أحمد النجار (دبي)
أكد زائرون خليجيون وسياح عرب وأجانب، قدموا خصيصاً لتمضية عطلاتهم وإجازاتهم السنوية في دبي، أنهم مددوا فترة مكوثهم لاكتشاف ما تحويه سلة مفاجآت صيف دبي الصاخب بعروضه الآسرة وفعالياته التي تتوهج يومياً بالفرح الساحر، ولا يزال يسابق عقارب الساعة في جذب أنظار الشعوب، ويواصل في أيامه الأخيرة التفنن في توزيع الدهشة مجاناً، وتصدير البهجة بالجملة، ويبث المرح العائلي.
هكذا هي دبي، وأطلق عليها المصور الفوتوغرافي النرويجي جوي كريستوف لقب «جنة الرفاهية»، خلال زيارته مركز ميركاتو، بينما كان يسجل اللقطات الاستعراضية لأحد عروض السيرك التي رصد خلالها ضحك الأطفال ووجوه عائلات مبتسمة وهم يتأملون بشغف ويراقبون المشهد بكل حماسة. ثم أدهش الحضور بحيازته ألبومات صور وبورتريهات تضمّ وجوهاً وتعبيرات وابتسامات لأكثر من 100 جنسية من العالم، «صيف السعادة في دبي».
تظاهرة الدهشة والفنتازيا
أما جيمس نيلسون القادم من بوركينا فاسو، فأوضح أنه طاف 40 دولة، لكنه أندهش بكمية الفعاليات التي شاهدها في دبي رغم أن تنقلاته كانت غير مقصودة بين مولات ومناطق جذب سياحية، واكتشف أن صيف دبي تظاهرة لم يشهد مثيلها بحرارة فعالياتها وحماسة عروضها في أوروبا.
«سمعت الكثير عن عالم مدهش لكنني لم أكن أتوقع أن أقصده شهراً كاملاً»، هكذا قال أبو رياض سعودي مع عائلته موضحاً: «كل عام نقضي الصيف في دبي، لكننا هذه المرة استمتعنا كثيراً بعالم مدهش فقد حظي بإجماع عائلي، بما يحويه من ألعاب للصغار والكبار، فضلاً عن تجارب تعليم الأطفال التزلج على الجليد والتقاط الصور مع الحيوانات الأليفة والديناصورات الصناعية، وسعدنا أكثر بتجربة مدينة الرعب».
فرحتان ونصيب الأسد
يحدث في مهرجان صيف دبي فقط، مراكز تسوق تحتفي بك، وعروض عالمية تبتهج لقدومك، وألوان بشر يبتسمون حولك بمودة، كل هذه الأجواء الساحرة هي عنوان مفاجآت صيف دبي الذي يستمر حتى العشرين من أغسطس والذي يغمرك بدفء الفرجة وسحر المرح وشغف التسوق وفرص الحظ والفوز بجوائز مغرية، وهذا ما حدث مع عمرو العايدي مصري الذي لم يطرق الحظ بابه يوماً، وحين فاجأته زوجته بحملها بمولوده الجديد، غمرته فرحة كبيرة، تحولت بعد ذلك إلى فرحتين، فطلبت منه زوجته شراء بعض حاجات بقيمة 400 درهم، من مركز سينشري مول في دبي، وحصل مقابلها على كوبونين دخل بهما السحب، وحينئذ تم الاتصال به لإخباره بفوزه بسيارة «إنفنيتي».
لعبة جمعت صديقتين
خفق قلب جوليانا الفرنسية بشدة حين عانقت صديقتها برجيت التي قطع أخبارها الغياب منذ دراستهما في جامعة السوربون، لتجدها فجأة في سيتي سنتر مردف، أمام لعبة مرحة اجتمع حولها متنافسون، وهي «سافر حول العالم»، وشاهدتها، وهي تحظى بتصفيق حار من قبل الزوار لتشجيعها على الفوز برحلة على متن طائرة شراعية حول معالم شهيرة من العالم، وهبت لعناقها ليتحول المكان إلى مشهد سينمائي.
