أين الرجولة؟

لقد اختلف معنى الرجولة في هذا الزمن·· فقد كان الرجل سابقاً شخصا تستطيع المرأة الاعتماد عليه وتأمنه على حياتها لأنها واثقة في أنها ستعيش في كنف رجل له كلمة مسموعة· يقدر المرأة، يخاف الله ويحافظ على زوجته وأولاده، لكن تطبع بعض الرجال في هذا الزمن بسلوكيات غريبة عن مجتمعنا لدرجة ظنوا فيها أنهم يستطيعون عمل أي شيء دون محاسبة، فالرجل رجل ولا يعيبه شيء· فهل معنى الرجولة أن يمد الزوج يده على زوجته ويضربها لأتفه الأسباب لمجرد أن يثبت قوته ورجولته؟ بصراحة هذا السلوك بعيد تماما عن الرجولة لأنها مبدأ ودين وليست سلوكا عنيفا· أنا لا أريد من خلال مقالي أن أبين أني ضد الرجال· بالعكس فهناك منهم نماذج مشرفة تستحق التقدير· ولكن فئة قليلة غير واعية ؟ ''خربت'' على الكثيرين· لذا لدي عدة أسئلة أود أن أطرحها على هذا النموذج من الرجال: أيها الرجل أقنعني بالسبب الذي يجعلك تمد يدك وتتلفظ بالألفاظ البذيئة في حق لأقرب الناس إليك؟ لماذا تحاول زرع الخوف والفتنة في قلوب عائلتك؟ ما الذي يجعلك تبحث عن السعادة مع الغير في الخارج ولك زوجة وأولاد ينتظرونك بالمنزل؟ لماذا لا تقبل من يمد لك يد المساعدة؟ لماذا لا تفهم عصرك وتعيش أفكاره وتحاول تصحيح الأشياء المغلوطة فيه بدلا من أن تطلب من غيرك العيش بأفكارك وميولك التي لا تمت للمجتمع والواقع بصلة؟ أيها الرجل·· إن الرجولة ليست مجرد كلمة ولكنها معنى عميق للتصرفات الإنسانية الحميدة · ففكر قبل الإقدام على أي شيء يدمر معنى هذا الشيء الجميل الذي يحفظ كيان العائلة والمجتمع· نجلاء عبدالله