الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معجب العدواني يقرأ تشكلات الآخر في الرواية الخليجية

معجب العدواني يقرأ تشكلات الآخر في الرواية الخليجية
20 ابريل 2012
نظمت إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مساء أمس الأول محاضرة «إدراك الذات في نص التعدد» للباحث السعودي الدكتور معجب العدواني قدم فيها رؤيته لثلاثة أنماط من الموضوعات التي تتناول الذات في الرواية الخليجية. وفي تقديمه للمحاضر العدواني قال الباحث الإماراتي الدكتور البدر شريف الشاطري «إن جهود الدكتور معجب العدواني في تأصيل البحث العلمي حول الرواية تجعله في مقدمة طارحي الأسئلة القلقة، والباحثين عن تشكلات الرواية الخليجية وأنساقها المشتركة». واستعرض الشاطري السيرة العلمية للباحث العدواني كونه أستاذاً للنقد والنظرية الحديثة في جامعة الملك سعود بالرياض وقد كتب في «التناصية في رواية طريق الحرير لرجاء عالم» وحاصل على دكتوراه في النقد الأدبي وله من الكتب «تشكيل المكان وظلال العتبات» و«مرايا التأويل: قراءة في التراث السردي» وكتب مشتركة مع باحثين آخرين. واستهل العدواني محاضرته بأن أكد على سعة العنوان لكل ما يتصل بالذات وما يخالفها ويتوافق ذلك في العنوان الفرعي بإضافة إدراك الذات الذي لا يتحقق دون معرفة الآخر، ويتزايد اتساع العنوان بالحديث عن الرواية بوصفها الوعاء الأكثر شمولاً والأقدر على الانفتاح، ويتوافق مع ذلك كون الرواية نص التعدد وأفقه الذي يظهر في العنوان الفرعي. وتحدث العدواني عن الإطار الجغرافي الذي تحمله مفردة «خليجية» مفترضاً مناقشة نتاجات الرواية في الدول التي تتفق في أعرافها وتقاليدها وفي علاقاتها مع الآخر. وحاول الباحث أن يقدم مفاهيم نقدية مثل الاختلاف والتماثل والحوار والخلاف، حيث تساعده تلك المفاهيم على تقصي التجربة الروائية وتتبعها. واختار الباحث مفردة «القوة» لا بمفهومها المعجمي بل بوصفها مبدأ من مبادئ الحياة أو بوصفها شرطاً لإنسانية الإنسان أو بوصفها قدرة كيان ما للسيطرة على البيئة المحيطة به. واعتمد العدواني على بعدين لتصنيف المتن الروائي الخليجي الذي عالج قضايا القوة وهما الأول يتصل بمهمة الرواية ودورها الذي يكشف باقتدار عما يخترق التعامل مع الآخر وآلية نقده والثاني يعتمد على الإيمان بمهمة النقد التي تتجلى في الكشف عن الأعمال التي تدعم هذا الاتجاه أو ذاك. وظهرت لدى الباحث نتيجة لهذين البعدين مجموعات روائية ثلاث لها حضورها في معرفة الآخر وتتمثل في المجموعة الأولى وتضم النصوص التي تشير إلى الظاهرة ولا تكشف ولا تحفز على تفكيكها، ويندرج في هذا أعمال كثيرة قد تجعل من الآخر علاقة تماثل واستدعاء ولاسيما الغرب، وبحسب قوله «إن معظم هذه الأعمال الروائية تطرح هذه الثيمة بصورة متواترة»، وقد تجاوزها الباحث بسبب كثرة الأعمال النقدية التي تناولتها من جانب ولكونها قد تشكل امتداداً موسعاً لمعالجة الآخر من جانب آخر. وتناول في المجموعة الثانية نصوصاً تشير إلى الظاهرة وتحفز على التفكيك حيث تقع - كما يقول العدواني - النصوص نفسها أمام مساءلة نقدية يتم من خلالها استنطاق تلك الأعمال في إطار سياقاتها الاجتماعية والسياسية والثقافية، واستشهد الباحث بثلاثة أعمال روائية وهي «قلب من بنقلان» للروائي السعودي سيف الإسلام بن سعود ورواية «رحيل اليمامة» للسعودي ابراهيم الخضير ورواية «ريحانة» للروائية ميسون القاسمي. وتطرق العدواني إلى المجموعة الثالثة من شواهد حقله النقدي وهي المجموعة التي بدت منها نصوص مبدعة في تفكيك الآخرية وتحللها بطريقة نقدية، ويتحقق هذان الشرطان بفاعلية أكبر في العملين الروائيين وهما الأول للروائية الكويتية سعداء الدعاس بعنوان «لأني أسود» والثاني وبصورة مماثلة لدى الروائي الكويتي محمد الرجيب «أما بعد». وسلط العدواني الضوء على روايات المجموعتين الثانية والثالثة لكونها أقرب للتوافق مع البؤرة النقدية التي افترضها في استهلال بحثه النقدي باعتبارها مجالاً محفزاً على التفكيك، حيث تحقق الروايات مستوى محدداً في تمثيل علاقة القوة مع «الآخر» الذي يتشكل من خلال الشخصيات المحورية في تلك الأعمال، كما جاء في استشهاد العدواني بطريقة ادوارد سعيد في كتابه «الاستشراق» بالربط بين الفصول وبين الوقائع للحياة البشرية والسياسة والأحداث. وعرض الباحث قصص ثلاث نساء في المجموعة الأولى وهن «مريم» في قلب من بنقلان و«نبيهة» في رحيل اليمامة، و«ريحانة» لميسون القاسمي وهن ثلاث شخصيات روائية مستلبات، ضعيفات كونهن عشن العبودية والبعد عن المكان واقصين من المركز بوصفهن آخر الرجل أو آخر المرأة الحرة. أما قصص المجموعة الثالثة فقد مارست الشخوص النقد وبخاصة شخصية جوانا وفوزي في «لأني أسود» وشخصية «يعقوب داود عزرا» اليهودي الكويتي في رواية «أما بعد»، حيث صورت طبيعة المجتمع الكويتي الرافض لليهودي ولجوانا الأميركية التي تزوجت الكويتي فوزي، وبذلك تطرح الروايتان النظرة إلى الآخر وكيفية معالجتها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©