ندوة «الإعلام والتراث» بالشارقة تطالب بترسيخ الهوية الوطنية

الشارقة (الاتحاد) - أكد خبراء ومتخصصون وإعلاميون أهمية الشراكة بين الإعلام والتراث في توعية الجماهير بالقضايا التراثية وضرورة الحفاظ على التراث والعادات والتقاليد وتقديم منتج إعلامي متميز. جاء ذلك، خلال الندوة التي نظمها مركز الشارقة الإعلامي في جناحه، ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية، بمناسبة اليوم العالمي للتراث بمشاركة مروان السركال المدير التنفيذي لهيئة التطوير والاستثمار (شروق) وعبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية رئيس اللجنة المنظمة لفعاليات أيام الشارقة التراثية، والإعلامي القطري صالح غريب الباحث المتخصص في التراث، وأسامة سمره مدير مركز الشارقة الإعلامي، وعدد من الإعلاميين والمثقفين والمتخصصين والمهتمين بشؤون التراث في الدولة والمنطقة. وركزت الندوة التي أدارها راشد الكوس مدير مشروع “ثقافة بلا حدود” على البرامج والآليات التي يمكن من خلالها تعزيز المحتوى التراثي على صفحات الوسائل الإعلامية المختلفة وإعطائها المزيد من الأهمية لما للتراث من أهمية كبيرة في تعزيز النشاط السياحي وتوثيق العلاقة بين ماضي الأجيال وحاضرهم وفي ترسيخ الثقافة والهوية الوطنية. واستعرض السركال خطط وبرامج هيئة الاستثمار والتطوير بالشارقة المتعلقة بتطوير المناطق التراثية، وفقا للإستراتيجية المعدة بالتعاون مع المكتب الهندسي بمكتب سمو حاكم الشارقة، وإدارة التراث والمتاحف لتحويل منطقة التراث في قلب الشارقة إلى منطقة تراثية سياحية ثقافية عالمية، لافتاً إلى وضع خطة لتطوير المنطقة بناءً على الصور القديمة لها بهدف تحويل أيام الشارقة التراثية إلى عمل تراثي دائم على مدار العام، يجتذب فعاليات عالمية ويصبح وجهة سياحية عالمية. وأضاف، أن تطوير المشروع سيتم على عدة مراحل تمتد لمدة 15 عاماً من جانبه، أشار عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في مداخلته خلال الندوة إلى العلاقة التفاعلية المتبادلة بين التراث والإعلام الذي يخدم كل منهما الآخر حيث إن التراث يستفيد من الإعلام في الوصول بشكل أوسع إلى الجماهير وفي نفس الوقت يستفيد منه الإعلام في الحصول على منتج إعلامي مميز، لافتاً إلى أن أيام الشارقة التراثية انطلقت بمشاركة إعلامية محدودة، وبدأت منذ الدورة الثانية باتخاذ الإعلام شريكاً لإيصال التراث لأكبر شريحة ممكنة من الجماهير حيث أصبح الإعلام وخلال الدورة العاشرة للفعاليات يلعب دوراً محورياً في التعريف والتوعية بالتراث وبأيام الشارقة التراثية. وأكد على ضرورة أن تحافظ مؤسسات الدولة وخاصة الإعلامية منها على الهوية الوطنية للدولة وخاصة في الإعلانات التجارية، مشددا على أنه ينبغي على اي مؤسسة حكومية أن تراعي قيم المجتمع عندما تعلن عن منتجاتها أو خدماتها وخاصة عند التعبير عن الهوية المحلية. وأكد أسامة سمره مدير مركز الشارقة الإعلامي أهمية التراث لما يشكل من ركيزة أساسية ضمن المنتج الثقافي لإمارة الشارقة، مشيراً إلى أن الجانب التراثي يشهد الإقبال الأكبر من مختلف الشرائح ومن مختلف دول العالم خلال مشاركات الشارقة الخارجية في المحافل والمنتديات والمعارض العالمية حيث حصل جناح الشارقة على الجائزة الأولى خلال السنوات الثلاث الماضية في معرض وبورصة برلين للسفر من بين 11 ألف جناح مشارك في هذا المعرض، وذلك بسبب الفعاليات والتصميم التراثي التي يتميز بها الجناح. وقال صالح غريب الإعلامي القطري والباحث التراثي إن قطر استفادت بشكل كبير من إمارة الشارقة في عمليات إحياء التراث وفي ترميم الأماكن التراثية وخاصة سوق واقف التراثي موضحاً أن الإعلام لعب دوراً كبيراً في نقل فعاليات أيام الشارقة التراثية حيث أصبح الجمهور الخليجي بشكل عام على دراية تامة بهذه الفعاليات. وطالب الإعلام الخليجي لكي يعود لممارسة دور جديد في الحفاظ على التقاليد والعادات التراثية مع الحفاظ على الهوية الخليجية، داعيا الدراما الخليجية إلى المحافظة على العادات والتقاليد والقيم الخليجية، واستخدام وسائل وتقنيات الإعلام الحديث وشبكات التواصل الاجتماعي بالشكل الذي يحافظ على التراث.