الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قيام رمضان غُفران للذنوب

قيام رمضان غُفران للذنوب
18 سبتمبر 2008 23:45
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرغّب المسلمين في قيام ليالي شهر رمضان المبارك، مؤكدا أن ثواب ذلك هو غفران الله تعالى لذنوبهم· يقول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه أبو هريرة، رضي الله عنه: ''من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه''· ويصف الشيخ منصور الرفاعي عبيد، وكيل وزارة الأوقاف المصرية السابق، شهر رمضان بأنه سيد الشهور، وله مميزات عن غيره، ذلك أن أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار· وشهر ينادى فيه في كل ليلة مناد من قبل السماء: ''يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر''· وهو الشهر الذي نزل فيه القرآن، حيث التقت السماء بالأرض، وأشرقت الأرض بنور ربها، وصاح نبي الإنسانية محمد - صلى الله عليه وسلم في الإنسانية قائلا: ''والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، ولتجزون بالإحسان إحسانا و بالسوء سوءا، وإنها لجنة أبدا، أو لنار أبدا''·· ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: ''يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا''· ولذلك فإن شهر رمضان شهر الخيرات والبركات والجود والإحسان يتسابق المسلمون فيه إلى حسن الصلة بالله رب العالمين من خلال الصلوات الخمس التي أمرهم الله بالمحافظة عليها· قال تعالى: ''حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ''· ويضيف أن شهر رمضان يتميز بالقيام ''صلاة التراويح'' وهي سنة كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يحافظ عليها، و يواظب على أدائها مع أصحابه· وفي صلاة القيام يقرأ الإمام القرآن الكريم، بينما المصلون من خلفه يعيشون حالة روحانية شديدة· فهم في نهارهم يتشبهون بالملائكة، وفي ليلهم تدوي أصواتهم بالقرآن· ويؤكد ان هذه الحالة تثمر في تنمية المجتمع وتجعلنا ننتظر منه الخير كله: العمل والإنتاج، الابتكار في الأداء، تجويد الصنعة، إنجاز العمل على وجه السرعة· موضحا إن كل شخص يدرك تمام الإدراك أن الرقيب عليه هو الله، و هو الذي سيحاسبه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون·ولذلك كان المسلمون يحرصون على قيام رمضان ليتزودوا بزاد طهور· وقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عمن يغتسل خمس مرات في اليوم· هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا، قال: ذلكم مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا· ويوضح فضيلته فائدة النوافل، مستندا إلى الحديث القدسي عن رب العزة: ''وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها، وكنت له نورا في الظلمات، إن سألني أعطيته، وإن استغفرني غفرت له ما كان منه ولا أبالي''· ويضيف أن هناك درجات عالية ومكانة سامية للذين يقومون في شهر رمضان المبارك يؤدون صلاة التراويح ويتلون كتاب الله، ولكي نستفيد من هذا كله، ينبغي علينا مراعاة الآتي: أولا: عدم ملء المعدة بالطعام، فالمعدة بيت الداء، وما ملأ بن آدم وعاء شرا من بطنه· وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''صوموا تصحوا''· ثانيا: الإنصات جيدا للقرآن الكريم ونحن في الصلاة وعدم الانشغال عن ذلك بأي شيء، فعلى المسلم أن يترك الدنيا خلفه في هذه اللحظات، لتسمو نفسه فتزكو روحه بفضل القرآن الكريم· ثالثا: علينا أن نربي أولادنا على قيام شهر رمضان، فمع كون صلاة التراويح نظافة للجسم وغذاء للروح، فإنها تعلم الإنسان الانضباط وحب العبادة واحترام العمل الجماعي· وفي هذا تدريب لكل مسلم على أن يكون صاحب ميعاد محترم فلا يعطي موعدا في السابعة ويحضر في العاشرة لأن في ذلك ضياعا للوقت، وسيحاسبه الله عليه يوم القيامة· ''لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به؟''· ويقول: إن شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة للحفاظ على صلاة التراويح، وقيام لياليه بتلاوة القرآن الكريم وأداء بعض صلوات النافلة· ويحذر من أن المسلمين عندما يصلوا بأجسامهم، وغابت عقولهم وأرواحهم، لم يستفيدو من الصلاة على الوجه الأكمل، فانفرط العقد، وانهارت القيم، وأصبح البعض ينصرف في شهر رمضان إلى المسلسلات والفوازير والأفلام، ، وضعفت علاقة المسلمين بدينهم· ويؤكد إن شهر رمضان المبارك فرصة سانحة كي نستعيد علاقتنا القوية بديننا، ونستفيد من فضائل القرآن الكريم التي خص الله بها قراؤه وحفاظه· ينشر بالترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©