الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقل القرار

ثقل القرار
24 ابريل 2011 20:56
المشكلة: عزيزي الدكتور : أنا فتاة أبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً. تقدم لخطبتي شاب تخرج من الجامعة العام الفائت. وهو من عائلتي وأنا أعرف أنه تربى في عائلة ملتزمة ومحافظة. ووالدته طيبة للغاية، ووالده ذو خلق حسن. وهو أيضا شاب ملتزم وخلوق وطيب وصاحب عقلية ناضجة. لكن تصادف أن تقدم شاب آخر لا نعرفه جيداً، ويبدو أنه لم يحظ بموافقة والدي، ومن ثم أبلغ موافقته لأهل الشاب الأول بناءً على موافقتي المبدئية، لكنه علق الأمر انتظاراً لموافقتي النهائية. وبعد فترة اكتشفت أن الصفات الحسنة التي ذكرتها عنه صحيحة. لكن عرفت أيضاً أن شخصيته غير قوية، وذكاءه متوسط وكثيراً ما يعتمد على أخيه الأكبر في جميع أموره. وأنه غير اجتماعي مع الناس، وخجول وليست لديه ثقافة. ولقد تحيرت كثيراً، هل أتم الخطبة أم أعلن رفضي؟ أنا مترددة وخائفة، وأحتاج النصيحة. ريم ن.ن النصيحة: الأخت الكريمة: إن الزواج عشرة طويلة تقوم على أساس المحبة والسكن النفسي، ولا تصلح فيها المجاملة، ولابد من المصارحة والمكاشفة بوضوح. أنت ذكرت الصفات الجيدة للشاب الذي تقدم لخطبتك، وحددتي صفات أخرى ترين أنها غير جيدة. وقبل الإجابة عن سؤالك أطلب منك وبصراحة أن تتخذي موقفاً واضحاً- بعد الجلوس مع نفسك جلسة هادئة لتتعرفي وتكتشفي احتياجك الحقيقي - تسألين فيه نفسك ما الذي تهدفين إليه من هذا الزواج ؟ أتمنى أن يكون اتخاذ القرار ليس وليد انفعال عاطفي مبني على المشاعر والعواطف حتى لا ينهار بسرعة. لأن الانفعالات والمشاعر ضعيفة لا تستطيع أن تتحمل ثقل القرار. هل المقصود من هذا الارتباط بهذا الرجل هو وجود زوج بجانبك فقط؟ أو أن المقصود هو وجود زوج متصف بالالتزام وهو ذو خلق طيب يعرف حق الله تعالى ويتقي الله في أهله؟ إن كان الجواب بنعم، فهذا الأمر أظنه متوافرا في هذا الشاب المتقدم لك. وإن كان الجواب بلا، فلا أرى أن مطلبك موجود. إن المرأة بحاجة إلى زوج يحبها حباً شديداً، ويخاف عليها، ويُكِنُّ لها الاحترام والتقدير، ويهتم بشؤونها، ويسأل عن حالها، ويتعاهد حاجاتها، ويأنس إذا رآها. وغاية التودد عنده أن يهب لها من السعادة والهناء ما تنعم به أبداً. وفي المقابل فالمرأة لا تريد زوجاً يجرعها الشقاء والتعب والملل والقلق. إن ما ذكرتيه من الصفات التي ترين أنها غير جيدة في هذا الخاطب، أرى أنك لم تصيبي الحق في جعلها كلها غير جيدة، فليس هناك إنسان كامل الصفات. فصفاته: “صاحب شخصية غير قوية، وكثيراً ما يعتمد على أخيه الأكبر في جميع أموره، وأنه غير اجتماعي مع الناس، وليست لديه ثقافة إذا ما قابلناها بسنوات عمره أرى أنها لا تُشْكِلُ أمراً مخيفاً كثيراً، لأنه يمكن تغييرها وتعديلها بعد الزواج. فبعد زواجه سوف يعتمد على نفسه كحال غيره من الأزواج، وستتغير شخصيته وسيكون اجتماعياً مع الناس لا سيما إذا أمكنك أن توفري الحب بينكما، فما أجمل المرأة أن تكون عوناً لزوجها، ولنا في أمنا خديجة- رضي الله عنها - أسوة حسنة. أرى أن هذا الخاطب فيه صفات رائعة، كما أن صفاته الأخرى يمكن تغييرها وتعديلها بإذن الله. فان لم تجدي ما تحبين فأحبي ما تجدين، فالناجح الحقيقي من يصنع من الصخور الكبيرة التي تعيقه، طريقاً يصعد من خلاله إلى القمة. فإذا كان هذا الخاطب في نظرك ليس الذي كنت تحلمين به، وطباعه ليست التي تودينها، فوازني بين إيجابياته وسلبياته، واعلمي أن الحياة السعيدة نحن الذين نسعى إليها ونرسم ألوانها، وليست هي التي تأتي إلينا. فاستخيري الله عز وجل، وهو الذي يعلم ما ينفعك وما يضرك، وفوضي أمرك إلى الله تعالى ليختار لك الأصلح، وإذا وجدت نفسك محجمة عن الزواج بهذا الرجل فاعتذري من والديك، واسألي الله أن يسخر لك من تسعدين معه في الدنيا والآخرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©