السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«صحة الوطني» ترصد احتياجات مستشفيات رأس الخيمة والفجيرة

«صحة الوطني» ترصد احتياجات مستشفيات رأس الخيمة والفجيرة
20 ابريل 2012
مريم الشميلي وفهد بوهندي (رأس الخيمة، الفجيرة) – استكملت اللجنة الصحية للمجلس الوطني برئاسة سالم محمد بالركاض العامري صباح أمس زياراتها الميدانية للمستشفيات الحكومية في كل من إمارتي رأس الخيمة والفجيرة، وذلك ضمن جولة تفقدية لعدد من المنشآت الصحية بالدولة سبقتها زيارة إلى مستشفى توام بالعين، للوقوف على أهم المعوقات التي تواجه الميدان الطبي والمستفيدين منه والعاملين فيه من الكوادر الطبية والفنية بهدف رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة والاطلاع على التجهيزات والأساليب العلاجية المتبعة. وتوافقت مطالب الأطباء المواطنين بمستشفى صقر في رأس الخيمة أيضاً مع مطالب أطباء مستشفى توام في العين من حيث توحيد الكادر الوظيفي للأطباء من ناحية الراتب والبدلات ومساواتهم ببعض، ومطالبة الفنيين في أقسام المختبرات والأقسام الحيوية بالمستشفى بضرورة رفع أعداد الموظفين في تلك الأقسام، خاصة مع الزيادة المستمرة في أعداد المراجعين. وقال الدكتور ياسر النعيمي مدير المنطقة الطبية خلال المناقشة المفتوحة بين الإدارة وأعضاء المجلس الوطني أن هناك عدة نقاط وأساسيات لابد من متابعتها وحلها بشكل جذري كمشكلة الترقيات والعلاوات والرواتب الخاصة بالأطباء والعاملين بالميدان وعدم تركيز وزارة الصحة في مسألة تنمية وتطوير الكوادر الفنية والطبية، وعدم وجود عامل جذب وتشجيع في هذا القطاع. وخلال اللقاء، ناقش النعيمي وجود مشكلة مستمرة في مسألة نقص الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة بالرغم من رفع إدارة المستشفى عدة تقارير للجهة المختصة لمتابعة الموضوع، إلا أن المشكلة لا تزال موجودة، كما نوه النعيمي إلى مسألة عدم وجود وحدة خاصة بالعناية المركزة للمرضى في مستشفى إبراهيم عبيدالله مما يضطرهم إلى تحويل الحالات الحرجة إلى مستشفى صقر مما يسبب ضغطاً حقيقياً على الوحدة الموجودة هناك. الطوارئ وطالب العاملون بقسم الطوارئ في مستشفى صقر بضرورة توسعة القسم بشكل خاص والمستشفى بشكل عام، موضحين أن أعداد المرضى بالإمارة في تزايد، ويواجه القسم خلال نهاية الأسبوع ضغطا كبيرا من أعداد الحالات الطارئة، ومساحة القسم لا تساعد، وعدد الأسرة بالقسم قليلة جداً، منوهين إلى أن عدد الأسرة بالمستشفى بشكل عام يبلغ 227 سريراً. وتضمنت الجولة التفقدية التعرف على الكوادر الطبية العاملة، وكذلك زيارة أقسام المستشفى وقسم الطوارئ، وقسم الجراحة، وصيدلية المستشفى والأشعة المغناطيسية، كما اطلع أعضاء المجلس الوطني على الإنجازات والتطورات الفنية التي أدخلت على المستشفى والأجهزة الحديثة التي أضيفت للأقسام خلال العامين الماضي والجاري. بدوره أوضح فيصل الطنيجي عضو اللجنة الصحية بالمجلس الوطني أن اللجنة الصحية ستقوم بكتابة تقرير شامل عن هذه المستشفيات ورفعها للجهة المختصة لإيجاد الحلول، ووضع المقترحات اللازمة، التي من شأنها تقديم أفضل الخدمات الطبية للمواطنين والمقيمين. وأوضح الدكتور مصطفى النشار المدير الفني بمستشفى صقر أن نسبة أعداد المترددين على عيادات ومستشفى صقر كان في العام 2011، 10% وفي العام الجاري 3% من متوسط أعداد المراجعين، معللا سبب ذلك في توجه أغلب المرضى للعيادات الخاصة، خصوصاً بعد أن سمح للأطباء بمزاولة المهنة في الفترة ما بعد الدوام الرسمي، مما ساهم في انتعاش سوق القطاع الخاص والتوجه أيضا نحو شركات التأمين الصحي