الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الديمقراطيون».. وحماية «الحالمين»

17 يناير 2018 01:05
دعا الرئيس دونالد ترامب، يوم الثلاثاء الماضي، أعضاء الكونجرس من الحزبين إلى إصدار «مشروع قانون الحب» ووعد بعدم الخوض أو الاعتراض على التفاصيل، طالما أن القانون ينطوي على تمويل «الجدار». وفي يوم الخميس، اقترح أن التوصل إلى اتفاق مقبول سيحد من الهجرة من «البلدان الحثالة» في أميركا اللاتينية و منطقة البحر الكاريبي وأفريقيا. ويشعر «الديمقراطيون» بالغيظ، ولكنهم لا يجب أن يسمحوا لتحيز ترامب بأن يثنيهم عن التوقيع على الاتفاق - حتى وإن كان يتضمن تمويل الجدار. فمستقبل ما يقرب من 800 ألف من الحالمين - المهاجرين من الشباب غير المصرح بهم – في خطر. ومن منا يهتم بشأن أصدقائنا وجيراننا الذين جيء بهم إلى أميركا وهم أطفال لن يقامر بحياتهم. ويشعر «الديمقراطيون» بالتفاؤل. فمع موجة انتخابات التجديد النصفي، يبدو مجلس النواب مضموناً، حتى أغلبية مجلس الشيوخ، تبدو الآن في متناول اليد، وفي ظل هذه الروح المعنوية المرتفعة، سيميل بعض «الديمقراطيين» إلى الانغماس في التفكير في أفضل سيناريو. وفي ضوء هذا التفاؤل، فإن خطر الفشل بشأن اتفاق «العمل المؤجل للطفولة الوافدة» والمعروف اختصاراً بـ (داكا) ربما يبدو طفيفاً نسبياً. وعلى أي حال، فإن الكونجرس الذي يغلب عليه أغلبية «ديمقراطية» من الممكن أن يمنع توفير الأموال اللازمة لإجراء عمليات الترحيل. ويشير قرار صدر مؤخراً عن محكمة محلية إلى أنه من الممكن الإبقاء على برنامج داكا سارياً حتى عام 2020 من خلال إبقائه عالقاً في المحاكم. والجدير بالذكر أن أكثر من ربع الحالمين يعيشون في كاليفورنيا المليئة بـ«الديمقراطيين»، والتي أعلنت نفسها «ولاية ملاذ». من الناحية السياسية، يمكن لـ«الديمقراطيين» أن يعلقوا فشل الإصلاح التشريعي على ترامب والأغلبيات «الجمهورية»، وربما يستطيعون القيام بعمل أفضل في انتخابات التجديد النصفي من خلال الإبقاء على المسألة مطروحة للنقاش. هذا النوع من التفكير يكون مغرياً لكنه خطير. فعندما تكون الحماية القانونية لـ 800 ألف شخص على المحك، يحتاج «الديمقراطيون» إلى توقع الأسوأ، حتى وإن كان يحدوهم الأمل في حدوث الأفضل. وهذا يعني افتراض أنه إذا انتهى العمل ببرنامج داكا من دون إصلاح، فإن الإدارة ستكون عدوانية في عمليات الترحيل، وسيظل مجلس الشيوخ «جمهورياً»، وستفشل البدائل المؤقتة القضائية وستفوز الإرادة «الجمهورية» بالبيت الأبيض في عام 2020، وسيتم الدفع بمئات الآلاف إلى الظل وعدم الاهتمام بهم، بينما سيتم احتجاز عشرات الآلاف أو إخراجهم من البلاد. هذا الجدول الزمني المظلم ربما لا يكون مرجحاً، ولكن الأمور غير المرجحة هي التي تحدث. ( أذكركم أن دونالد ترامب هو رئيس الولايات المتحدة). لذا فإن اتفاقاً ينطوي على أموال من أجل الجدار لا يجب أن يحتاج إلى تفكير طويل. وكل اقتراح عملي قيد المناقشة يتضمن عنصراً ضخماً عن «الجدار الأمني»، ولكن ليس أي منهم يتضمن جداراً صلباً واقعياً يمتد بطول الحدود الجنوبية بأكملها. وفي الأسبوع الماضي، قال «كيليان كونواي»، مستشار في البيت الأبيض، إن ترامب يفهم أن «جزءاً منه سيكون جداراً مادياً، وجزءاً تكنولوجياً وجزءاً سيكون أيضاً تسييجاً». ولكن يتعين على «الديمقراطيين» رفض تسوية «داكا» التي من شأنها الحد من المستوى العام للهجرة. كما أن أمر المهاجرين الذين لم يأتوا بعد مهم أيضاً. والتفكير المتسق بشأن أسوأ سيناريو يعني أن افتراض تشريع جديد سيضع سياسة للهجرة بالنسبة للمستقبل القريب. وإصلاح برنامج «داكا» الذي يقضي بخفض الهجرة الشرعية من الممكن في نهاية الأمر أن يحرم على الأقل عدداً من الناس لا يقل عن العدد الذي يغطيه برنامج «داكا» حالياً من حتى التفكير في الحلم الأميركي. *كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©