حناء الروايب تعود على ظهر الدراما

العين - تربع نقش ''الروايب'' التراثي الأصيل على عرش نقوش الحناء اللامعدودة التي تتزين بها فتيات الإمارات طوال أيام السنة وتصل ذروتها في أيام الأعياد المباركة· وفي التراث الإماراتي ''الروايب'' هي جمع رايبة وهي الجزء العلوي من أصابع اليد، واعتادت النسوة سابقا استخدام الحناء لتزيين رؤوس أصابعهن ''روايبها''، وعمل ''القصة'' وهي رسمة تقليدية في راحة كفها· وتسمى المرة الأولى التي تضع فيها عجينة الحناء في يد الفتاة بـ''الطرق'' الأول وبعده يصبح لون الروايب أصفر مائلاً إلى البرتقالي، ثم تضيف عليه المرأة ''طرقا'' آخر أي وجهاً آخر من الحناء ليصبح مائلاً إلى البني أو الأحمر الغامق، حيث لم تكن المواد، حينها، متوفرة لتركيز لون الحناء من المرة الأولى بل كان على المرأة إعادة وضع الحناء في يدها مرات عدة لتتوصل إلى اللون المرغوب· وفي الحياة الإماراتية كان نقش الحناء يصاحب الفتاة منذ صغرها إلى أن تصبح أماً وجدة، وكانت النسوة يتوقفن عن وضع الحناء وأزواجهن في الغوص، ليعاودن التزين بها مع قرب ''القفال'' (رجوع الغواصين)، أما باقي أيام السنة فتكون الروايب محمرة كوضع طبيعي بالنسبة للمرأة المتزوجة· ويبدو أن الإقبال على التزين بـ''الروايب'' الآخذ بالتراجع انتعش مجددا بعد ظهور أعمال درامية محلية تتزين بطلاته به، إلى ذلك، تقول ليلى، وهي عاملة هندية في أحد صالونات التجميل في مدينة العين: ''منذ أن أتيت الإمارات من نحو أربع سنوات لم ألحظ أي إقبال على هذا النوع من الحناء الذي يغطي أطراف الأصابع، إلا إنني ومنذ أشهر لاحظت أن بعض السيدات يأتين لعمل هذا النقش وخصوصا صغيرات السن يطلبن وضعه كأم خماس (شخصية من شخصيات مسلسل فريج)''· وتقول العشرينية مريم محمد، التي خضبت أصابعها، وعملت دائرة بالحناء في منتصف كفها إن ''مسلسل الكارتون الإماراتي''فريج'' ساهم في نشر هذا النوع من الحناء بعد أن وضعته بطلات المسلسل طوال حلقاته الثلاثين · وتضيف أن ''حناء الروايب عالق في ذهن المرأة الإماراتية منذ الصغر بعد أن رأت والدتها وجدتها يضعن النقش نفسه''، مشيرة إلى أنهن كن يستخدمن الدرهم المعدني لصنع الدائرة· وتؤكد أن حناء الروايب جزء من الموروث الشعبي الذي يتعلق بزينة المرأة الإماراتية، داعية إلى تجديد هذه العادات من أجل ترسيخ التراث الإماراتي في الأذهان لاسيما أن الشابات لم يعدن يضعنه، وأصبحن يملن إلى النقوش الهندية في الحناء