السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بستان الكلام

18 سبتمبر 2008 23:46
الاختيار دخلت بثينة التي كان يهواها الشاعر جميل حتى اشتهر باسمها على الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان فابتدرها قائلا: ما الذي رآه فيك جميل حتى قال فيك هذا الشعر دون باقي النساء؟ قالت على الفور: هو ما رآه فيك الناس حتى اختاروك دون غيرك خليفة عليهم· صفات في شعر قيل ان الحجاج بن يوسف أمر بضبط كل من يوجد في الطريق في وقت متأخر من الليل واقتياده ليضرب عنقه، فعثر الشرط على ثلاثة أنفار، قال أولهم لرئيس الشرطة أو لا تعرف من أنا؟ قال ومن عساه يكون ابوك؟ قال: أنا ابن من دانت الرقاب له ما بين مخزومها وهاشمها تأتيه بالرغم وهي صاغرة يأخذ من مالها ومن دمها فاضطرب الرجل مخافة ان يكون من قرابة الخليفة، فقال للثاني: ومن أنت؟ قال: انا ابن من لا تنزل الدهر قدره وإذ نزلت يوما فسوف تعود ترى الناس أفواجا الى ضوء داره فمنهم قيام حولها وقعود فازداد رئيس الشرطة خشية فنظر للثالث وقال له ومن اين أنت؟ فقال: أنا ابن لمن خاض الصفوف بعزمه وقومها بالسيف حتى استقامت وركباه لا ينفك رجلاه منهما إذا الخيل في يوم الكريهة ولّت فقدر رئيس الشرطة ان أولهم ابن أحد الأمراء والثاني ابن أحد أشراف العرب والثالث ابن أحد كبار قواد الجيش، فأكرمهم ورفع أمرهم في اليوم التالي الى الحجاج ليتصرف في شأنهم بنفسه· فأمر الحجاج بالتحري عن آبائهم، فجاءه التقرير بأن أولهم يعمل ابوه حجاما (وهو بمثابة الحلاق) وان الثاني ابوه فوال (يبيع الفول) والثالث ابوه حائك ثياب، فعجب من فصاحتهم وزجرهم وأمر بتخلية سبيلهم لفصاحتهم ورباطة جأشهم· التلميح روي أن رجلاً مر علي جسر بغداد فمرت فتاة جميلة بأبصرها شاب كان جالساً وقال رحم الله علي بن الجهم، فقالت ورحم الله أبا العلاء! وانصرفت فتعجب الرجل مما سمعه من الفتى والفتاة فتوجه الى الفتى وأقسم له إن لم يوضح له الأمر ليشكونه الى رجل الشرطة· فقال له إني قلت رحم الله علي بن الجهم أقصد قوله في قصيدة له: عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري فردت هي مترحمة على أبي العلاء المعري · ففهمت أنها فهمت قصدي وأنها تقصد بيت شعر لأبي العلاء يقول فيه: أيا دارها بالخيف إن مزارها قريب ولكن دون ذلك أهوال يقول الرجل فانصرفت وأنا لا أدري بأي شيء أكون أكثر عجباً، أمن ذكاء الفتى أم من لماحية الفتاة وحسن حفظها، أم من غفلتي وجهلي وعدم حفظي!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©