يراهن الكاتبان “الزوجان” مازن طه ونور الششكلي على جزء ثانٍ من مسلسل “صبايا” يفوق في قصصه وحبكته وقضاياه الجزء الأول، الذي أثار ضجة العام الماضي وحصد نسب مشاهدة مرتفعة، وجعل أسراً عربية تتحلق حول الشاشة في رمضان الفائت بغية متابعته.
وحاول المؤلفان في هذا الجزء الذي تنتجه قناة “روتانا خليجية” وتنفرد بعرضه حصرياً على شاشتها رمضان المقبل، كما فعلت في الجزء الأول، إيجاد نقلة تجعل المسلسل أكثر التصاقاً بالناس، علماً بأن الجزء الأول كان من إخراج ناجي طعمي وتأليف رنا الحريري. أما هذا العام فتولى المهمة المخرج فراس دهني الذي يخوض تحدياً صعباً، قياساً بسور النجاح الطويل الذي بناه “صبايا” في أول عرض له، والتأليف ذهب إلى مازن طه ونور الششكلي، أما التغيير الذي طرأ على الممثلين فكان غياب الفنانة نسرين طافش عن العمل وإدخال شخصية جديدة تُدعى نسمة، ويجسد شخصيات الجزء الجديد قمر خلف، جيني إسبر، كندة حنا، ديمة بياعة، ديمة الجندي.
وبلغ عدد الفنانين المشاركين في مسلسل «صبايا» مائتي فنان، أما عن الخطوط الأساسية التي سيتميز بها الجزء الثــاني من “صـبايا” فستستمر عجلة الحياة في الدوران، وتستمر معها حكايات الصبايا بكل ما تحمـله من مفارقات وخيبات وانكسارات ومفاجآت، وأحلام مؤجلة قد يتحقق جزء منها وقد ينكسر الجزء الباقي على صخرة الواقع، حيث سيتم رصد التفاصيل اليومية لحياتهن لحظة بلحظة وفق مسارات وخطوط درامية جديدة للشخصيات تم اختيارها لتكون أكثر التصاقا بالواقع، وأكثر انحيازا للكوميديا التي ستكون السمة المميزة للعمل.
تحد
وحول خصوصية العمل في جزئه الثاني وآلية تنفيذه مقارنة بالجزء الأول، يقول المخرج فراس دهني: “أنا أحب التحديات، وأرى أن المشاهد لن تهمه المقارنة، ما يهمه فعلاً هو متابعة عمل جميل وجديد ومشوق، ونحن نقدم الجزء الجديد برؤية جديدة ووفق توليفة جديدة مروراً بالكتابة إلى الإخراج إلى مجموعة من العناصر الفنية الأخرى”.
وأضاف: “التحدي أن تقدم عملاً جيداً وهو أمر أعيشه عبر أي عمل أقوم بإخراجه، وهنا أخوض هذا التحدي وفق هذه الرؤية المختلفة وضمن فكرة أن نقدم عملاً اجتماعياً كوميدياً بموضوع جديد كلياً ونخرج فيه من حالة التسلية خفيفة الوقع إلى الكوميديا الاجتماعية خفيفة الظل وبالطبع هناك فرق بين الحالتين، ونحاول التأكيد على مقدرة هذا الجيل من خلال قدرة الصبايا على مواجهة مجموعة كبيرة من المشكلات بشكل إنساني لطيف ضمن قالب مقبول اجتماعياً مع محاولة طرح موضوعات جريئة أحياناً لكنها لا تصل إلى حد خدش الحياء العام”.
مشيراً إلى إضافة خط درامي جديد من خلال شخصية لم تكن موجودة سابقاً هي “نسمة” وتؤدي دورها الفنانة قمر خلف لتكون الفتاة الخامسة، ويشرح الأمر بقوله: “بعضهم أساء الفهم بداية وظن أنها بديلة عن الفنانة نسرين طافش، بينما هي في واقع الحال شخصية جديدة كلياً”.
واستطرد: “نسرين كانت قد اعتذرت عن العمل ولكن عادت وأعلنت أنها ترغب في الاشتراك ونحن أيضاً نرغب في وجودها لذلك ستكون ضيفة الحلقة الأخيرة حيث يعود لم الشمل بشكله المكتمل، وتبرير غيابها عن العمل أنها في نهاية الجزء الأول سافرت إلى روسيا”.
وعن رأيه في النص الذي كتبه مازن طه ونور الششكلي، أوضح: “شاركت معهما ضمن ورشة عمل كتابة النص، وشارك معنا أيضاً المهندس عماد ضحية منتج المسلسل فكنا نضع خطوطاً عريضة لاتجاه العمل إذ جرى اتفاق ضمني بأن نطرح موضوعات أكثر قرباً من المشاهد وأن نبتعد عن الشكل الماضي وحتى عن بعض الموضوعات التي طرقت سابقاً في الجزء الأول لنكون أقرب لما يمكن أن نعيشه اليوم أو غداً”.
