لم تلق نقطة تقابل حائطاً بآخر والتي تشكل الزوايا المنزل الاهتمام المطلوب من أصحاب البيوت لتظل هذه المساحات منبوذة ومهملة إلا أن مصممين يمقتون الأركان العارية، بحثوا عن أفضل الحلول لاستغلالها وتحويلها إلى توليفة رائعة باستخدام مفردات وعناصر الديكور المتاحة فانتقلت من فراغات صامتة إلى نقاط تنبض بروح الأناقة والجمال، ويمكن اعتبار زوايا المنزل بمثابة إشارات خفية لما يمكن مشاهدته من أماكن أخرى ساحرة داخل المنزل تحقق جانبا من التوازن والتناغم بين ثناياه.
غالبا ما تهمل زوايا المنزل، وذلك وفق مهندسة الديكور، أسماء الشامسي نتيجة صعوبة التعامل مع هذه الأماكن عند البعض أو عدم وجود معرفة حول إمكانية استغلال هذه الزوايا لخلق ركن يزهو بالجمال. ونجد أن بعض الناس يفضل إبقاءها فارغة، بينما تتحول عند البعض إلى أماكن فوضوية يتم ملؤها بما يزيد عن حاجتهم من قطع الأثاث أو التخزين بشكل فوضوي”.
كيفية الاستغلال
تقول الشامسي “الزوايا تحتاج إلى ديكور يكسر حدتها بطريقة غير متكلفة ولعل أبسط ما يمكن فعله لإحياء الزوايا وضع نباتات مختلفة الأطوال فيها”، طارحة مجموعة الأسئلة التالية والتي تدور حول كيفية استغلال هذه الزوايا وتحويلها من بيئة صامتة إلى مكان يشع بالجاذبية، ومن شأنها أن ترشد الفرد إلى عملية استغلال هذه الزوايا بطريقة قد تكون وظيفية أو جمالية وفقا لرؤية أصحاب المنزل:
1. هل هو بحاجة إلى مساحه للتخزين؟
2. هل هو بحاجة إلى ركن هادئ للقراءة؟
3. أم بحاجة إلى مساحة لممارسة هواياتك الفنية؟
4. أو بحاجة لخلق ركن جمالي يخدم المساحة؟
5. أو قد تفتقر المساحة إلى الإنارة؟
6. أو يمكن بحاجة إلى مكان للعرض؟
لعب وقراءة
تقول الشامسي “إذا كان المرء بحاجة إلى استغلال هذه الزوايا لتخزين بعض الحاجيات فيجب اختيار ما يناسب هذه المساحة من خزانات وأرفف وأدراج بشكل لا تعيق الحركة ولا تتعب العين عند النظر إليها خصوصاً في غرف النوم حتى لا يؤثر هذا الأمر على نفسية الزوار بشكل سلبي”. وتضيف “من هذه الأماكن غرف الأطفال، فكما هو معلوم أن الأطفال يقتنون الكثير من الألعاب التي لابد أن تخزن بعد اللعب بطريقة آمنة حتى لا تعيق تحرك الطفل وتسبب له بالمخاطر، والأفضل أن توضع وتحفظ بعد الانتهاء منها في مكان جيد وهنا كثيرا ما تستغل الزوايا في وضع خزانة لحفظ الألعاب أو صندوق يوضع في الركن أو يمكن أن تعلق في الزوايا بعض الشباك التي بها عدة خانات صنعت خصيصا لحفظ الألعاب، كما يمكن أن تفصل بعض الرفوف وفق قياس الزاوية بألوان جذابة تستخدم للغرض نفسه”.
وتشير الشامسي إلى أنه، “يمكن استغلال هذه الزوايا لخلق بيئة للقراءة، بعيدا عن الضوضاء وعادة ما يكون هذا الركن في غرفة النوم أو مكتب المنزل بوضع كرسي استرخاء مريح مع إضاءة جانبية ولوحة أو أرفف خلف الكرسي. كما يمكن أن تستغل هذه الزوايا في تحويلها إلى ورشة فنية رائعة لمن يملكون مهارة فنية كالرسم وذلك بوضع حامل اللوحات مع كرسي مناسب، بحيث تعلق على الجدران بعض من الشمعدانات أو قطعة قماش منسدلة بطريقة فنية بين ثنايا إطار ذهبي معتق”.
