الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهرجان أفلام البيئة»: الإمارات سبقت دولاً عديدة في حماية الإبداع

«مهرجان أفلام البيئة»: الإمارات سبقت دولاً عديدة في حماية الإبداع
21 ابريل 2013 23:48
وسط حضور إعلامي وجماهيري كبير تواصلت فعاليات اليوم الثاني من مهرجان أبوظبي الدولي الأول لأفلام البيئة، عبر مجموعة من الندوات والمحاضرات والعروض السينمائية، وزيارات طلابية لمعرض أصدقاء البيئة المقام على هامش المهرجان البيئي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، والذي أحدث طفرة في أساليب التوعية وتكريس الاهتمام بقضايا البيئة وتحدياتها بين الأشخاص العاديين من غير أهل الاختصاص في علوم البيئة ومشكلاتها، حيث أوضحت محاضرة الخبير العالمي طلال أبوغزالة وحققت سبقا كبيرا قياساً إلى غيرها من دول العالم في حماية الإبداع. كيفية حماية حقوق الملكية الفكرية في الحقل السينمائي وصناعة الأفلام كانت عنواناً للمحاضرة المهمة التي ألقاها صباح أمس الخبير العالمي طلال أبوغزالة وتطرق فيها إلى العديد من المحاور المتعلقة بكيفية حماية حقوق الملكية في عصرنا الحالي. ودعا غزالة في محاضرته إلى إنشاء جمعية وطنية عربية لتحصين وتحصيل حقوق الفنانين الفكرية، يشترك فيها من يريد أن يكون عضواً بها، ويسهم في عملها وتحقيق أهدافها، على أن يكون من ضمن أولويات هذه الجمعية حماية الفنانين عند تقدمهم في العمر، كون الكثير منهم يعاني مشكلات حياتية كثيرة في هذه المرحلة العمرية المتقدمة على الرغم من أن عطاءهم الفني لا يزال حاضراً والجميع يستمتع به. قضية القرصنة كما تطرق إلى قضية القرصنة على الحقوق الفكرية والتي تحدث هذه الأيام عبر الشبكة العنكبوتية، لافتاً إلى أنه طالب بصياغة اتفاقية عالمية تحمي الحقوق الانتاجية والخدمات عبر الانترنت، مبيناً أننا في حاجة إلى نظام دولي واتفاقية دولية تعمل على الحد من هذه القرصنة وآثارها السيئة على صناعة السينما وغيرها من المجالات الإبداعية والإنتاجية. ولفت إلى أنه سبق وأن دعا الولايات المتحدة الأميركية بصفتها القوة الأعظم تكنولوجيا في العالم إلى الإسهام في وضع تشريعات دولية لحماية حقوق الملكية الفكرية الفردية، عبر اتفاقية عالمية تلزم جميع دول العالم أن تخضع لبنودها وجهودها في حماية حقوق الملكية خاصة فيما يتعلق بذوي الإبداعات الفردية. أمثلة صارخة ومن الأمثلة الصارخة على تلك القرصنة والتي يمكن أن تهدد صناعة السينما وتؤثر في مسيرتها، ما حدث مع فيلم «أفاتار» الذي بيع منه نحو 20 مليون نسخة مزورة بعد تصويره داخل إحدى دور السينما أثناء بداية عرضه. وبلغت خسائر حقوق الملكية الفكرية في روسيا 90 في المائة، وفي الصين 79 في المائة، فضلاً عن أن كثيرا من القنوات الفضائية تعرض أفلاماً دون الحصول على ترخيص بذلك. وأشاد أبوغزالة بالجهود التي تبذلها الإمارات في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية، والحد من القرصنة التي تحدث على بعض الأعمال الفنية عبر مصادرة أي أقراص مدمجة أو وسائط تكنولوجية تكون محملة بمواد فنية غير مصرح ببيعها أو تداولها في الأسواق من أصحابها، وهي في ذلك حققت سبقا كبيرا قياساً إلى غيرها من دول العالم، ومن هنا وجب التنويه على هذا الدور والإشادة به وحث باقي الدول العربية على اتباع هذا النهج والسير فيه من أجل حماية الملكية الفكرية للمبدعين. بعد إلقاء كلمته سأل الأديب الدكتور محمد المخزنجي عن حقوق المستخدمين للانترنت داعياً إلى ضرورة تخفيف حدة حماية حقوق الملكية الفكرية في دول العالم الثالث مراعاة لظروف بلدانهم الاقتصادية، كما تطالب إياد بوغلي المسؤول في الأمم المتحدة عن ضرورة تعريف الإبداع ومن هو المبدع الحقيقي، طارحاً سـؤالا يدور فحواه حول، هل الإبداع هو إيجاد الفكرة أو تطبيق الفكرة الموجودة؟ وهل تبدأ الملكية الفكرية منذ الفكرة أو منذ التطبيق؟ نار الإبداع أجاب أبوغزالة على هذه التساؤلات بقوله، يجب أن لا تكون حماية حقوق الملكية الفكرية حاجزاً أمام أي انسان ليستفيد منها وهو ما سبق أن نادى به في مؤتمر الدوحة قبل 12 عاماً، بضرورة منح الدول الفقيرة انتاج الدواء دون ترخيص، ولكن تم الاعتراض على ذلك انطلاقاً من أن الحماية هي حماية للمواطن نفسه، وأنه عندما نحمي المبدعين نحمي عملية الإبداع والتحديث في كافة المجالات. أي أن الهدف الأصلي من الحماية هو مصلحة المواطن العادي ويجب أن نأخذ النظرة من أساسها حتى تستمر عملية الإبداع والبحث العلمي، مستشهداً بالمقولة المعروفة « نار الإبداع لا تشتعل إلا بزيت حماية الملكية الفكرية». وعرّف أبوغزالة الإبداع بأنه » كل اختراع فيه حداثة»، مثال ذلك أن اليابان تخترع سنوياً 200 ألف اختراع، والمقصود هنا بالاختراع هو كل إضافة لها فائدة تجارية يمكن تطبيقها. عناصر العمل السينمائي تناول الخبير العالمي طلال أبوغزالة بالتفصيل حقوق الملكية الفكرية في السينما التي لابد أن تحمي كل عناصر الفيلم مثل السيناريو والقصة والموسيقى وغيرها من عناصر العمل السينمائي الذي يتكامل من أجل انجاز فيلم يليق بالمشاهد، منوهاً إلى أن المشكلة الأولى التي تعانيها السينما حالياً هي القرصنة التي أصبحت غاية في السهولة نتيجة التطور التكنولوجي، وإمكانية تصوير فيلم سينمائي كامل عبر هاتف محمول صغير الحجم من داخل أي دار عرض، وهذا بطبيعة الحال يسبب خسائر مادية باهظة للقائمين على صناعة الفيلم، تبلغ في الولايات المتحدة الأميركية وحدها نحو ستة مليارات دولار نتيجة لعمليات القرصنة تلك.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©