الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

شكوى الأمهات.. ابني يريد الخروج بمفرده

شكوى الأمهات.. ابني يريد الخروج بمفرده
20 أغسطس 2016 14:32
نسرين درزي (أبوظبي) خروج الأطفال مع أصحابهم خلال الإجازات وعطل نهاية الأسبوع أمر يسعد الأهالي حتى لو تطلب منهم مشقة التوصيل والإشراف والانتظار، لكن أن يطلب هؤلاء ممن بلوغهم 11 - 12 سنة، الذهاب إلى «المول» بمفردهم للقاء بأصدقائهم ومشاهدة «الموفي» وتناول «البرغر» وما شابه، فهو ما ليس في حسبان الأهل. وعلى الرغم من أنهم قد يرفضون مرة واثنتين ويحاولون إقناع أبنائهم بأنهم ما زالوا صغاراً، لكن التهرب لن يطول وسرعان ما تأتي لحظة المواجهة. مخاطر الطريق عن صعوبة التعامل مع هذه المرحلة العمرية من سن أطفالها، تحدثت علياء الهاشمي (أم لـ 3 أولاد). وقالت إنه لم يخطر في بالها من قبل أن ابنها الكبير سينضج بسرعة ليقف أمامها ويطلب منها عدم الخروج معه إلى المركز التجاري. وبعدما اعتادت اصطحابه في رفقة أبناء عمه إلى مراكز الألعاب وردهة المطاعم والسينما، أصبح فجأة مستعداً لأن يتفرد بهذه الجولة. وشرحت أن قرار القبول لم يكن سهلاً واستغرق أشهراً طويلة بالتشاور مع أبيه. وبعد توجيهه بضرورة التصرف بوعي والاتصال بالبيت في حال حدوث أي طارئ، بدأ الأمر يهون». وذكرت رغد حموي أن على الرغم من بلوغ ابنها الصغير 13 عاماً غير أنها لم تتقبل حتى اليوم فكرة خروجه بمفرده. وأوضحت أنها لا تخشى عليه من عدم القدرة على التصرف، وإنما من مخاطر الطريق وقطع الشارع. وهذا ما لم تشعر به مع أخته الأكبر لأنها كانت أكثر وعياً في مثل سنه. واعتبرت أن ليس من السهل أن تتخلى الأم فجأة عن مسؤوليتها في متابعة أمور أبنائها لحظة بلحظة ولو من بعد. والأمر ليس من باب الشك في تصرفاتهم وإنما بالنسبة لها من باب الحيطة على سلامتهم. من جهته، ذكر محمد الحوسني أنه كولي أمر مطالب بحماية أبنائه وليس بقمعهم ومنعهم من بناء شخصيتهم. وهو بذلك على خلاف مع زوجته التي ترفض منحهم هامشاً أكبر من الحرية. إذ يحاول باستمرار إقناعها بأن الطفل سيأتي يوم ويكبر من دون استئذان، ولا بد من تقبل الوضع. وهو لا يجد مخرجاً من هذه القرارات إلا بمنحهم الثقة مع الدعاء لهم دائماً بحفظ الله ورعايته. مع التأكيد على تدريبهم أولاً على كيفية التصرف في المجتمع الخارجي من دون وجود راشد برفقتهم. عاطفة جياشة ووصف علاء الحاج كيف تعامل للمرة الأولى مع خروج ولديه بمفردهما (10 و11 عاماً). وقال: «إن الأمر أتى بالمصادفة لاضطراره هو وزوجته إلى التأخر عن اصطحابهما إلى أحد المشاريع اللاصفية في المدرسة. وذكر أنه قام بإرشادهما عبر الهاتف كيف يسيرا على جانب الرصيف ويستقلا التاكسي بهدوء، والتأكد من أن السائق يسلك الطريق الصحيح. وهكذا تمت المهمة بنجاح، ومنذ ذلك الوقت بات أكثر ثقة بقدرتهما على التصرف». أما سلامة خميس فتحدثت بحساسية متناهية وشرحت بتأثر كيف عانت إلى أن تمكنت من السماح لولديها وبناتها بالخروج كل بمفرده. وقالت: «إن المرات الأولى كانت شديدة الصعوبة لأنها كانت تصاب بتوتر عالٍ إلى حين رجوعهم مع المواظبة على الاطمئنان عنهم عبر الهاتف. وذكرت أن الأم دائماً أكثر حرصاً في هذه المواقف من الأب، ويجب على الأبناء أن يقدروا خشيتها، لأنها تنبع من عاطفتها الجياشة». وأشارت على رغم وصول أصغر أبنائها إلى نهاية المرحلة الإعدادية فلا تزال تخشى على ولديها وبناتها الثلاث كما لو كانوا صغاراً بعد. عوامل نفسية وشرحت الدكتورة دولي الحبال، الاستشارية النفسية في مستشفى يونيفرسل، دقة الموضوع الذي يتعلق بمشاعر الأم والأب كما لا يفهمها أحد سواهما. وقالت: «إن التعامل مع هذه المسألة يجب أن يأتي بهدوء ووعي، لأنها الفاصل الرئيس والأول الذي يؤكد للأبناء بأنهم على درب النضوج. ومن الضروري أن يشعروا بثقة آبائهم تدريجاً وفي حال تأخر الأمر لسبب ما فيجب أن يأتي العذر من الأبوين بأسلوب مقنع وعبارات لينة». وذكرت الحبال أن كل شريك له أن يحدد المرحلة العمرية المناسبة التي يسمح فيها لأبنائه بالانفصال الجسدي عنه خارج البيت. ولأنه من الصعب تقبل المشهد بادئ الأمر، فمن المفيد العمل على تنفيذ هذه الفكرة شيئاً فشيئاً. كأن يخرج الأهل مع أطفالهم على حافة المراهقة من دون ملازمتهم كل الوقت والاكتفاء بالنظر إلى تصرفاتهم من بعيد. أو أن يكلفوهم بالقيام بمهام صغيرة بالقرب من البيت ومتابعة طريقة سيرهم في الشارع وما إذا كانوا حذرين من مرور السيارات. وأكدت أن الطفل في مرحلة متقدمة يحتاج لأن يظهر شخصيته بطريقة أو بأخرى، وأول ما يفكر فيه أن يوجد في مكان عام مع رفاقه من دون وجود أهله. وهذا أمر طبيعي إذا كان قادراً على الخروج والعودة إلى البيت من دون مرافقة شخص راشد. وفي حال وجدت الأم أو الأب أن الوقت ليس مناسباً بعد، فإن رفض طلب الطفل بالخروج بمفرده يجب أن تتم دراسة عباراته جيداً. وإذا لم يكن الأبوان أو أحدهما مقنعاً فهنا يشعر الطفل بالإحباط وكأنه ليس موضع ثقة. وفي حال جاء الرفض حازماً وجارحاً فإن التجربة قد تدمر ركناً بداخل نفسية الطفل، خصوصاً إذا كان رفاقه من حوله قد سبقوه إلى هذه الحرية الحلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©