الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليبيا 2011.. محرقة «الكتاب الأخضر»

ليبيا 2011.. محرقة «الكتاب الأخضر»
1 يناير 2012
أحرق الليبيون في 2011 «الكتاب الأخضر» وأطاحوا زعامة 42 عاما لمن قال عن نفسه يوما «أنا قائد أممي، وعميد الحكام العرب، وملك ملوك أفريقيا، وإمام المسلمين، ومكانتي العالمية لا تسمح بأن أنزل لأي مستوى آخر». لم يكن يدرك العقيد معمر القذافي وهو يلوم التونسيين في 16 يناير على «تسرعهم بإطاحة زين العابدين بن علي واعتبار ما حدث خسارة كبيرة لتونس وشعبها»، ان الليبيين أنفسهم سيخرجون لتحطيم قبضة الحديد والنار التي حكم بها الجماهيرية منذ 1969. وإذ صنف القذافي الثوار الذين خرجوا ضده في 15 فبراير بـ»الجرذان» متوعدا بمطاردتهم «زنقة زنقة» و»بيت بيت» و»دار دار»، انتهى الى الوقوع في فخ مصيدتهم في 20 اكتوبر وقتل في مسقط رأسه سرت مع نجله المعتصم ووزير دفاعه ابو بكر يونس بعد حرب داخلية أمنت الجامعة العربية دعم مجلسها الانتقالي بغطاء جوي دولي عبر الأمم المتحدة وقيادة حلف شمال الاطلسي لمهمة اطلق عليها اسم «الحامي الموحد»، استمرت اكثر من 8 أشهر وأسفرت عن وقوع 30 ألف قتيل وعشرات آلاف الجرحى ومئات آلاف النازحين من مختلف الجنسيات. وتحت ضغط من الخارج، وعد المجلس الوطني الانتقالي الليبي بالتحقيق في موت القذافي وابنه المعتصم الذي أظهرت لقطات مصورة بالهواتف المحمولة انهما كانا على قيد الحياة وقت اعتقالهما. بينما أعلن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو في 16 ديسمبر «إن مقتل القذافي قد يرقى الى تصنيف جريمة حرب وانه على الحكومة إيضاح ملابساتها». وأشار الى ان السلطات الليبية ستبلغ المحكمة في 10 يناير 2012 قرارها حول إمكان نقل نجل القذافي سيف الإسلام الذي اعتقل في نوفمبر الى مقر المحكمة في لاهاي». واذا كان الليبيون اطلقوا احتفالات «يوم التحرير» والإطاحة بالنظام في 23 اكتوبر، الا أن الاحتفال الفعلي يحتاج الكثير من العمل الشاق لإعادة إعمار البنية التحتية التي تضررت بقوة خلال الحرب، ناهيك عن حل خلافات بدأت تظهر بشأن المشاركة في الحكم خلال المرحلة الانتقالية ومعضلة انتشار السلاح وميليشيات الثوار في مختلف أنحاء ليبيا مطبقين أحكامهم الخاصة. ويتمركز في طرابلس العديد من عناصر الميليشيات في مبان رسمية او مقار ومزارع مسؤولي النظام السابق، ويقيم آخرون حواجز في نقاط استراتيجية في العاصمة ويمتلكون كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة استولوا عليها خاصة من ترسانة النظام السابق. ويسيطر ثوار الزنتان مثلا على مطار طرابلس الدولي في حين يستقر آخرون من مصراتة في مقر المؤسسة الوطنية للنفط. ويقر عبد الله ناكر الذي أصبح رئيس مجلس الثوار في طرابلس إن مغادرة هؤلاء الرجال العاصمة لن تكون سهلة» متسائلا «من يضمن حقوق مقاتلي? ومن سيعوض لهم? بعضهم دفع ما يصل الى 12 ألف دولار لشراء السلاح..يجب تعويضهم وتكريمهم..لا توجد دولة حاليا ولم نتلق اي مقترح من الحكومة وعندما تتم إقامة مؤسسات فعليا سنتحدث في الأمر». ويقر رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب بأن مسألة نزع سلاح الميليشيات أكثر تعقيدا مما يبدو،لكن سيتم نزع أسلحة المجموعات المسلحة قريبا. وقال «نعمل على نزع سلاح هذه المجموعات، سنتحدث اليهم واعتقد أننا سنبلغ أهدافنا بين لحظة واخرى». بينما أشار وزير الداخلية فوزي عبد العال الى خطة على الأمد القصير تقضي بدمج خمسين ألفا من الثوار السابقين في قوات الجيش وأجهزة الأمن، لكن لم يتم البدء رسميا بتنفيذ الخطة بسبب نقص الإمكانات المالية. وخارج طرابلس، ما زالت ميليشيات خارج نطاق سيطرة الحكومة المركزية الانتقالية تمتلك مخزونات هائلة من الدبابات والصواريخ والأسلحة الصغيرة في مصراتة كانت تمت مصادرتها من قوات القذافي. واذ تقول الميليشيات «إنها ستسلم الأسلحة بمجرد تأسيس جيش وطني». يقول جيف بورتر وهو خبير بشؤون شمال افريقيا «إن الحكومة لا تحتكر القوات في ليبيا وبدون ذلك ستكون قدرتها على العمل معرضة للخطر». ويؤكد رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل «ان المجلس مستعد للصفح عن المقاتلين الذين قاتلوا الى جانب القذافي خلال الثورة، ويقول «نحن قادرون على الصفح والمغفرة، نحن قادرون على استيعاب اخواننا الذين قاتلوا الثوار، وقادرون كذلك على استيعاب كل أولئك الذين ارتكبوا فعلا او قولا ضد هذه الثورة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©