ولفت المخرج دهني إلى أن هناك مجموعة شخصيات أحبها الجمهور ستستمر في العمل ولكن ضمن أحداث يومية مختلفة وجديدة تتناول هموم المجتمع وما نعيشه حقيقة وما يلامسنا من مشكلات، إضافة إلى رصد تأثير أمور تجري في العالم موضحا: “نظن أننا بمنأى عنها ولكن فجأة نجد أنفسنا في خضم تلك الانعكاسات والارتدادات مثل الأزمة المالية وموضوعات اجتماعية أخرى، كل ذلك إضافة إلى خطوط درامية متنوعة ومجموعة كبيرة من الموضوعات”.
بطولة أنثوية
من جهته لم يتحمس مازن طه “أحد مؤلفي المسلسل” للجزء الأول، وأوضح: “لم أتحمس له كثيراً، فقد كان مشروعاً جميلاً لكن كان يمكن أن يُخدم بشكل أكبر، الأمر الذي جعلني أوافق على إنجاز الجزء الثاني، فشعرت بأن هناك أساساً جميلاً والفكرة عصرية وجديدة، أي أنه مسلسل فيه كوميديا ويعتمد على خمس صبايا وهي المرة الأولى في الوطن العربي التي يُنجز مسلسل ببطولة أنثوية، فدائماً الكوميديا هي فعل ذكوري بالنسبة لدراما العربية، وحتى عندما يكون هناك ممثلة تكون في دور مساعد، فكل نجوم الكوميديا عندنا ذكور، وبالتالي كانت الفكرة جريئة في أن يُنجَز عمل كوميديا لنجمات هن ممثلات دراميات ولسن مصنفات على أنهن ممثلات كوميديا ومن هنا تنبع جرأة الفكر”.
وتابع: “حاولت ألا يكون الجزء الثاني محصوراً فقط بهموم الصبايا ومشكلاتهن اليومية وسعيت لأن يكون الأفق أوسع، عبر طرح قضايا أكبر خاصة أن الشخصيات تحتمل هذا الأمر”. كاشفاً أن نهاية الجزء الثاني تركت مفتوحة لأن هذا النوع من الأعمال يحتمل أجزاء أكثر وهو أمر ليس بمخيف، فكل حلقة تحكي قصة وموضوعا، مع إمكان تغيير الكتاب “فليس شرطاً أن ننجز الجزء الثالث ولكن تركنا النهاية مفتوحة لأن المسلسل يحتمل أجزاء أخرى”.
اعتذارات نسرين طافش
لم يكن الجزء الثاني من مسلسل “صبايا” هو العمل الوحيد الذي اعتذرت عنه الممثلة نسرين طافش، فقائمة الاعتذارات طويلة، حيث اعتذرت عن معظم الأعمال الَّتي تم تصويرها في سوريا هذا العام، إضافة إلى عملين في مصر هما “شيخ العرب همام”، و”مملكة الجبل”، كما اعتذرت عن عقد احتكار لمدة خمس سنوات في مصر أيضاً.
واعتبرت طافش أن الأولوية بالنسبة لها هي لمسلسل “بقعة ضوء” نظراً لجماهيريته الكبيرة جداً، وتضيف: “لأنَّ العمل الذي يعتمد على اللوحات لا يضطر الممثل إلى الالتزام به لفترة طويلة”.
«الولادة» أبعدت المؤلفة
صور الجزء الثاني من مسلسل “صبايا” في عدد كبير من الأماكن المتفرقة من مدينة دمشق، وكانت مؤلفة الجزء الأول منه ترغب في كتابة الجزء الثاني، لكنها رزقت بطفل وليس لديها الوقت الكافي لتكتب هذه السنة وبتشاور فريق الإنتاج معها، كونها صاحبة الفكرة، اتفقوا على عمل ورشة حتى يأخذون أكبر قدر ممكن من وجهات النظر المختلفة، والاستفادة من كل الملاحظات النقدية التي وجهت للجزء الأول من العمل، على أساس أن أي نقد يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وان تستخلص منه الأمور التي يمكن الاستفادة منها.
ويشارك إلى جانب بطلات العمل الخمس، نبال الجزائري، محمد خير الجراح، مهيار خضور، بالإضافة إلى ضيوف العمل سامية الجزائري، أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، أندريه سكاف، شكران مرتجى، فادي صبيح، زهير رمضان، ميرنا شلفون، جمال العلي، جهاد عبده، محمود نصر، سوسن ميخائيل، لونا أبو درهمين، نزار أبو حجر، رنى شميس، عاصم حواط، هدى الركبي، حسن دكاك، هشام كفارنة، علاء قاسم، دانة جبر، جابر جوخدار، وريم عبد العزيز.
عدد اليوم