التي فتحت المجال بشكل أوسع. كما طالب المراجعون بمستشفى صقر ضرورة توسعة قسم الأطفال، وتخصيص أجنحة للأطفال في مختلف المراحل السنية، منذ سن الولادة وحتى عمر 12 عاما، مؤكدين أن أعداد المواليد في الإمارة في تزايد مستمر. وتظهر الإحصائيات الأخيرة في المستشفى، أن عدد المواليد خلال العام الماضي بلغ 1415 طفلا وطفلة، بينهم 75% من المواطنين، في حين توقع القسم ارتفاع أعداد المواليد خلال العام الجاري 2012. وعلى صعيد متصل تفقدت اللجنة الصحية للمجلس الوطني الاتحادي، برئاسة سالم محمد بالركاض العامري، صباح أمس مستشفى الفجيرة. وحرصت الزيارة على الوقوف على مستوى الخدمات الصحية في إمارة الفجيرة بوجه عام، ومستشفى الفجيرة على وجه الخصوص، حيث زار أعضاء اللجنة معظم أقسام المستشفى ومنها قسم الجراحة والطوارئ والأسنان والصيدلية وأقسام أخرى. ورافق اللجنة عضو المجلس الوطني علياء السماحي، وكان في مقدمة مستقبلي اللجنة الدكتور محمد عبدالله سعيد مدير منطقة الفجيرة الطبية، وعبيد الخديم مدير مستشفى الفجيرة والدكتورة طيبة الشريف المدير الفني للمستشفى. وخلال اللقاء، أكد رئيس اللجنة سالم بالركاض العامري أن اللجنة مختصة بشؤون المساعدة والدعم في الجوانب الصحية من خلال رفع احتياجات الميدان الطبي ومستشفيات الدولة من خلال الزيارات الميدانية لهذه المستشفيات والوقوف على احتياجاتها من خلال لقاء المختصين فيها، حيث تحرص اللجنة التي تمثل أعضاء المجلس الوطني الاتحادي على رفع التوصيات إلى المسئولين ومتابعة تلك التوصيات بهدف إيجاد حلول مرضية لها. مستشفى الفجيرة ومن جانبه، كشف مدير منطقة الفجيرة الطبية الدكتور محمد عبدالله إلى جانب عبيد الخديم مدير مستشفى الفجيرة احتياجات إمارة الفجيرة الصحية وعرضها على اللجنة، حيث تطرق بداية إلى المباني والمراكز الصحية التي تضمها إمارة الفجيرة، وقال: “تضم المنطقة مستشفى الفجيرة ومستشفى دبا الفجيرة، إضافة إلى مستشفى مسافي الذي لم يشغل كليا حتى الآن، إضافة إلى 11 مركزاً صحياً يغطون 60% من مساحة الفجيرة تقريبا، ومركز الطب الوقائي والصحة المدرسية”. وعن الجانب المختص بالمباني الصحية أشار مدير منطقة الفجيرة الطبية إلى أن التشغيل الكلي لمستشفى مسافي يعتبر أهم وأبرز الأولويات في الوقت الحاضر، لما يشكله من أهمية كبيرة في مستوى وحجم الخدمات التي يقدمها على مساحة واسعة من الإمارة، وذلك من خلال توفير الكادر الطبي الكامل له. المعايير الصحية من جهته أوضح مدير مستشفى الفجيرة عبيد الخديم أن مستشفى الفجيرة عموما يعتبر من المباني القديمة التي شيدت قبل 30 عاما، في وقت كان التعداد السكاني مختلف تماما عن اليوم، علاوة على تغير المعايير الصحية بشكل كبير خلال هذه السنوات. وهو يعتبر من المستشفيات الرئيسية والتحويلية في المنطقة، حيث يغطي مساحة واسعة وأعدادا كبيرة من المرضى في إمارة الفجيرة، واستقباله الحالات المرضية المستعصية المحولة من المستشفيات القريبة، إضافة إلى استقباله بعض الحالات من مناطق قريبة من سلطنة عمان الشقيقة، مثل أهالي منطقة مدحاء العمانية ودبا البيعة، وقد استقبل المستشفى خلال العام الماضي 185 ألف مريض في العيادات الخارجية بينهم 65 ألف مريض في قسم الطوارئ فقط. وأضاف الخديم في جانب احتياجات المستشفى للمباني: “نفخر بوجود قسم الطب النووي في مستشفى الفجيرة والذي لا يوجد في الكثير من مستشفيات الدولة، والذي افتتح قبل عشرة أعوام، وهو يخدم المرضى الذين لديهم خلل في وظائف الغدد ومرضى السرطان، ونجد هنا حاجة ملحة لوجود مبنى جديد مختص بالطب النووي ليؤدي القسم مهامه في صورة أفضل. مركز الحوادث