الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أشعة الشمس.. ضارة ونافعة في آن واحد

أشعة الشمس.. ضارة ونافعة في آن واحد
28 يونيو 2010 20:53
السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الجميع هل انتبه أحدنا بأن للشمس التي طالما تغنى بها الشعراء وجه آخر قد ُيدمر جلدنا؟ هل نحن بحاجة لها؟ أم علينا أن نتجنبها؟ لنعرف الإجابة علينا أن نعرف ما هو شعاع الشمس الساحر، وماذا يفعل بخلايانا مع مرور الزمن. في ذلك توضح الدكتورة مي زريقي، اختصاصية الأمراض الجلدية في مركز الشارقة العالمي للطب الشمولي، قائلة: «يتكون ضوء الشمس من إشعاعات مرئية وغير مرئية، والتي تتكون من الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية، وتنقسم بدورها إلى ثلاثة أنواع حسب طول موجتها فالأشعة فوق البنفسجية أ تسبب شيخوخة البشرة، والإشعاعات فوق البنفسجية ب تسبب حروق الجلد. وهناك الأشعة ( UVc) ويصل الجزء الأقل منها إلى سطح الأرض، حيث تحجز من خلال طبقة الأوزون، وهي مضرة جداً للجلد، ولكنها تستخدم كقاتلة للجراثيم». كمية الأشعة تضيف زريقي قائلة: «معظم الإشعاع الشمسي المؤذي يمتص بشـكل كبير في الجو بواسطة طبقة الأوزون، إلا أنه ومع اتساع ثقب الأوزون مؤخراً، ازدادت كمية الأشعة التي تصل لنا وتتلف الجلد، ويصبح التأثير أقوى في الصيف، وبوجودالرياح، وفي المرتفعات والمناطق الأقرب من خط الإستواء، وتستطيع الأشعة فوق البنفسجية اختراق الغيوم، لذا فهي تصل سطح الأرض في فصل الشتاء، وحتى في الأيام الغائمة، كما يزيد الثلج والرمال والمياه من انعكاسها وشدة تأثيرها، لذلك تزداد حروق الشمس على شطآن البحار». وهناك عوامل تتعلق بالانسان تزيد من أذى الشمس، وهي بشكل رئيسي، كما تؤكد الدكتورة زريقي:»العمر، فالأطفال أكثر قابلية لحروق الشمس لرقة الجلد عندهم، إلى جانب «?نوع الجلد»، فالأشخاص ذوو الجلد الأشقر والأبيض أكثر قابلية للتأثر بأشعة الشمس من الآسيويين والزنوج. وأيضاً لوقت ومدة التعرض للشمس دوره، فهذا التأثير المؤذي للأشعة فوق البنفسجية يكون أكثر في وقت الظهيرة، (10 صباحاً ـ 4 مساءاً). ويزداد بزيادة فترة التعرض خاصة عندالذين لاتتعرض جلودهم للشمس عادة، أما فيما يتعلق بالعوامل المناعية فهي لها دور مهم، ذلك أن المرضى المصابين بحساسية ضيائية يكون لديهم استعداد أكثر لتأثيرات الأشعة، والتي قد تشمل حتى الأماكن المغطاة من الجسم. وبالنسبة للأدوية فهذه تزيد بعضها من الحساسية للشمس كالأدوية النفسية وبعض المضادات الحيوية والمستحضرات الموضعية (?كالعطور ومستحضرات التجميل وبعض الزيوت). أضرار الشمس أهم أضرار التعرض الزائد لأشعة الشمس، كما تشير الدكتورة زريقي، هي: «الحروق الشمسية وتحدث عادة أكثر عند ذوي البشرة الفاتحة، لأن الميلانين في الأشخاص ذوي لون الجلد الأسمر يعمل كواق من تأثير أشعة الشمس، حيث إنه يعكس ويمتص وينثر الأشعة فوق البنفسجية.? وتنتج هذه الحروق عن التعرض المتواصل لأشعة الشمس لفترة طويلة (عدة ساعات متواصلة )، وتحصل غالباً في الصيف، لكنها قد تحصل في الشتاء، وحتى في الأيام الغائمة، إذا كان التعرض طويلاً جداً» تضيف الزريقي: «تظهر الحروق على شكل احمرار شديد في البشرة وألم وانتفاخ وقد تظهر فقاعات على الجلد. وفي الحالات الأشد قد يصحبها حمى ورعشة ودوار، وقد تصل إلى ضربة شمس .?وإذا كانت الحالة مقتصرة على حرق شمسي بسيط يمكن استخدام أدوية مخففه للألم، وكمادات باردة وكريمات ملطفة، أما إذا وصلت الحالة إلى ضربة شمس فينبغي مراجعة الطوارىء لأخذ العلاج اللازم بسرعة. أما بالنسبة للاسمرار ?