الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

وزراء ومسؤولون: الإمارات تدشن مرحلة جديدة من الشراكات الاستراتيجية مع الاقتصادات الصاعدة

وزراء ومسؤولون: الإمارات تدشن مرحلة جديدة من الشراكات الاستراتيجية مع الاقتصادات الصاعدة
3 مايو 2014 20:46
مصطفى عبدالعظيم (دبي) دشنت جولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، في أميركا اللاتينية، مرحلة جديدة من الشراكات والتعاون بين الدولة واقتصادات المستقبل، وفتحت آفاقاً واسعة من الفرص أمام الشركات الإماراتية في هذه الأسواق، بحسب وزراء ومسؤولين ودبلوماسيين. وثمن هؤلاء رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لبناء قاعدة صلبة من الشراكات الاستراتيجية مع القوى الاقتصادية الصاعدة، بما يرسخ موقع الدولة في قلب الخارطة الجديدة للاقتصاد العالمي التي تشكل فيها الاقتصادات الناشئة المحركات الرئيسية الدافعة للنمو في المستقبل. وأكدوا أن زيارة صاحب السمو، لكل من المكسيك والبرازيل والأرجنتين وتشيلي، تشكل تتويجاً لهذا التوجه الإماراتي المهم، الذي يأخذ بعين الاعتبار مصالح دولة الإمارات وموقعها الجديد في العلاقات الدولية، ليس باعتبارها بلداً رئيساً منتجاً ومصدراً للنفط فحسب، وإنما أيضاً باعتبارها قوة اقتصادية صاعدة، وتؤدي دوراً مؤثراً في العديد من المجالات الاقتصادية، كالطاقة والتجارة والمواصلات والاتصالات الدولية. وأشاروا إلى أن الزيارة شكلت نقلة نوعية في علاقة الإمارات مع بلدان أميركا اللاتينية في العديد من المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، بالنظر إلى أهمية الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال الزيارة، وما عكسته من تطور كبير في حجم العلاقات مع هذه الدول. وأوضحوا أنه علاوة على الهدف الاستراتيجي لهذا التوجه الإماراتي نحو تعزيز التعاون مع القوى الاقتصادية الصاعدة، والمتمثل في تنويع علاقات الدولة الخارجية بما يخدم مصالحها الوطنية، ويستجيب للتغيّرات الحادثة في هيكل النظام الدولي، فإن هناك جدوى اقتصادية كبيرة لا يمكن إنكارها لمثل هذا التوجه، حيث يمكن للدولة في هذا الصدد الاستفادة من التنوع في القدرات التنافسية التي تملكها هذه البلدان الصاعدة في المجالات المختلفة كالطاقة والموارد الطبيعية والثروة المعدنية والزراعة. تعزيز الشراكة أكد معالي سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد أن جولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، التي شملت عددا من دول أميركا اللاتينية، شكلت منعطفاً هاماً في علاقات الإمارات مع دول أميركا اللاتينية عموماً، والبلدان الأربع التي شملتها جولة سموه خاصة، مشيراً إلى أن الزيارة تسهم في تعزيز الشراكة مع منطقة أميركا اللاتينية، وتؤسس لعلاقات أشمل وأعمق مع هذه الدول في المجالات كافة في المرحلة القادمة، بما يتيح فرصاً هامة حيوية جديدة أمام الاقتصاد الوطني تدعم مسيرة التنمية المستدامة الشاملة التي تشهدها دولتنا. وأضاف معاليه: لا شك أن جولة سموه إلى المكسيك والبرازيل والأرجنتين وتشيلي، تؤسس لمرحلة جديدة في علاقات الإمارات مع هذه الدول، تقوم على تحقيق المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة وتعميق أواصر العلاقات والشراكة