الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في بوليفيا··· أزمة تُكرس الانقسامات

في بوليفيا··· أزمة تُكرس الانقسامات
18 سبتمبر 2008 14:09
يواجه الرئيس ''إيفو موراليس'' أصعب أزمة في فترة رئاسته، بعد أن ارتفع عدد الوفيات بسبب أعمال العنف في شمال بوليفيا الذي يشهد أعمال تمرد إلى 30 تقريباً خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ وقد أعلن أنصار ''موراليس'' -يوم الأحد- أن عدد القتلى قد يرتفع على اعتبار أن عشرات الناس علقوا في أعمال العنف ويوجدون في عداد المفقودين؛ وقد عاد هدوء نسبي إلى منطقة ''باندو الشمالية'' يوم الأحد بعد أن أعلن ''موراليس'' حالة الطوارئ هناك، وسيطرت قوات أرسلت من ''لاباس'' إلى المطار ومنشآت حيوية أخرى في العاصمة المحلية ''كوبيخا''؛ غير أن تهديد الاضطراب ظل قائماً في مناطق أخرى من بوليفيا، حيث أعلن زعماء سياسيون في المناطق المنخفضة المدارية المحاذية للبرازيل، أنهم يعتزمون استئناف الاحتجاجات في حال استمرت أعمال القتل في ''باندو''· وقال ''موراليس'' إن أعمال العنف كانت مذبحة شارك في تنفيذها ''رجال المرتزقة البيروفيون والبرازيليون'' المؤجرون من قبل حاكم باندو ''ليوبولدو فيرنانديز''، الذي اختبأ لتجنب الاعتقال؛ غير أن ''فيرنانديز'' نفى في تصريحات لمحطة إذاعية محلية هذه الاتهامات، مؤكداً أن أعمال القتل إنما نتجت عن اشتباكات بين محتجين مناوئين للحكومة وأنصار الرئيس؛ في حين نقلت وكالة ''أسوشييتد بريس'' يوم الأحد عن ''خوان رامون كوينتانا'' -وهو أحد كبار مساعدي موراليس- قوله لمحطة إذاعية محلية إن ''فيرنانديز'' اعتقل· وتشير أعمال العنف التي تهز مناطق من بوليفيا إلى تجدد التوتر جراء محاولات ''موراليس'' إعادة توزيع أموال النفط وتعديل الدستور من أجل تسريع إصلاح للأراضي، وخلق نظام قانوني منفصل للسكان الأصليين في بوليفيا والذين يشكلون الأغلبية؛ غير أن معظم الغاز الطبيعي والمواد الغذائية في بوليفيا تنتج في الأراضي المنخفضة الشرقية، والحكومات المحلية غير راضية عن مقترحات الرئيس؛ وقد ازداد انقسام البلاد وتكرس في أغسطس بعد أن فاز ''موراليس'' بـ67 في المائة من التأييد في استفتاء على الصعيد الوطني حول سياساته، وهو ما عكس دعماً قوياً له في المناطق الجبلية الريفية وفي المدن الكبيرة مثل ''لاباس'' و''كوتشاباما''؛ غير أن الحكام في المناطق الشرقية، والذين يطالبون باستقلال سياسي واقتصادي أكبر من حكومة ''موراليس''، أعيد تثبيتهم في مناصبهم بمعدلات مماثلة· وفي هذا الإطـــار يقــول ''هينز ديتريك'' -المحلل السياسي في المكسيك الذي يكتب كثيراً حول الحركات اليسارية في أميركا اللاتينيــة-: ''هناك صراع بين سلطة وطنية دستورية وسلطة جهوية بحكــــم الواقـــع، لا يمكن أن يحل سوى عن طريق السلطة الدستورية''· بيد أن الولاء داخل الجيش البوليفي نفسه أصبح مشكوكاً فيه؛ فالأسبوع الماضي ندد الجنرال ''لويس تريجو'' -أعلى قائد للقوات المسلحة- بما قاله الرئيس الفنزويلي ''هوجو شافيز'' -الذي يعد من أقوى حلفاء موراليس- من أن فنزويلا يمكن أن تتدخل عسكرياً في بوليفيا في حال أطيح ''بموراليس''؛ وزاد ''تشافيز'' من إهانته للجيش البوليفي يوم السبت قائلاً: إن هذا الأخير يبدو كما لو أنه يخوض إضراباً بينما يعم الاضطراب بعض مناطق البلاد؛ مضيفاً أنه يأمل أن يخفف اجتماع قادة أميركا اللاتينية الذي جرى الاثنين (الماضي) في العاصمة الشيلية ''سانتياجو'' حدة التوتر· وتبرز هذه الأزمة أيضاً تراجع النفوذ والتأثير الأميركيين في بوليفيا؛ فالأسبوع الماضي طرد ''موراليس'' السفير الأميركي ''فيليب جولدبورغ'' بعد أن اتهمه بدعم مجموعات تسعى وراء استقلال سياسي أكبر في الأراضي المنخفضة؛ وفي مظهر من مظاهر التضامن، قامت فنزويلا بطرد السفير الأميركي في ''كاراكاس''، بينما رفضت الهندوراس قبول اعتماد السفير الأميركي المقبل، وجاء قرار الطرد في بوليفيا بعد أن اتهم أنصار ''موراليس'' -وهو مزراع سابق لنبتة ''الكوكا''- السفارة الأميركية بالوقوف وراء التمرد عبر مشاريع محاربة المخدرات التي تمولها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وعمليات التعاون الاستخباراتي التي بدأتها الحكومة السابقـــة، غير أن السفير ''جولدبيرج'' قــــال -يوم الأحد قبل أن يستقل الطائرة متوجهاً إلى الولايات المتحدة-: ''الاتهامات التي وُجِّهت ضدي، وضد بلدي، وضد شعبي باطلة وغير مبررة تماماً''· في هذه الأثناء، ينظر جيران بوليفيا بشكل متزايد نحو البرازيل من أجل التوسط بين ''موراليس'' وخصومه الإقليميين، رغم أن الزعماء في الأراضي المنخفضة غاضبون من دعم الرئيس البرازيلي لموراليس؛ ومما يذكر في هذا السياق أنه تمت عرقلة شحنات من الغاز الطبيعي البوليفي الأسبوع الماضي، بعد أن قام مخربون بتفجير أحد أنابيب الغاز في منطقة طاريخا الجنوبية؛ كما كانت ''سانتا كروز'' -إحدى مناطق الأراضي المنخفضة وتعد أكثر منطقة ازدهاراً في بوليفيا- مسرح احتجاجات الأسبوع الماضي؛ غير أن أشد أعمال العنف هي تلك التي اشتعلت في منطقة ''باندو'' الفقيرة التي تقطنها مجموعات متفرقة في الأراضي المنخفضة في الأمازون المحاذية للبرازيل· وبعد إعلان حالة الحصار، قامت قوات الأمن بإغلاق الطرق المؤدية إلى باندو، وأفاد السكان والمسافرون الذين تمكنوا من الخروج بإطلاق نار متفرق في شوارع كوبيخا بعد فرض حالة الطوارئ، وفي يوم الأحد لم يعرف سوى القليل بشأن أعمال القتل التي حدثت خلال الأيام الأخيرة خارج كوبيخا بحوالي 20 كيلومتراً، بينما قال وزير الدفاع ''ووكر سان ميجيل'' على التلفزيون الحكومي إن الحكومة تتعاون مع البرازيل من أجل القبض على المهاجمين المسلحين الذين يحاولون الفرار عبر حدود باندو إلى غابات الأمازون البرازيلية· سايمون روميرو- بوليفيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©