الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألعاب الشعبية القديمة في قطر تعود للحياة في مواجهة نظيرتها الإلكترونية

الألعاب الشعبية القديمة في قطر تعود للحياة في مواجهة نظيرتها الإلكترونية
5 ديسمبر 2009 01:18
يهوى عبدالله إحياء الألعاب الشعبية من خلال صناعتها وبيعها في بعض المناسبات أو من خلال القرية التراثية في العاصمة القطرية الدوحة، إذ يحرص على عدم اندثارها. يقول عبدالله إنها أفضل للأطفال من الألعاب الإلكترونية الحديثة التي قد تؤثر على مخ وأعصاب الأطفال ولا تفيدهم بشيء، بل تساهم إسهاما مباشرا في محو الذاكرة وضعف الحفظ، مشيرا إلى أن الآلة الإلكترونية تجعل الإنسان يتقاعس ولا يعمل بيده لأنها تنجز عنه كل شيء وتحفظ له كل ما يريد وخصوصا جهاز الحاسب الآلي. وعشق عبدالله الألعاب الشعبية عندما كان طفلا يلهو مع أقرانه في حي السلطة وهو حي من أحياء الدوحة القديمة. ومن ذلك الوقت ظهرت ملامح حب وعشق عبد الله لهذه الألعاب الشعبية، بل كان يصنعها بنفسه عندما كان طفلا فاكتسب خبرة كبيرة وتفوق على أقرانه في صناعة الألعاب الشعبية فكان يبيع الفائض منها عليهم لجودة صناعته ودقة عمله فهذه الألعاب علمته حب العمل والاعتماد على النفس منذ الصغر فكان طفلا منتجا في مجتمعه. ثم التحق عبدالله بعد أن كبر بإدارة التراث بوزارة الثقافة والفنون والتراث وبدأت الدولة تهتم بإحياء التراث ولذا قام بدوره في إحياء الصناعة المحببة إليه منذ الصغر والتي تعلمها عندما كان صغيرا يصنع ألعابه بنفسه ليس كالجيل الحالي الذي يشتري ألعابه جاهزة ثم يرميها بعد عدة أيام ليشتري ألعابا أخرى. وأخذ عبدالله على عاتقه مهمة التعريف بالألعاب الشعبية وشرح قواعده وطريقة لعبه وتوضيح فوائدها، ويقول إنها أفضل من الألعاب الحديثة مثل ألعاب الفيديو التي بها عيوب كثيرة فهي تعود على الكسل وقلة الحركة وتؤثر على نظرهم وأعصابهم. وبجهود ذاتية وبدعم من وزارة الثقافة والفنون والتراث أعاد عبدالله إحياء الألعاب الشعبية بعد أن بدأت تندثر وينساها الجيل الجديد. مهارات حركية وفكرية وحول الأبعاد المهمة لاستمرارية صناعة مثل هذه الألعاب، يقول عبدالله إنها ألعاب جماعية تساعد الطفل على الاندماج في مجتمعه ومع أبناء منطقته وجيله من أبناء الأقارب والجيران فهذه الألعاب تعتبر أيضا ألعابا اجتماعية تساعد الطفل على التعارف وتكوين الصداقات وهي ألعاب تعود الطفل على الاعتماد على نفسه وغالبا ما يقوم الطفل بصناعة ألعابه بنفسه فيتعلم كثيرا من المهارات كالابتكار وتعلم المهارات الحرفية والحركية وبعض الأطفال يبدأون باحتراف هذه صناعة الألعاب، فيقوم ببيع الفائض منها ويجد إقبالا من أقرانه على الشراء منه لأنه احترف هذه الصنعة. ومن المميزات الأخرى للألعاب الشعبية التي يتحدث عنها عبدالله أنها تعلم الأطفال الجرأة والشجاعة وبعض الألعاب تنمي مهارات التفكير لديهم مثل لعبة «صبة» والأخرى تنمي المهارات الحركية لدى الأطفال مثل لعبة «الكلينة والماطوع» وأيضا تنمي هذه الألعاب لدى الأطفال الدقة واحترام القواعد والأنظمة وقبول الأمر الواقع وتقبل الهزيمة بروح رياضية والتحدي بأسلوب مسالم بلا عدوانية. ويتحدث عن عشقه لهذه الألعاب فيتذكر أيام طفولته عندما كان يتجمع مع أقرانه في ساحة «منطقته» وكان كل الأطفال يعرفون بعضهم البعض، فيجتمعون بالقرب من البيوت حيث لا يبتعدون كثيرا عنها فيلعبون ألعابهم الشعبية المفضلة لديهم بكل أمان وطمأنينة لأنه لا يوجد غرباء بينهم ، لذا كان الأهالي مطمئنين على أطفالهم عند خروجهم وليس كالوقت الحالي يخرج الأطفال في الحي ولا يعرف أطفال الجيران بعضهم البعض وتخاف العائلات من خروج أبنائهم في الأحياء الحديثة، بينما كانت الأحياء القديمة صغيرة وكل الجيران يعرفون بعضهم البعض ولذا كان الأمن والأمان وعدم الخوف على أولادهم عند خروجهم. ويعود عبدالله ليتحدث عن عشقه فيصف الألعاب الشعبية بأنها ألعاب جماعية ساعدت الأطفال على التعارف على بعضهم البعض وتشكيل جماعة من الأصدقاء الذي يخرجون معا بشكل جماعي. أصناف الألعاب يصنف عبدالله الألعاب الشعبية إلى عدة أصناف فمنها الألعاب الحركية مثل لعبة «الكلينة والماطوع» و»الجدير» و»الدوامة» و»البلبول» وهناك الألعاب الخاصة بالصيد مثل «الفخاخ» و»النبالة»، والألعاب الذهنية مثل «الصبة» وألعاب خاصة للبنات مثل «القيس» و»اللقفة» و»الخبصة» ولعبة القفز على الحبل ولعبة العرايس. ولعبة «الكلينة والماطوع» وهي عبارة عن قطعة خشبية صغيرة تسمى «الكلينة» ومضرب طويل يسمى «الماطوع» وهي لعبة شعبية كانت معروفة في كل الأحياء ويلعبها كل الأطفال. ويقوم عبدالله بصناعتها بعد أن مارسها في طفولته، لذلك اكتسب خبرة عنها فيوضح طريقة لعبها حيث ينقسم لاعبوها إلى فريقين، فريق لرمي «الكلينة» من خلال ضربها بالمضراب حيث يقف أحد أفراد هذا الفريق في الدائرة وفريق آخر يقوم بالتقاط «الكلينة» إذا ما رميت ومنعها من السقوط على الأرض وإذا ما وقعت على الأرض فيقوم فريق الضارب بحساب النقاط من خلال قياس بعد «الكلينة» من دائرة المركز وإذا ما التقطها أحد أفراد الفريق الآخر يقوم فيحاول رميها في الدائرة فيخسر الرامي. ويتحدث عن لعبة أخرى وهي لعبة «التيلة» وهي عبارة عن كرات زجاجية صغيرة ويقوم الأطفال بحفر حفر صغيرة في الأرض ويحاول كل لاعب رمي الكرة في الحفرة أو بضرب كرة أخرى قريبة من الحفرة وإسقاطها في الحفرة وكانت هذه اللعبة أيضا من الألعاب المحببة لدى الأطفال في الماضي. ويتحدث عن ألعاب الصيد وخبرته الطفولية في ممارسة هذه اللعبة وعودته مرة أخرى كصانع لهذه الألعاب فيقول إن هناك نوعين من أدوات للصيد أولا «الفخاخ» ويصنع الفخ من الخشب والخيزران وقرن الخروف ويصطادون به الطيور المهاجرة في الربيع مثل «المدقي» و»الفقاقة» و «السمن» و»الأصرد» من خلال وضع الطعم وغالبا يكون من الديدان خاصة دودة «العتل» وبعض الحشرات مثل الجراد والصرصور فكانت هذه الطيور تصطاد لغرض التربية أو للأكل والنوع الآخر من أدوات الصيد «النبالة» حيث توضع بها حجارة صغيرة وترمى لصيد العصافير والطيور الصغيرة الطائرة أو عند استراحتها على الأغصان. ابتكار ألعاب جديدة من مواد قديمة يقول عبدالله إنه يقوم حاليا بابتكار ألعاب جديدة من المواد القديمة المهملة فيتعود على الاستفادة من كل شيء في بيئته ولا يهملها حتى عجلات الدراجات القديمة يمكن أن يستفاد منها وكذلك صنع آلة العود من صفائح زيوت السيارات. ويشدد على ضرورة اهتمام الجهات المختصة في الخليج بدعم الألعاب والصناعات الشعبية في سبيل إحياء التراث، وأن تتبنى الجهات الأخرى أيضا موضوع إحياء الألعاب الشعبية حتى لا تندثر وأن يشجع الأطفال على لعبها سواء في المدارس أو في الأندية أو في المراكز الشبابية وأن يشرف عليهم من له خبرة في هذه الألعاب ولعبها منذ صغره حتى يتمكن من إيصال هذا التراث الكبير إلى الجيل الجديد ويمنع اندثاره فيحافظ على بقائه للأجيال القادمة.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©