البناءة. ولفت معاليه إلى أن الزيارة وما شملته من مباحثات وتوقيع اتفاقيات تشمل مختلف المناحي والقطاعات، هي تجسيد عملي لسياسة الانفتاح التي تتبعها الإمارات نهجاً وممارسة، مشيراً إلى أنه وفي إطار التوجه والنهج الاستراتيجي للدولة في الانفتاح المتوازن على كافة دول العالم، تحرص الإمارات على تعزيز علاقاتها وشراكتها مع دول أميركا اللاتينية لتوسيع الآفاق أمام اقتصادنا الوطني، وتقوية تنافسيته وتعزيز مكانة الإمارات وموقعها على خارطة العالم التجارية وفتح آفاق اقتصادية واستثمارية جديدة مع بلدان أميركا اللاتينية، وخاصة المكسيك والأرجنتين والبرازيل وتشيلي، التي زارها صاحب السمو نائب رئيس الدولة في جولته الأخيرة. وأشار وزير الاقتصاد إلى أن مسألة تعزيز العلاقات مع منطقة أميركا اللاتينية، خاصة «المكسيك والأرجنتين والبرازيل وتشيلي» تكتسب أهمية كبيرة في ظل الثقل الاقتصادي والتجاري لهذه الدول، وما تزخر به من فرص استثمارية واعدة ومجزية، ما يفتح آفاقاً استثمارية جديدة أمام مجتمع الأعمال في الدولة من مستثمرين ورجال أعمال، لتأسيس أعمال استثمارية وتجارية في هذه الدول، وللدخول في شراكات مع نظرائهم في الدول الأربع المذكورة. وقال معاليه إنه وفي ظل تزايد وتعاظم الإنتاج الصناعي والتجاري للدول الأربعة التي تم زيارتها، يمكن للإمارات أن تكون منفذاً ومعبراً لمنتجات هذه الدول إلى أسواق ضخمة يقارب تعدادها الملياري نسمة، خاصة وأن الدولة تمتلك بنية تحتية حديثة ومتطورة من طرق وموانئ ومطارات ومناطق حرة. أبواب واسعة للتعاون إلى ذلك، أشاد حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي بزيارة صاحب السمو إلى أميركا اللاتينية، معتبراً أنها فتحت أبواباً واسعة للتعاون الثنائي في مختلف المجالات الاقتصادية، مؤكداً أن الزيارة تعكس الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في تعزيز تنافسية الشركات الإماراتية في الأسواق العالمية. وأضاف مدير عام غرفة دبي إلى أن الغرفة وضعت خططاً لافتتاح مكتبٍ تمثيلي لها في البرازيل ليكون بوابة المستثمرين إلى أسواق القارة اللاتينية، مشيراً إلى أن المكتب سيؤسس قريباً جداً في مدينة ساوباولو والإجراءات قائمة في هذا الاتجاه، معتبراً أن أسواق أميركا اللاتينية توفر فرصاً استثمارية لا حدود لها. ولفت بوعميم إلى أن الغرفة، ضمن استراتيجيتها الجديدة لتعزيز تنافسية بيئة الأعمال في دبي وتحفيز النمو الاقتصادي بالإمارة، أطلقت ما يعرف باسم «وحدة دبي للدراسات الاقتصادية»، التي تهدف لتزويد الشركات والمستثمرين في الإمارة بدراسات وتقارير عن الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية، وتحليلات شاملة عن الفرص الاستثمارية والقطاعات المختلفة، بالإضافة إلى دراسات إحصائية عن الحركة التجارية والمؤشرات الاقتصادية بشكلٍ يلبي احتياجات المستثمرين ورجال الأعمال، مشيراً إلى أن هذه الدراسات تضمنت تقارير خاصة حول الاقتصادات التي قام صاحب السمو بزيارتها في أميركا اللاتينية. وقال إن هذه الدراسات شكلت دليلاً واقعياً لمساعدة المستثمرين على اتخاذ قرارات الأعمال والاستثمار الصحيحة في هذه الأسواق، معتبراً أن الغرفة تدرك أن الدراسات والتقارير الحديثة هي جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الناجحة