السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الأعمى في الأدب والأسطورة بالقاهرة يدعو إلى التركيز على معاناة المكفوفين

الأعمى في الأدب والأسطورة بالقاهرة يدعو إلى التركيز على معاناة المكفوفين
18 سبتمبر 2008 23:21
كشف مشاركون في مؤتمر ''الأعمى في الادب الاسطورة'' الذي أقامه اتحاد كتاب مصر بالتعاون مع جمعية شمس العقل للمكفوفين مؤخرا في العاصمة المصرية القاهرة، عن الإهمال الذي يتعرض له المكفوفون في الأدب وفنون الإبداع ودعوا الى الاهتمام بالمكفوفين وتسليط الضوء على نماذج منهم في المسرح والادب والسينما وإنتاج أعمال أدبية يكون أبطالها من المكفوفين والتعرف على أبرز المشكلات التي يعانون منها· وقال الشاعر احمد سويلم سكرتير عام اتحاد كتاب مصر ومقرر المؤتمر ان المكفوفين هم أصحاب البصيرة التي هي نور القلب مثلما ان البصر هو نور العين ودائما تتقدم البصيرة على البصر ويحفل التاريخ الإنساني بصفحات مضيئة تسجل لأصحاب البصيرة من المكفوفين ما لم تسجله لغيرهم ممن تمتعوا بحاسة البصر· واضاف ان بردية ''ابريز'' التي يرجع تاريخها الى 1550 عاما قبل الميلاد تعد أقدم وثيقة تحدثنا عن حالة اصحاب البصيرة في مصر القديمة، حيث كانت الموسيقى أداة متميزة لهذه الفئة وتؤدى بواسطتهم ويبرعون فيها، وقد اعترفت الحضارة العربية لأصحاب البصيرة بالكيان الاجتماعي والثقافي وأبرزهم الشاعر الفذ ابوالعلاء المعري، وحبر الامة عبدالله بن عباس، وبشار بن برد وعبدالله بن ام مكتوم وحسان بن ثابت وداود الانطاكي وابن منظور صاحب لسان العرب، وفي العصر الحديث برز من أصحاب البصيرة كثيرون منهم د·طه حسين ود·عبدالحميد يونس والشيخ حسين المرصفي رائد دراسة تاريخ الادب العربي الحديث وغيرهم· وأكد ان عالم أصحاب البصيرة حافل بالعبقرية والإيمان والأمل وعشق الحياة ومن واجبنا كأدباء ومبدعين أن نؤكد لأصحاب البصيرة تميز دورهم في بناء المجتمع وان نقول لهم بناء على ما تركوه من أعمال إبداعية خالدة هنيئا لكم ببصيرتكم· وقال فاضل متولي رئيس جمعية شمس العقل للمكفوفين وهو شاعر وقصاص كفيف ان فكرة المؤتمر تهدف الى تغيير نظرة المجتمع للمكفوفين عن طريق الادب باعتباره يلعب دورا مؤثرا وحيويا في تشكيل نظرة المجتمع ويعد معادلا للدراما والسينما ويسعى لجذب الجماهير وهدف المؤتمر هو نفسه هدف الجمعية التي يسعى المسؤولون فيها لتغيير نظرة المجتمع للكفيف عن طريق تسليط الضوء على مشكلاته، وحاولنا خلال مناقشات المؤتمر ان نلقي الضوء على التجارب الابداعية لمشاهير المكفوفين في الماضي والحاضر والبحث عن أسباب الاهمال الشديد الذي يتعرض له المكفوفون وإصرار كافة الفنون ومجالات الابداع على تجاهل قضاياهم ومشكلاتهم برغم ان عدد المكفوفين في مصر يتجاوز المليونين ويتعرضون لمشكلات عديدة منها البطالة و التعامل معهم على انهم عاجزون ناهيك عن تعامل الفنون الدرامية والابداعية معهم بشكل غير واقعي وساخر واستغلال عاهاتهم في إثارة الضحك· واضاف ان المؤتمر كشف عن عدم وجود اهتمام بالابداع الذي يقدم للمكفوفين مثل اعمال يكون ابطالها من المكفوفين أو اعمال يقدمها مبدعون مكفوفون وكل هذا يكشف عن غياب دور الدولة والاعلام في عالمنا العربي بينما في الدول الاسكندنافية هناك مبدأ بأن تستغل طاقة المعاقين بنسبة 25 في المئة ويستفيد منها المجتمع سواء في مجال الابداع أو غيره· وقال الناقد الادبي الدكتور شريف الجيار ان الاعمال الابداعية الادبية لم تعط المكفوفين حقوقهم ولم تسلط الضوء على مشكلاتهم بشكل كاف وعلى سبيل المثال نجد ان الرواية طوال القرن العشرين لم تهتم بالمكفوفين باستثناء جهود فردية تعد على اصابع اليدين ليحيى حقي وتوفيق الحكيم وطه حسين واخر رواية كان بطلها من المكفوفين هي رواية ''مالك الحزين'' لابراهيم اصلان وصدرت عام 1982 ولم تكن شخصية الشيخ حسني الكفيف رئيسية في العمل الادبي بينما تم تضخيمها في فيلم ''الكيت كات'' المأخوذ عن الرواية لاعتبارات تجارية· وحول تجليات الأدباء العميان في التراث العربي والعالمي قال الاديب فؤاد قنديل ان تاريخ الادب والفنون يكشف عن نماذج عديدة من المبدعين المكفوفين الذين يتميزون بالاحساس المرهف وتحدي العجز والتغلب على الظروف المحيطة وإثبات انهم قادرون على تقديم إبداع لا يقل عن إبداع المبصرين ومن هؤلاء الشاعر اليوناني هوميروس صاحب ملحمتي الالياذة والاوديسا وهو الاب الحقيقي للأدب في العالم اجمع حيث نجح في تقديم تراث ادبي رفيع المستوى وفي الملحمتين قدم شعرا ومسرحا وكل فنون الادب وهو ما جعل الملحمتين مصدرين اساسيين لكل ما كتب بعد ذلك، وهناك الشاعر العربي الفذ بشار بن برد الذي يعود اليه فضل تجديد الشعر والحفاظ على نقائه والتخلص من الديباجات والتفاصيل الزائدة وقدرته على وصف اشياء لم يستطع وصفها المبصرون، وهناك ابوالعلاء المعري الذي يعتبر اول فيلسوف في مسيرة الشعر العربي عبر بنية شعرية جذابة ورائعة وقد سمي حكيم الشعراء وشاعر الحكماء وتعد رسالة الغفران التي كتبها احد أبرز الاعمال الابداعية في تاريخ إبداع العرب وتأثر بها كتاب عديدون من الغرب، وهناك ابن منظور صاحب موسوعة لسان العرب في اللغة العربية وتقع في 20 مجلدا وتعتبر مرجعا لكبار الباحثين في اللغة وهناك الشيخ حسين المرصفي احد اشهر الباحين في الادب واللغة واليه يرجع الفضل في الكتابة المتدفقة الواعية الخالية من العبارات الانشائية ويعتبر كتابه الوسيلة الادبية في العلوم العربية احد اشهر المراجع للباحثين والنقاد حتى النصف الاول من القرن العشرين وهناك عميد الادب العربي طه حسين ومساهماته في الادب واللغة ودوره كمثقف افاد مجتمعه في مختلف القضايا وهناك عبدالحميد يونس رائد الادب الشعبي في العالم العربي والشاعر اليمني عبدالله البردوني الذي قدم إسهامات مهمة في تاريخ الشعر العربي
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©