فيفضل الأوروبيون، وغيرهم من أصحاب البشرة البيضاء، أن يكتسبوا اللون الأسمر(البرونزاج)، لذا يتعرضون بكثرة للشمس على الشواطئ في أيام الصيف، ولفترات طويلة ولهذا أضرار كبيرة على بشرتهم، وعلى العكس نجد أصحاب البشرة السمراء، مثلاً كالشرقيين والعرب خاصة، لا يعجبهم لون بشرتهم ويرغبون بتفتيحها ما أمكن?». تتابع الدكتورة: «كثرة التعرض المتكرر لأشعة الشمس يؤدي إلى تنكس الكولاجين، ممايؤدي إلى شيخوخة مبكرة للجلد، فيفقد مرونته الطبيعية وتظهر عليه شامات الشيخوخة (بقع بنية مثل النمش لكنها أكبر)، كماتزداد سماكة الطبقة القرنية، ويظهرالجلد مصفراً وقاسي الملمس، وقد تحدث توسعات شعرية جلدية. ?بينما ثبت وجود ارتباط طردي بين كثرة التعرض للشمس وحصول التجاعيد، ومما يزيدها وضوحاً كون الشخص مدخناً، حيث أثبتت الدراسات العلمية حصول التجاعيد بكثرة وفي وقت مبكر لدى المدخنين. وبالنسبة للتصبغات الجلدية ترتبط أشعة الشمس بكثير من تصبغات الجلد وأهمها الكلف، والذي يظهر كبقع بنية كبيرة على الوجه (الجبهة والخدين والأنف)، ويظهر لدى الرجال والنساء، ولكنه لدى النساء أكثر كذلك حيث تزداد التصبغات الأخرى، مع كثرة التعرض للشمس مثل النمش وتصبغات ما بعد الالتهاب».? وللسرطان نصيبه تتابع محدثتنا: «يصاب أصحاب البشرة البيضاء ( كالأوروبيين ) بأنواع مختلفة من سرطان الجلد، نتيجة لتعرضهم للشمس بشكل كبير، مع قلة وجود الملانيين (الذي يحمي الجلد ) لديهم. ويحدث هذا غالباً بالتأثير الشمسي المزمن، وقد تحدث التقرنات الشمسية كبداية منذرة لبعض الأورام?. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من سرطان الجلد وهي (سرطان الخلية القاعدية، وسرطان الخلية الشائكة، وسرطان الميلانوم)، وغالباً تحدث في الأماكن المعرضة للشمس مثل الوجه واليدين والرقبة، ?وأخطرها هو سرطان الميلانوم الذي إذا لم يكتشف مبكراً وحصل له انتشار في الجسم فقد يسبب الوفاة سريعاً. أما الحساسية الضوئية فهذه شائعة لدى بعض الناس، وهي تظهر ذلك على شكل بقع حمراء ومنتفخة أحياناً وقد تكون مصحوبة بحكة، وكذلك قد تظهر فقاعات ( حويصلات ) كما أن تعاطي بعض الأدوية قد يزيد من التحسس لأشعة الشمس مثل بعض حبوب منع الحمل وبعض المضادات الحيوية، وبعض أدوية الضغط والأدوية النفسية?.أما الأمر الأكثر تأثيراً فهو عتامة في عدسة العين، نتيحة التعرض الشديد والمباشر لأشعة الشمس، ممايؤدي تدريجياً إلى ضعف قوة الإبصار (الماء الأبيض). حماية الجلد يعتقد البعض أن فائدة الشمس بإنتاج فيتامين د يجعل من الضروري التعرض لها لفترات طويلة، وهذا مفهوم خاطئ، تذكر الدكتورة زريقي ، وتقول: «لأن فترة قصيرة، وفي غير أوقات الذروة كافية يومياً لأخذ حاجة الإنسان الضرورية، ولتجنب مخاطرها? يجب وضع واق شمس بدرجة وقاية لا تقل عن 15 (SPF )، وذلك عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة، وإذا كان البقاء تحت أشعة الشمس لفترة طويلة فيجب إعادة وضع الواقي كل 3 ساعات. ويجب معرفة أن الواقيات تقي جزئياً وليس كلياً، ولو كانت ذات عامل حماية (100%)، لذلك يجب الوقوف في الظل بين العاشرة صباحاً والرابعة عصراً لتجنب الأشعة القوية، كذلك يجب ارتداء ملابس واقية ذات أكمام طويلة واستعمال النظارات الشمسية». حذار على الأطفال فيما يتعلق بالطفل تؤكد زريقي: «جلد الطفل أكثر حساسية للشمس، لذا يجب حمايته بشكل خاص وبمستحضرات مخصصة للأطفال، مع شرب الماء الذي يعتبر ضرورياً جداً بشكل كاف لتعويض سوائل الجسم». من شأن فهم هذه المخاطر، واتخاذ بعض الاحتياطات الملائمة، أن يساعدا على التمتع بالشمس، وفي الوقت نفسه التقليل من المشاكل الصحية التي قد تسببها الشمس لاحقاً في مراحل متقدمة من العمر، كما ينبغي زيارة طبيب الأمراض الجلدية للاطمئنان على أي تغيير، أو نمو جلدي جديد قد يكون بداية سرطان جلدي، وكما هو مثبت علمياً، فإن تشخيص وعلاج أورام الجلد مبكراً يعطي دوماً نتائج ممتازة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©