سالم السعدون وزوجته عريسان قادمان من الكويت، جاءا لقضاء شهر العسل في دبي، يقول سالم: «كنا أمام خيارين لقضاء شهر العسل في دبي أو لندن، ووقع اختيارنا على دبي لأننا «حسبناها صح»، فنحن نعلم أن مراكز التسوق التي تضم أفخر الماركات العالمية تقدم عروضاً وخصومات مغرية ضمن مهرجان صيف دبي.
جوائز تبدل الحياة
وتتوالى مفاجآت صيف دبي لتفاجئ المتسوقين بسلة من الفرص والجوائز والخصومات وصفقات الربح المغرية، التي أسهمت في إشعال مولات دبي الكبرى كاملة بما فيها مراكز التسوق الصغرى، ودفعها إلى تقديم عروض منافسة وهدايا وسحوبات غيرت معالم حياة الكثيرين للأفضل، وهذا ما أكده يامن القيسي أردني الذي قال إنه أنفق نصف راتبه في التسوق من مولات دبي لاستغلال العروض والخصومات التي وصفها بـ«الفرصة التي لا تتكرر» ولم يخف أنه شارك بأكثر من 13 كوبوناً في مراكز مختلفة، ويقول مازحاً: «أنا محظوظ فقد فزت من قبل بسيارة، وأشعر أنني سأفوز بأخرى. وعبر زوار خليجيون بأن مفاجآت هذا الصيف أضفت نكهة سحرية، وطرت الأجواء بفعاليات تم ابتكارها بعناية فائقة، لتخطف الأنفاس، وتصدر الشغف إلى كل الحواس، مشيدين بمبدعيه ومنظميه والقائمين على حياكة تفاصيله الصغيرة في الإعداد والتحضير والتسويق ووصولاً إلى إطلاق صفارة الإدهاش بمنتهى الجمال والاحترافية، ليرسموا لملايين الزوار والسياح لوحة فنية بألوان الفرح والترفيه.
حنين سنوي
«كل عام لا نفوت اكتشاف أجواء فعاليات صيف دبي، فقد تعودناه منذ 15 عاماً»، هذا ما قالته سهام زيتوني سورية جاءت من دوسلدورف الألمانية لقضاء أسبوع قبل انتهاء المهرجان.
شابان هنديان قرب صندوق السحب كانا يتصرفان بغرابة، بعد أن وضعا كوبونات للدخول في السحب الكبير، حيث أوضحا أنهما يؤمنان بالحظ كثيراً، وقال سونيل إنه اشترك مع صديقة عرفان في التسوق بمبلغ 200 درهم مناصفة، وفي حال فوزهما سيقتسمان الجائزة أيضاً.
الشخصيات الكرتونية كانت هناك
يتميز مهرجان صيف دبي لهذا العام حسب ليلى محمد سهيل، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، إحدى مؤسسات دائرة السياحة والتسويق التجاري، بالعديد من التظاهرات أو الفعاليات الترفيهية المختلفة التي تتمثل في عروض الشخصيات الكرتونية الشهيرة عالمياً مثل: «آلفين والسناجب»، صوّب بالألوان مع «آنغري بيردز»، «باربي الرياضية»، ألعاب «هاسبرو» وورش عمل «أصدقاء ليغو»، و«مدينة الليغو»، ركن الجمال مع «ماي ليتل بوني»، «مغامرات غرافالو»، واحتفالية «عروض السيرك في ميركاتو» و«بريكس في بوكس بارك»، و«كتاب الأدغال» .
كما تضمن ورشة عمل «تراش باك» والرسم بحلوى السكر والسيرك الترفيهي في مركز ابن بطوطة و«الصيف في المدينة»، إضافة إلى فعاليات «عالم مدهش» الذي يزداد تألقاً وتطوراً عاماً تلو عام. والعروض الترويجية المغرية، مثل: «كل وامرح»، و«تسوّق واربح»، و«سافر إلى الوجهة التي تتمناها»، و«اختاروا»، و«امسح واربح» جوائز فورية وعروض خاصة على ذا بييتش و«مفاجآت أكثر مما يمكنك حمله إلى المنزل».