لدخول الأسواق الجديدة، وتحقيق نجاحات واختراقات فيها. نقطة انطلاق من جهته، قال كارلوس سالاس المفوض التجاري بمكتب تعزيز الصادرات (برو تشيلي)، التابع للإدارة العامة للعلاقات الاقتصادية الدولية في وزارة الخارجية التشيلية، أن زيارة بلاده شكلت منعطفاً مهماً في تاريخ العلاقات بين البلدين، نظراً لما أسفرت عنه من نتائج إيجابية تصب في مصلحة تعزيز علاقات التعاون والشراكة في مختلف القطاعات، خاصة المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتجارية. وأوضح أن الزيارة تمثل نقطة انطلاق للتعريف بالمقومات والإمكانيات التي يتمتع بها البلدين، والمجالات التي يمكن التعاون المشترك فيها، مؤكداً ترحيب بلاده بالاستثمارات الإماراتية في كافة القطاعات، وخاصة في قطاع التعدين الذي يشكل القاعدة الرئيسية للاقتصاد التشيلي. وأضاف أن مجتمع الأعمال في تشيلي يرى في الزيارة فرصة مهمة لفتح قنوات وآفاق جديدة في مجال التجارة، مشيراً إلى أن التبادل التجاري بين البلدين شهد خلال العام الماضي نمواً قوياً بعد أن قفز من 107 ملايين دولار فقط في العام 2012، ليصل إلى 188 مليون دولار في العام 2013، متوقعاً أن يواصل هذا الرقم قفزاته خلال الأعوام المقبلة كنتيجة طبيعية لهذه الزيارة. وأعرب سالاس عن تطلع بلاده لرحلات طيران مباشرة مع الإمارات في المستقبل، مقترحاً أن يتم الربط مرحلياً من خلال خط طيران الإمارات إلى ساوبولو أو ريوديجانيرو، مؤكداً أن مثل هذا الربط يسهم في إنعاش حركة التجارة بين البلدين، حيث تتطلع تشيلي إلى الاستفادة من موقع الإمارات لتكون قاعدة لانطلاق صادراتها من الأغذية والمشروبات والنحاس إلى المنطقة وأسواق آسيا وأفريقيا. وقال إن صادرات تشيلي إلى الإمارات خلال العام الماضي بلغت 156 مليون دولار، مقارنة مع 100 مليون دولار في عام 2012، فيما زادت وارداتها من الإمارات من 7 ملايين دولار فقط في 2012 إلى 32 مليون دولار في العام الماضي، مشيراً إلى أن الإمارات والسعودية يشكلان أكبر سوق للصادرات التشيلية في المنطقة البالغة 550 مليون دولار العام الماضي. الشراكات الاستراتيجية إلى ذلك، نوه أسامة آل رحمة المدير العام لشركة الفردان للصرافة، بأهمية الزيارة إلى الاقتصادات الصاعدة في بلدان أميركا اللاتينية، مشيراً إلى أن الزيارة لها أبعاد عديدة، خاصة وأنها تأتي في وقت يشهد في الاقتصاد العالمي حالة من التباين في الأداء بين الاقتصادات المتقدمة التي أخذت معدلات النمو فيها بالتباطؤ، ولم تعد هي التي تقود الانتعاش العالمي، والاقتصادات الصاعدة أو الناشئة التي باتت تشكل أحد أبرز المحركات الدافعة لنمو الاقتصاد العالمي، ومن بين هذه الاقتصادات اقتصادات بارزة في أميركا اللاتينية كالبرازيل والمكسيك والأرجنتين وتشيلي. ويرى آل رحمة أن الزيارة ستسهم في فتح آفاق جديدة من الشراكات الاستراتيجية مع الاقتصادات الصاعدة في أميركا اللاتينية، لما يمتلكه الجانبين من مقومات وإمكانيات وفرص يمكن أن تفيد كافة الأطراف، فالإمارات لديها الخبرات المتراكمة على الصعيد التجاري واللوجستي والخدمات والتميز ونقل المعرفة، فضلاً عن الموقع المميز للدولة الذي يربط بين الشرق والغرب، فيما تمتلك الاقتصادات اللاتينية فرص كبيرة في مجالات مختلفة، أبرزها الثروات المعدنية الهائلة والموارد