الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبوظبي للكتاب» يستكشف طرقاً لصقل مهارات الطلبة في القراءة

«أبوظبي للكتاب» يستكشف طرقاً لصقل مهارات الطلبة في القراءة
3 مايو 2014 20:28
يعاني الكثير من الأطفال في المراحل الابتدائية من صعوبات القراءة، ما ينعكس على المستوى التعليمي لهم بشكل عام، ما استدعى إيجاد استراتيجيات وأدوات لتحسين القراءة لديهم، ولرفع هذا التحدي الذي يواجههم ويسبب لهم في أحيان كثيرة حرجاً أمام زملائهم ويضعف ثقتهم بأنفسهم. فك اللغز في هذا الصدد، وضمن “حملة أبوظبي تقرأ”، التي ينظمها مجلس أبوظبي للتعليم، والتي تقدم سلسلة من البرامج والفعاليات في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الرابعة والعشرين المنظم بين الفترة 30 أبريل إلى 5 مايو، اهتمت الحملة بفك لغز بعض الأطفال الذين يعانون صعوبات في القراءة، ضمن ورشة تعليمية جلست فاطمة الخضر، رئيسة هيئة التدريس بمدرسة العزة بني ياس، تقرأ للطلاب بصوت رخيم وبطريقة واضحة وسلسلة، ثم تناقشهم في الشخصيات، وتطلب منهم استخلاص المعنى والعبر، وتساعدهم على ترسيخ المغزى وتعزيزه، مستخدمة أساليب وآليات لمساعدة الطلاب على تحسين مستواهم القرائي. إلى ذلك، تقول الخضر “أقسم الأطفال إلى مجموعات وفق السن والمستوى الدراسي وأبدأ بقراءة قصة ما بصوتها، وأعتمد على الصور في توصيل المعلومة، ثم أسأل الطلاب لتعرف مدى متابعتهم لأحداث القصة، ثم نتحدث عن القيم والرسائل، التي تم استخلاصها من القصة وأفسح المجال للأطفال للحديث والتعبير عن آرائهم لتحفيزهم على النقاش بغية صقل مهاراتهم، بهدف اكتساب قيم جديدة وتوسيع مداركهم”. وحول استراتيجيات تحسين مستوى الطلاب القرائي، تقول الخضر “تختلف مستويات الطلاب رغم تقارب أعمارهم، وعليه فإن هناك عدة خطط علاجية مقننة بتواريخ معينة، لتطوير وتجويد قراءة الطفل، وتحسين مهاراته في هذا الاتجاه لتوصيلهم إلى المستوى المطلوب بالتدريج، وإذا تم اكتشاف أن الخطة لم تعمل على رفع مستوى الطفل بالشكل الصحيح، يجب استبدالها بأخرى”. ومن الحلول التي قدمتها الخضر تقول “يجب أن نبدأ من البداية، وأول خطوة من الأفضل أن تنتهجها معلمة الصفوف الأولى من الروضة كأسس صحيحة تقوم عليها العملية التعليمية، بحيث تقسم المعلمة الأطفال إلى مجموعات صغيرة، وتعلمهم الحروف ومخارجها وأصواتها، وتعمل على تدعيم ذلك ببطاقات الحروف بمختلف أشكالها الفنية، وفي هذا الصدد إذا تأسس الأطفال بشكل صحيح فإنهم سيمتلكون مهارات أخرى كما يكتسبون الثقة بأنفسهم مستقبلا، ولا تعترضهم أي صعوبات في حل واجباتهم، لأن سرعة القراءة تؤثر على باقي المهارات”. خطط مدروسة تختلف الخطط المتبعة للأطفال في مرحلة التأسيس عنها في المرحلة الابتدائية التي تعاني من صعوبات في القراءة، ولا تتمتع بالسرعة والسلاسة في ذلك، لرفع مستوى هؤلاء. في هذا الإطار، تقول الخضر “لا يمتلك بعض الأطفال السرعة المطلوبة في القراءة ما يحد من فهمهم لموضوع القصة ومحتواها، وينعكس ذلك على المستوى الدراسي بشكل عام، وعليه، فالخطة العلاجية لهؤلاء يجب أن تبدأ مع الدخول المدرسي، بحيث تصنف المعلمة الطلاب إلى مجموعات صغيرة لتحقيق نتيجة جيدة حسب مستوياتهم، ثم يجب أن نترك للطفل الذي يعاني من صعوبة فرصة القراءة بصمت حتى يتعرف على الكلمات، ثم يبدأ القراءة جهرا تلافيا لأي حرج، ليكتسب ثقة في النفس”. وتقترح الخضر أيضا خطة القراءة الموجهة التي يجب أن تكون موجهة من طرف الأقران، بحيث تعطي المعلمة الطالب فرصة تصحيح ما قرأه بنفسه، وفي حال كرر الخطأ تسمح لزميله بالتصحيح له، لأن الطفل يتقبله صديقة أكثر من المعلمة نفسها، أما الخطوة الثانية في القراءة الموجهة فهي تدخل المعلمة إذا لم يتمكن زميله من التصحيح، مؤكدة أن الطالب الذي يكتسب مهارات بهذه الطريقة سيتمكن من حل واجباته وفهمها الفهم الصحيح، مشددة على أن عدم السرعة في القراءة يجعل الطالب يتراجع في تحصيله الدراسي نظرا لعدم استيعابه للمفاهيم والمقاصد من الموضوع، وينعكس بشكل تام على باقي الدروس، لافتة إلى أن الهدف من هذه العملية توسيع مدارك الطفل ومساعدته في رفع معنوياته وثقته بنفسه. استراتيجيات مجربة تطرح الخضر استراتيجيات مجربة وموثوق بها تم العمل بها في مدرسة العزة ببني ياس لتحسين المستوى القرائي للطلاب. ومنها برنامج “أمي تنير دربي”، وعنه تقول “نبدأه مع بداية الفصل الدراسي، بحيث يتم اختيار أم إحدى الطالبات والتي يجب أن تكون متعلمة، وتتوافر على مهارة عالية في القراءة، وتمتلك روح المبادرة، وتجلس مع المعلمة وتمكنها من آليات القراءة، وقد أثبتت هذه التجربة نجاحا كبيرا كون إطار التعليم يخرج عن المعلمة، وتسهم فيه سيدة محايدة ما يجعل الطالبات تتنافس. وتضيف “كما اعتمدنا على برنامج “المعلمة الصغيرة” ولتنفيذ ذلك يتم اختيار طالبة متميزة في القراءة لدعم باقي الطالبات ويندرج ذلك في تعليم الأقران، بحيث تستمتع الطالبات بهذه القراءات وتتنافس على أن تقدم الأفضل في هذا المجال، وقد أعطى هذا البرنامج نتائج محمودة، حيث إن الطالبة الضعيفة في القراءة تتمتع ضمن المجموعة بإشراف طالبة وليس معلمة من القراءة دون خجل، لأن عدم السرعة يشكل لها حرجا”. وتتابع “تبنت المدرسة برنامج “القراءة من الحاسوب”، مؤكدة أن وسائط القراءة أصبحت متعددة وعليه يجب اعتمادها لتحبيبها للأطفال. وتوضح “نعتمد في ذلك على القراءة عن طريق الحاسوب، من خلال أقراص مدمجة محملة بقصص مصورة وناطقة باللغتين العربية والإنجليزية، بحيث تمكن الطالب من القراءة والترديد وراء الصوت الذي يقرأ القصة، بالإضافة إلى الصور الجميلة التي يتضمنها تربط الكلمة بالصورة، خاصة أن هذه الأخيرة لها دور بارز جدا في تطوير مدارك الأطفال، وهنا يكون الطفل أمام شاشة وليس أمام شخص يراقبه ما يجنبه الخجل ويساعده على معالجة ما يعاني منها، ومن خلال هذه الوسيلة فإننا نعلم الطلاب الإملاء من خلال الكتابة على الحاسوب، نبدأها بكلمات ثم جمل، خاصة أن الطلاب أصبحوا يميلون بشكل كبير إلى هذه الوسائل في التعلم فيجب استغلالها بطريقة صحيحة بما ينعكس على أدائهم في المدرسة وفي العملية التعليمية. (أبوظبي - الاتحاد) 100 كلمة تقول فاطمة الخضر «أنجزنا خطة فصلية لتفعيل الكلمات البصرية المطروحة من طرف مجلس أبوظبي للتعليم وهي تتحدد في 100 كلمة، بحيث تصبح الطالبة تعرفها مباشرة من دون تهجيتها، بحيث توجد هذه الكلمات على حائط المفردات، ونقوم بتقييم أداء البنات بعد كل أسبوع، وبداية كل حصة نفعل كل الكلمات لتترسخ في ذهن الطالبات، ونهاية كل فصل دراسي نقيم مسابقة للكلمات البصرية ونعزز الطالبات الفائزات، ثم نجري مسابقة أخرى في إملاء الجمل لنحدد الطالبة الأكثر تفوقاً وتميزاً، وقد لاحظت في هذا الإطار أن الطالبات المتقنات للقرآن الكريم هن دائماً فائزات، بحيث يتميزن بنطق الحروف بالشكل الصحيح، ومتمكنات من كتابتها بالطريقة الصحيحة. إلى جانب ذلك فإن المسرح وتشخيص القصة وتمثيلها تساعد الأطفال على اكتساب مهارات كبيرة في القراءة وتسهم في تحسين مستواهم القرائي وتساعدهم على التميز».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©