ليلى سهيل: صيف زاخر يقتل الخمول والفراغ
أشارت سهيل إلى أن التقارير الواردة أظهرت أن الأسواق شهدت زيادة في مبيعات محال التجزئة وأعداد الزائرين خلال النصف الأول من الحدث. وساهمت العروض الترويجية المتنوعة والفعاليات الترفيهية في جعل إمارة دبي وجهة رئيسة للعديد من السياح والزوار والمتسوقين، ما رفع من نسبة إشغال الفنادق ومبيعات قطاع التجزئة على مدى الأسبوعين الأولين من الحدث، وحسب الإحصائيات السنوية التي أصدرتها دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، فإن الإمارة استقبلت أكثر من 14.2 مليون زائر خلال العام 2015، محققة زيادةً كبيرة جداً بنسبة 7.5 في المئة مقارنة بالعام 2014، وبناءً على التوقعات بارتفاع هذا الرقم خلال العام الحالي وصولاً إلى تحقيق «رؤية 2020» باستقبال 20 مليون زائر في حلول العام 2020، فإنه يتوقع أن يشهد عدد الزائرين للدورة التاسعة عشرة من مفاجآت صيف دبي نمواً مواكباً لذلك، لا سيما وأن موسم المفاجآت يشهد حضوراً متزايداً من قبل العائلات المقيمة والزائرة.
a
وجهة عائلية رائدة
أما عن تقييمها نجاح المهرجان لهذا العام، قالت سهيل: لقد نجح مفاجآت صيف دبي 2016 خلال الفترة الماضية في تعزيز دوره كحدث صيفي رائد يستقطب العائلات من مختلف أنحاء المنطقة، ليسهم بذلك في ترسيخ مكانة دبي كوجهة رائدة للسياحة العائلية، حيث تظهر الدلائل التي وصلتنا من شركائنا التأثير الإيجابي للحدث الذي طال مختلف القطاعات الاقتصادية، وهو ما نسعى دائماً إلى تحقيقه، فيما ساهمت الحملات الترويجية والتنوع الغني في الفعاليات في استقطاب الزوار والسياح والمتسوقين من شتى أنحاء الدولة والمنطقة.
تحدثت ليل سهيل عن الصعوبات والتحديات التي واجهتهم في مفاجآت صيف دبي، فقالت: يعتبر فصل الصيف في العديد من الدول فصلاً خاملاً بسبب العطلة الصيفية التي تتوقف فيها الدراسة في المدارس والجامعات، ولذلك يعيش الكثيرون من الطلاب وأهاليهم فترة فراغ تمتد لأشهر، غير أن «مفاجآت صيف دبي» نظمت خصيصاً من أجل القضاء على أوقات الفراغ الطويلة هذه، وإشغالها بأنشطة مفيدة محببة.
سناجب و«جسر مفاجآت»
قال فؤاد شرف، مدير تنفيذي أول، إدارة العقارات، مراكز التسوق، ماجد الفطيم العقارية :عملنا في هذا الموسم من مفاجآت صيف دبي، مع مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة على توفير أفضل العروض والفعاليات الجديدة والمبهرة التي تقدم لزوار الدولة والمقيمين فيها أفضل تجارب التسوق والتسلية والترفيه في جميع مراكز التسوق التابعة لماجد الفطيم في دبي.
واستضاف كل من مول الإمارات وسيتي سنتر مردف وسيتي سنتر ديرة عروض آلفين والسناجب الترفيهية لأول مرة في المنطقة والتي أمتعت الأطفال والمتسوقين على مدى ثلاثة أسابيع من «19 يوليو حتى 10 أغسطس». إلى جانب العديد من الأنشطة والفعاليات المستوحاة من الفعالية، كالعروض الحية، وورش العمل الإبداعية التي تدور حول الشخصيات الكرتونية المحبوبة وفرصة لقائها وأخذ الصور التذكارية معها.
بينما استضاف كل من سيتي سنتر الشندغة ومعيصم لعبة الواقع الافتراضي «جسر المفاجآت» التي تم تصميمها حصرياً لمراكز ماجد الفطيم، وهي من فئة ألعاب الواقع الافتراضي ذات التقنية الفائقة مستوحاة من معالم دبي، وتتحدى اللعبة المتسوقين لعبور جسر افتراضي يمتد بين منطادين يحلقان في سماء دبي في تجربة خيالية.
عدد اليوم