ومن زاوية أخرى عرض الدكتور محمد عبدالله مدير منطقة الفجيرة الطبية مشكلة حوادث السير وما تخلفه من ضحايا وإصابات خطيرة، مستعرضا احتياجات مستشفى الفجيرة لمركز حوادث متخصص مبينا أن المنطقة قامت بزيارة لمستشفى راشد في دبي، ووضعت تصورا مصغرا مشابها لمركز الحوادث بتكلفة 58 مليون درهم شاملة الأجهزة والمعدات، علما أن مثل هذا المركز سيخدم أيضا قسم العناية المركز في المستشفى، كما يحتاج مستشفى الفجيرة إلى مركز متخصص لأمراض السكر. كما عرض مدير طبية الفجيرة احتياجات مستشفى دبا الفجيرة، مؤكداً أن دبا بحاجة لمبنى خاص للطب الوقائي لتخفيف العبء عن المستشفى، الذي يقدم خدمات الطب الوقائي في الوقت الحاضر. مشيرا إلى أن قسم العناية المركزة في مستشفى دبا الفجيرة جاهز تقريبا وغير مفعل، حيث تكمن المشكلة في توفير الكادر الطبي الذي نعمل حاليا على توفيره بعد توفر الشواغر الجديدة، مع العلم أن مبنى مستشفى دبا الفجيرة خضع لصيانة وإضافات بقيمة 14 مليون درهم. وردا على سؤال أعضاء اللجنة الصحية للمجلس الوطني حول معهد الفجيرة للتمريض، أكد مدير طبية الفجيرة أن الوزارة سابقا كانت بصدد تنفيذ مشروع للمعهد بالتعاون مع كليات التقنية، ولكن المشروع لم ينفذ، والرؤية غير واضحة حاليا بالنسبة للمعهد الذي توقف عن استقبال دفعات جديدة، ويستمر حاليا في ظل وجود دفعتين متبقيتين، مع وجود تساؤل في حال إغلاقه ماذا سيكون البديل في ظل الحاجة الملحة لكوادر التمريض. وفي سياق احتياجات المباني أكد الدكتور خالد الملا مدير الصحة المدرسية في إمارة الفجيرة أن الصحة المدرسية تقدم خدماتها إلى 30% من السكان تقريبا، بما يعادل 30 ألف طالب تقريباً، وذلك في ظل مبنى قديم تعدت فترة إنشائه 30 عاماً. وعرض مدير منطقة الفجيرة الطبية الدكتور محمد عبدالله على اللجنة الصحية للمجلس الوطني الوضع القائم بالنسبة للكادر الطبي والفني واحتياجاته وقال: “في الماضي كنا نعاني كثيرا في هذا الجانب بسبب الاستقالات وبحث المختصين عن فرص أفضل، ولكن بعد زيادة الرواتب والتعديلات الأخيرة بدأت المشكلة تتقلص، مشيراً إلى أن قسم الطوارئ في المستشفى يعمل في الوقت الحالي بطبيبين فقط، في ظل احتياجه الفعلي لأربعة أطباء خصوصاً في أوقات الذروة”. كما أكد المختصون -خلال الجولة على أقسام مستشفى الفجيرة- على وجود نقص في الأدوية، وخصوصاً في بعض الأدوية التي تصنف بأنها مهمة، إضافة إلى وجود نقص في المستلزمات الطبية بشكل عام، وقد أكد مدير طبية الفجيرة أنه تم تخصيص 7 ملايين درهم للمستلزمات الطبية. تعديل أوضاع العاملين بالقطاع الصحي والطبي قال سالم محمد بالركاض العامري، رئيس اللجنة الصحية في المجلس الوطني الاتحادي، إن الهدف الرئيسي من الزيارات الميدانية في مختلف المناطق هو تفقد الأوضاع الراهنة للتجهيزات والإمكانات والخدمات المقدمة في المستشفيات والمنشآت الصحية، حيث قامت اللجنة بدراسة حالة كل منطقة، وعليه نفذت الجولات التفقدية، موضحاً أن الأوضاع شبه متقاربة في مختلف إمارات الدولة خاصة في مسألة الكادر الطبي والترقيات والعلاوات، موضحاً أن اللجنة الصحية ستطالب بضرورة تعديل أوضاع العاملين بالقطاع الطبي، وضرورة توفير الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، وأهمية توسعة الأقسام وتخصيص مجمع خاص بالعيادات. وأوضح سالم محمد بالركاض العامري أن اللجنة الصحية السابقة، حققت 15 توصية، قدمت خلال تلك الفترة، وستساهم اللجنة الصحية الجديدة في تحقيق القدر الممكن أيضا بالتعاون مع الجهات المسؤولة في مختلف القطاعات بالدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©