الزراعية الضخمة، التي يمكن أن تستفيد من موقع الإمارات وقدراتها اللوجستية في النفاذ لأسواق شرق العالم ووسطه. وأشار آل رحمة إلى أن دول أميركا اللاتينية تتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة، خاصة أن بعضها يقدم خبرات تنموية متميزة كالبرازيل والأرجنتين، الأمر الذي يمكن الاستفادة منه في دعم الاقتصاد الوطني، وكذلك من جهة الفرص الاستثمارية المتوافرة في بعضها الآخر التي يمكن لرجال الأعمال الإماراتيين الاستفادة منها، لافتاً إلى أن العلاقات بين الإمارات ودول أميركا اللاتينية تتضمن الكثير من فرص التعاون على المستويات المختلفة، خاصة على المستويين التجاري والاقتصادي. الزيارة توسع الفضاء الاقتصادي للدولة في المنظومة العالمية أكد هاني الهاملي، الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي، أن الزيارة التي قام بها مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لأربع دول في منطقة أميركا اللاتينية، تندرج ضمن رؤية سموه لتوسيع الفضاء الاقتصادي للإمارات في المنظومة العالمية من خلال تنويع العلاقات الاقتصادية مع دول العالم، لا سيما الناهضة منها. وذكر أن اتجاهات حركة التجارة والمال والأعمال الدولية تشهد منذ عقدين تغيراً نحو كل من الشرق، خاصة الهند والصين، ودول أميركا اللاتينية. وأضاف: «إن الدول التي شملتها الزيارة تتميز بوصفها أسواقاً ناشئة، وذات تراث إنساني غزير، ووفرة بالموارد الاقتصادية». وعرج الهاملي على البرازيل ووزنها في الاقتصاد العالمي، وذكر أن البرازيل سابع قوة اقتصادية في العالم، حيث يتجاوز إنتاجها المحلي تريليوني دولار ونصف التريليون، وهي عضو فاعل في مجموعة «البريكس»، التي تضم كلاً من الهند وروسيا والصين وجنوب أفريفيا، حيث تعد أسرع دول العالم نمواً قبل وبعد الأزمة المالية العالمية، ولعبت على مدى عقود دوراً ريادياً في النمو الاقتصادي العالمي، حيث تستأثر «البريكس» بنحو 18% من الاقتصاد العالمي، وأكثر من 15% من إجمالي التجارة العالمية، وتنتج ربع إجمالي الإنتاج العالمي، واستطاعت خلال السنوات القليلة الماضية أن تصنع لنفسها مكاناً متميزاً على خريطة الاقتصاد العالمي. وأكد أن الاتفاقيات التي تمخضت عن زيارة صاحب السمو نائب رئيس الدولة للدول الأربع سالفة الذكر، تفتح عهداً جديداً من الشراكات الاقتصادية والتجارية البينية، وستعزز حركة الأعمال بين الإمارات وتلك الدول، وهذا يعني بالضرورة توسيع حجم التجارة الخارجية، لا سيما لجهة تعزيز الصادرات الوطنية إلى تلك الدول، ما يعني خلق الوظائف وارتفاع مستوى الدخل ما يعود بالتبعية لصالح الاقتصاد الوطني، ورفع معدل رفاهية الفرد. وحتى في المجال المالي، فإن الدول الأربع تشهد تطوراً في أسواقها المالية، خاصة البرازيل، بعد الاتفاق الأخير الذي توصلت إليه البرازيل مع مجموعة «البريكس» للتحول إلى كيان مالي عالمي جديد. وفي هذا الإطار، تبرز آفاق تنمية قطاع السياحة في الإمارات، لأن الدول الأربع المذكورة تتميز بكثافة حجم سكانها ونشاط أسواقها، وبالتالي من شأن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات مع تلك الدول أن تنشط حركة السياحة، وقدوم أعداد غفيرة من السياح إلى الدولة. (دبي ـ الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©