الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصندوق الدولي للحفاظ على طيور الحبارى ينجح في حمايتها وإكثارها

الصندوق الدولي للحفاظ على طيور الحبارى ينجح في حمايتها وإكثارها
24 ابريل 2011 20:46
نجح الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في إكثار هذا النوع من الطيور وحمايته، ويتخذ الصندوق الذي تم تأسيسه عام 2006، من مدينة أبوظبي مركزاً رئيسياً لعملياته التي يديرها عبر عدة مراكز له، في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المغربية وكازاخستان، بالإضافة إلى المراكز التي سيبدأ العمل على إنشائها في كلٍ من الصين وتركمانستان، ويشكل الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، المظلة الجامعة التي تنظم عمل عدة مراكز في مختلف البلدان التي ينتشر فيها طائر الحبارى، وتدير عمليات التنسيق مع حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في جهودها للحفاظ على طائر الحبارى. يتركز الهدف الأساسي للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى حاليا، في إكثار 50 ألف طائر في الأسر عبر مختلف المراكز التابعة له، بواقع 35 ألف حبارى آسيوية و15 ألفا من حبارى شمال أفريقيا، وتشكل زيادة أعداد طيور الحبارى في بيئتها البرية الطبيعية، أحد أهم الأهداف التي يعمل الصندوق الدولي باستمرار من أجل أن تتحقق كاملة، وذلك من خلال إطلاق الحبارى التي تم إكثارها في الأسر إلى البرية، في مواقع محددة يتم اختيارها بعناية من قبل المختصين والباحثين. محميات للحبارى بالنسبة لما يتعلق بإدارة التنوع الجيني فإن العمل وعبر سلسلة المراكز التابعة له، تتم متابعة الصحة الجينية لسلالات حبارى شمال أفريقيا والحبارى الآسيوية، للحفاظ على صحة السلالات المختلفة وضمان استمرارها على قيد الحياة، ومن أجل برنامج الحماية يجري العمل على تفعيل الشراكات الدولية لحماية طائر الحبارى، وتوثيق روابط التعاون مع أكبر عدد ممكن من الدول، من أجل توفير أفضل السبل لضمان الحفاظ على طائر الحبارى وحمايته من الأخطار التي تتهدد وجوده، وتتضمن السبل تنظيم تشريعات الصيد وتأسيس محميات للحبارى البرية، وتلك التي تم إطلاقها بعد إكثارها في الأسر، والتعاون مع مختلف المنظمات والمؤسسات في مجال البحث العلمي المتعلق بالحبارى، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي بالممارسات غير الشرعية التي تضر بطائر الحبارى وتهدد مستقبله. مراقبة الحبارى وخصصت إمارة أبوظبي منطقة محمية لإطلاق الحبارى التي يتم إكثارها في الأسر، وقد تم إطلاق 884 طيراً من أصل 1850 تم إكثارها في المركز الوطني لبحوث الطيور عام 2010، وينتظر أن يتصاعد هذا الرقم مع زيادة العدد المقرر إكثاره في الأسر، ويواصل الصندوق الدولي في الوقت ذاته، البحث عن أماكن جديدة لإطلاق الطيور المكاثرة في الأسر، بحيث تكون مشابهة لبيئتها الطبيعية وبعيدا عن معظم المفترسات والأخطار التي قد تتربص بها. يتم تتبع الطيور التي يتم إطلاقها بفضل التكنولوجيا الحديثة، حيث يستطيع العاملون في الصندوق الدولي، وعلى مدى أربع سنوات من تتبع طيور الحبارى التي تتم مراقبتها حيثما حلت، وبعض الحالات تتم متابعتها منذ تسع سنوات مضت، وكان تتبع الطيور قديما لا يتجاوز العام الواحد بسبب ضعف التكنولوجيا، أما اليوم فالبطاريات التي تزود جهاز البث المثبت على الطائر أصبحت تدوم لفترات أطول، كما أن حجم أجهزة البث أصبح أصغر، وصارت أخف وزنا بحيث لا يتجاوز 30 جراماً فقط. أجهزة المراقبة والتتبع أكثر تطورا ودقة خاصة مع نظام تحديد الإحداثيات الجغرافية المدمج فيها، ويمكن للبيانات الدقيقة التي يتم جمعها أن تحدد مسار تنقل الطائر، والارتفاعات التي يطير عليها ودرجة حرارة جسده، وكذلك مختلف التفاصيل التي يحتاج الباحثون إلى معرفتها عن الطائر، كما يمكن استخدام البيانات لتحديد سبب نفوق الطائر، سواء كان ذلك