الركن الجمالي
توضح الشامسي، إن عملية تزيين واستخدام الزوايا تختلف من مكان إلى آخر ففي المجالس والمداخل وغرف النوم تخدم الزوايا ديكور هذه المساحات بإضفاء لمسات جمالية تتناسق مع الديكور العام. ومن الأمثلة على ذلك أنه يمكن أن نضع باقات منسقة من الورد في الزوايا، إما أن تكون طاولات جانبية أو فازات كبيرة غنية بنقوشها وهي تعطي الزوايا فخامة وثباتا وطولا. كما يمكن وضع التماثيل والتحف القيمة التي تمنح المكان قيمة ودلالات ثقافية وتاريخية. وتطرح الشامسي خيارا آخر يتمثل بوضع النباتات بأطوال مختلفة، أو في أحواض يمكن تفصيلها خصيصا لهذه الزوايا وهي طريقة على الرغم من بساطتها إلا أنها تخلق زوايا باعثة على الحياة والحركة من خلال نمو النبتة ولونها الذي يكسر حدة تقابل الجدران. ويمكن وضع نبات صغير على طاولة في الركن ما سيحدث فرقاً بلا شك.
وتقول إن كثيرين يفضلون وضع كونسول مع المرايا أو لوحات مناسبة تنسج من ألوانها مفردات الأثاث وجدران الزوايا المتقابلة ويمكن وضع جلسة جانبية عبارة عن كرسيين بينهم طاولة توضع عليها بعض من الشموع أو الاكسسوارات مع مفرش مطرز منسدل بطريقة أنيقة، ويمكن أيضا أن تستغل هذه الزوايا بتعليق الصور في إطارات مختلفة بحيث تنسجم مع ألوان الديكور. كما وتتوفر قطع أثاث مصممة خصيصاً للزوايا والأركان واستخدامها يعطي خصوصية وتفردا للزاوية.
رومانسية الإنارة
تبين الشامسي أنه قد لا تكون الإنارة في بعض المساحات كافية أحياناً، لذا يفضل استخدام الإضاءات الجانبية على زوايا الجدران كحل لهذه المشكلة. وهي إما أن تكون مثبتة على الجدار نفسه، أو تكون إضاءات أرضية تتطلب وجود مفتاح كهرباء. كاستخدام الأباجورات، مشيرة إلى أن الانارة في الزوايا الفارغة تضيف النور والجمال للركن وتمنح المكان منظرا رومانسيا حالما ودافئا.
وتضيف أنه يمكن استغلال لوضع المدافئ التي تفصل للزوايا وهي من الأفكار المناسبة لزوايا الصالات وغرف المعيشة حيث تعطي شكلا غير تقليدي للمكان وعادة ما يكمل بها الطراز الكلاسيكي الغربي. وتتابع “نجد أن بعض الناس الذين لديهم هواية ممارسة رياضة ما؛ تكون هذه الزوايا كألبوم مصور لهم يعرض جانبا من إنجازاتهم وما اقتنوه من ميداليات ودروع وأوسمة بوضعها في خزائن زجاجية تسلط عليها إضاءة لإبراز محتوياتها، كما أنها من الممكن أن تكون مكانا لعرض مقتنيات العائلة الفريدة”.
ويمكن استخدام أحواض الزينة في هذه الزوايا، وفق الشامسي، بحيث تكسر صمتها وتزينها وهي بلا منازع من أفضل الأفكار الحية لإنعاش ركن كئيب سواء في البيت أو في مواقع العمل، كما أن الزوايا المعتمة في بعض غرف المنزل تعطي شعورا بالانقباض والانزعاج لذا يمكن علاج هذه المشكلة بتعليق مرآة كبيرة نسبيا لتعكس الضوء ويضفي رحابة على المكان، ويفضل أن تكون هذه الزوايا مطلة على باب أو نافذة.
إرشادات لديكورات زوايا ناجحة
تقدم مهندسة الديكور، أسماء الشامسي نصائح لديكورات الزوايا حتى تحقق هذه الأركان دورها الجمالي والوظيفي، فتقول “أولا يجب الابتعاد عن حشو الزوايا باكسسوارات وقطع أثاث قد تتعب النظر. واستغلال الزوايا بما يخدم حاجتك سواء كانت للتخزين أو للمسات جمالية وأيضا الحفاظ على انسيابية الحركة إذا كانت الزوايا قريبة من المداخل والأبواب، وليس من الضروري شغل كل زاوية في الغرفة، فقد يؤثر ذلك على النفسية بشكل سلبي ويجب الحفاظ على التوازن بين قطع الديكور الموجودة في المكان بأن تكون متناسقة مع الإطار العام للمكان وطرازه، ويراعى أن تشغل هذه الزوايا بطريقة جذابة وملفتة لتثري المكان، وأخيرا يجب أن تتميز قطع الأثاث بسهولة حملها وتحريكها بين الفينة وأخرى حتى تسهل عملية تنظيف المكان وإعادة الأشياء إلى الزاوية مرة أخرى، وحتى لا يكون هذا الركن مكانا لتجمع الغبار والأتربة”.
عدد اليوم
