الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النمو ينتصر في «قمة العشرين» وترك الوسائل في أيدي الحكومات

النمو ينتصر في «قمة العشرين» وترك الوسائل في أيدي الحكومات
28 يونيو 2010 21:55
أقرت “مجموعة العشرين” خلال قمتها في تورونتو بكندا بالتباين بين اقتصادات دولها الصناعية والناشئة، داعية إلى اتخاذ تدابير تناسب مصالح كل من أعضائها. وتضمن البيان الختامي لأعمال قمة المجموعة إشارات متعددة إلى هذا التنوع الاقتصادي. وبحسب البيان الختامي للقمة، فإن جميع الدول العشرين متفقة على ضرورة دعم النمو، إلا أنها منقسمة حول سبل تعزيزه، وقد توصل رؤساء الدول والحكومات العشرون إلى تسوية حول هذا الملف الذي كان يشكل نقطة الخلاف الرئيسية بين الأوروبيين، الحريصين على خفض مستوى ديونهم المرتفع، والولايات المتحدة الداعية إلى دعم الاستهلاك لتحفيز النمو الاقتصادي. أما بالنسبة لفرض ضريبة خاصة بالقطاع المصرفي يدعو إليها الاوروبيون وفي طليعتهم فرنسا وبريطانيا وألمانيا، فترك القرار لكل دولة وذكر البيان الختامي بهذا الصدد أن “بعض الدول تفرض ضريبة مالية فيما اختارت دول آخرى نهجاً مختلفاً”. وسعى المدير العام لصندوق النقد الدولي للطمأنة فأوضح أن كل هذه الإشارات إلى “الوضع الخاص لكل بلد” مبررة. وقال متحدثاً بعد اختتام القمة “إننا نرى بوضوح الفوائد التي تنتج عن النمو إذا ما قام كل منا بما يترتب عليه”. وهذا الموقف هو ما حمل مجموعة العشرين على اعتماد صيغة طرحها الأميركيون قبل بضعة أسابيع فيما يتعلق بمسألة العجز في الميزانيات الذي يثير سجالاً كبيراً، داعية إلى اعتماد “خطط تعزيز مؤاتية للنمو”، وهي صيغة تشمل خطط التقشف الأوروبية كما تشمل تعهدات واشنطن الأكثر فتوراً. وسعياً لعدم إثارة استياء أي من الأعضاء، لم يذكر البيان اي بلد بالاسم عند قيام إجماع على وجوب أن يتحرك في اتجاه معين. وفي هذا الإطار، اكتفت “مجموعة العشرين” بالدعوة إلى “زيادة المرونة في أسعار صرف العملات في بعض الدول الناشئة”. ولم يذكر هذا البند الصين تحديداً، في حين يعلم الجميع أنها المعنية إذ إنها الدولة الوحيدة في “مجموعة العشرين” التي لا تسمح بتقلب سعر عملتها بحرية، اذا ما استثنينا السعودية التي لا تطرح سياستها بشأن سعر عملتها أي مشكلة مع أي بلد آخر. وهذه السياسة المرنة المفصلة لتناسب مصالح جميع الأعضاء العشرين، ستسمح لكل من المشاركين في القمة بإعلان النصر عند عودته إلى بلاده. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي معلقاً على مشروع فرض الضريبة المصرفية التي كان الأوروبيون يسعون لتعميمها “الأمر الملفت هو أننا لم نمنع من القيام بذلك”، متوقعاً لهذه الضريبة “أن تنتشر”. وأعلن البيت الابيض مبدياً ارتياحه أن “مجموعة العشرين مكون أساسي من مكونات استراتيجية إدارة (الرئيس باراك) أوباما من أجل ضمان الانتعاش العالمي”. ويبقى أن المضيف الكندي كان الأكثر ارتياحاً لمقررات القمة إذ اعتبر أنه حصل على كل ما كان يتمناه، وقال رئيس الوزراء ستيفن هاربر مختتماً القمة “تخطينا هنا مراحل مهمة، مراحل كانت كندا تسعى إليها”. وبشأن هذا التوجه إلى الحفاظ على وحدة “مجموعة العشرين”، يقول انجيل جوريا رئيس منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية “عندما كان البيت يحترق كنا جميعاً نعرف ما علينا فعله وهو إحضار مطفأة الحريق”، مضيفاً “واليوم تمنحنا بوادر التعافي خيارات سياسية. ورغم أنه من الجيد أن يكون لدينا خيارات إلا أنها تزيد من صعوبة إيجاد أرضية مشتركة”. ولخصت هذه الكلمات التحدي الذي تواجهه مجموعة العشرين في الوقت الذي يتعافى فيه الاقتصاد بقوة في آسيا لكنه لايتعافى بنفس القوة في الولايات المتحدة ويبدي ضعفاً في أوروبا. بالاضافة إلى ذلك فإن الدول الصناعية غارقة في الديون وتبحث عن مخرج منها على عكس الصين وبعض، إن لم يكن كل، الاقتصادات الناشئة الأخرى الأعضاء في مجموعة العشرين. وكشفت قمة تورونتو عن أمور يصعب تسويتها في الوقت الذي تخرج فيه كثير من الدول التي وحدتها راية مجموعة العشرين من الركود بسرعات متفاوتة وبأولويات مختلفة. وفيما يتعلق بموضوع تحرير التجارة، نكثت مجموعة العشرين تعهداتها بالسعي للتوصل إلى التزام جماعي بتحرير الأسواق بمقتضى مفاوضات جولة الدوحة المتوقفة منذ فترة طويلة. وفي العام الماضي تعهد زعماء مجموعة العشرين في البيان الختامي لقمتهم في بتسبرج بالضغط من أجل اختتام جولة الدوحة من مفاوضات تحرير التجارة بنجاح بحلول نهاية 2010 إلا أنهم تخلوا عن ذلك الهدف هذه المرة ولم يحددوا موعداً جديداً لإنهاء المفاوضات. ويرى رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو أن ذلك أضفى بعض الواقعية على البيان، نظراً إلى أن الخلافات بشأن جولة التجارة حالت دون التوصل لاتفاق على مدى نحو عشر سنوات.
المصدر: تورونتو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©