ترجع إليهم، كما يستحب صلاة ركعتين في منزلك قبل سفرك. 9- الرفيق الصالح: وعليك أن تلتمس لرحلتك رفيقاً تنتفع بصحبته، فيعينك على مشقة السفر وَيُذَكِّرك بطاعة الله، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِل»، (أخرجه الترمذي)، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - أيضاً: «لا تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ»، (أخرجه الترمذي). 10- الدعاء: عليك أن تُكثر من التسبيح والتكبير والتلبية والدعاء خصوصاً عند تَغيُّر الأحوال، من هبوط أو صعود أو إقبال في ليل أو نهار، والأفضل الدعاء الوارد، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: «الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ، إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ، وَإِنِ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ»، (أخرجه النسائي).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©