لأسباب طبيعية أو كان بسبب الصيد الجائر. استعراض لجذب الإناث ويقول مصدر مسؤول بالصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، إن هناك نوعين للحبارى أحدهما رئيسي والآخر فرعي، وللطائر صفات بيولوجية رئيسية، ومنها أنه يقتات على منظومة غذائية متنوعة تشمل النباتات واللحوم، ويمارس الحركات الاستعراضية لجذب الإناث في موسم التزاوج، و بعضها يستوطن في مكانه طوال العام، فيما يهاجر البعض الآخر وذلك حسب طبيعة الإقليم الذي تعيش فيه، ويعد طائرا خجولا لكنه يتفنن في جذب الإناث بسلوكه الاستعراضي خلال موسم التزاوج. لطائر الحبارى جسم ضخم نسبيا بالمقارنة مع رقبته النحيلة وساقيه الطويلتين، والجزء العلوي من جسمه مغطى بالريش المرقّط الذي يحاكي لون الرمال، فيما يميل لون الريش في الجزء السفلي من جسمه إلى الأبيض، ولذكور الحبارى ريش طويل أسود اللون يحيط الجزء الخلفي من الرقبة، فيما يلف الريش الأبيض الجزء الأمامي السفلي منها، وبالإمكان ملاحظة خطوط سوداء وبيضاء عريضة على امتداد الجناحين، أما الذيل فمربع الشكل بني بلون الرمال مع أربعة خطوط سوداء مميزة، وعندما يبسط جناحيه فإن أتساع الجناحين يصل إلى متر ونصف المتر. يستوطن طائر الحبارى الخجول القفار الشاسعة المجدبة، والمتمثلة بالصحاري الصخرية أو الرملية التي يقل فيها الغطاء النباتي، كما في الأقاليم الجنوبية من النطاق الجغرافي الذي يعيش فيه طائر الحبارى، وعادة ما تكون هذه الطيور من النوع المهاجر، ويلعب تكوين الطائر ولون ريشه المرقط المموه المطابق لمحيطه، دوراً حيوياً في إخفاء حركته وإبقائه في مأمن عن العيون المتربصة به. بحثاً عن الطعام ولطيور الحبارى الآسيوية انتشار جغرافي واسع، فهي تمضي الشتاء في أكثر بقاع هذا النطاق الجغرافي دفئاً، وتحديداً في بلدان الشرق الأوسط وشرقي إيران والهند والباكستان، أما في الصيف فهي تهاجر عائدةً إلى المناطق التي تتجمع فيها بغرض التزاوج والتكاثر، ومنها كازاخستان والصين، وقد تبقى بعض أنواع الحبارى الآسيوي في نفس المكان طوال العام دون أن تهاجر، فتستوطن وتتكاثر في البقعة ذاتها دون الانتقال لأخرى. يقضي طائر الحبارى معظم وقته على الأرض باحثا عن الطعام، ولأن منظومته الغذائية متنوعة تشمل النباتات واللحوم، فإن قائمة الأطعمة التي يتغذى عليها تحتوي النبات والبذور والحشرات وأيضا العناكب والسحالي الصغيرة، إلى جانب القوارض وحتى الطيور الصغيرة، ولكي يتأقلم مع البيئة الطبيعية الجرداء التي يعيش فيها، يستطيع طائر الحبارى الحصول على ما يحتاجه من المياه، من خلال الأطعمة التي يعثر عليها، ونادراً ما يحتاج إلى شرب الماء بشكل مباشر، وغالبا ما تخرج الحبارى للبحث عن الطعام في أوقات الشروق أو عند الغسق، وتعيش الطيور البالغة فرادى مستوحدة، أو تتجول ضمن مجموعات صغيرة. طقوس التزاوج تسلك ذكور الحبارى سلوكاً استعراضياً معقداً لاستمالة الإناث خلال طقوس التزاوج، فينفش الذكر الريش الذي يزين رقبته قاذفاً برأسه بحركات سريعة إلى الوراء، ويكاد يخفيه في كتلة من الريش الأبيض والأسود، فيما يندفع سريعا ليتراقص في خط مستقيم أو بحركة دائرية، وبعد انتهاء فترة التزاوج، تترك الإناث منطقة التزاوج لتضع بيضها بعيداً عن الذكور، لتنتقي حفرة غير عميقة في الأرض، لتضع بيضتين أو ثلاث، ولا تقوم ذكور الحبارى بأي دور في تربية الصغار أو الدفاع عنها وحمايتها. لعل الخطر الأكبر على وجود هذا الطائر الجميل وأعداده، يتمثل في ممارسات الصيد الجائر والعشوائي، وبالرغم من الجهود الحثيثة التي تم بذلها خلال الأعوام القليلة الماضية، للحفاظ على أعداد الحبارى المتبقية وزيادتها، إلا أن خطراً جديداً صار يخيم على مصير هذا الطائر، ويتلخص في انحسار بيئته الطبيعية التي أصبحت مهددة، بسبب الزحف العمراني المتسارع وتوسع رقعة الأراضي الزراعية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©