الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الطبلاوي.. القارئ الموهوب

19 أغسطس 2016 02:09
القاهرة (الاتحاد) ولد محمد محمود الطبلاوي في الرابع عشر من نوفمبر العام 1934 بمنطقة ميت عقبة بمحافظة الجيزة المصرية، وعند بلوغه الرابعة ألحقه والده بالكُتَّاب، وكان والده يتضرع إلى الله تعالى أن يرزقه ولداً يحفظ القرآن، وقد استجاب الله لدعوته، فأتم الصغير حفظ القرآن وتجويده في سن التاسعة. بعد أن حفظ الشيخ الطبلاوي القرآن كاملاً، حرص على توظيف موهبته التي أنعم الله بها عليه، فلم يترك الكُتَّاب أو ينقطع عنه، وإنما ظل يتردد عليه بانتظام والتزام شديد ليراجع القرآن مرة كل شهر، وبدأ مسيرته في القراءة قارئاً صغيراً غير معروف، وكان يقرأ في المآتم والمناسبات البسيطة. يقول الشيخ الطبلاوي: بدأت كأي قارئ شق طريقه بالنحت في الصخر، وكان ذلك في بداية حياتي القرآنية قبل الخامسة عشرة من عمري، وكنت راضياً بما يقسمه الله لي من أجر، وذات يوم أعطاني رجل ثري خمسة جنيهات مقابل القراءة في احتفال أقامه، فشعرت أنني وصلت للقمة، ولكن الله كان يخبئ لي الأفضل، فسرعان ما ذاعت شهرتي من ميت عقبة، حيث بدأت تصل إلى القاهرة، وانطلقت لكل أنحاء العالم الإسلامي. قرأ الشيخ الطبلاوي القرآن الكريم في جميع دول العالمين العربي والإسلامي، بالإضافة إلى العديد من الدول الأجنبية، في رحلات دعوية لم تنقطع طوال 50 عاماً، وقد بلغ عدد الدول التي زارها 80 دولة. ويحكي الشيخ الطبلاوي ذكرياته عن إحدى هذه السفريات، فيقول: سافرت ذات مرة إلى الهند ضمن وفد مصري بدعوة من الشيخ أبو الحسن الندوي، وكان رئيس الوفد د. زكريا البري وزير الأوقاف المصري، وحدث أننا تأخرنا عن موعد حضور المؤتمر المقام بجامعة الندوة بنيودلهي، وقال د. البري: الوحيد الذي يستطيع أن يدخل أمامنا هو الشيخ لأنه مشهور هنا وله مكانته في قلوب الناس بما له من مكانة قرآنية، وحدث ما توقعه د. البري، ووقف رئيس المؤتمر مرحباً، وقال بصوت عال: حضر وفد مصر وعلى رأسهم الشيخ الطبلاوي، فلنبدأ احتفالنا من جديد، وبعد العودة إلى مصر أعطاني وزير الأوقاف عدة مسؤوليات منها شيخ عموم المقارئ المصرية، وعضوية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعضوية لجنة القرآن بالوزارة. قرأ الطبلاوي سورة «الشورى» داخل الحرم المكي، والتف حوله الحجاج، ورغم عدم إلمام بعضهم باللغة العربية إلا أنهم نقلوا له شغفهم بالقرآن الكريم وأثنوا على تلاوته، بل إن بعضهم وجه له الدعوة لزيارة بلادهم، وحصل الشيخ الطبلاوي على وسام من لبنان تقديراً لجهوده في خدمة القرآن الكريم. ولم تخل مسيرة الطبلاوي من عقبات، أبرزها تعثره في الالتحاق بالإذاعة المصرية لمدة 9 سنوات، بذريعة افتقاده لما أسموه «الانتقال النغمي»، وهي الحجة التي تصدت لها لجنة من القراء ضمت عدداً من رموز القراءات، حيث أقروا انضمامه للإذاعة، مؤكدين أن عدداً من كبار القراء يفتقدون «الانتقال النغمي» ومع هذا التحقوا بالإذاعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©