الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرية التراثية تحتفي بالموروث الشعبي على كاسر الأمواج في أبوظبي

القرية التراثية تحتفي بالموروث الشعبي على كاسر الأمواج في أبوظبي
22 ابريل 2013 00:24
استقطبت القرية التراثية على مدى ثلاثة أيام جمهوراً من مختلف الفئات احتفاء بالموروث الشعبي الإماراتي في ضوء الاحتفال باليوم العالمي للتراث، برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، حيث امتلأت القرية عن آخرها عبر برنامج منظم اشتمل على إقامة فعاليات تراثية صميمة مثل عروض الصقارة ورحلة بحرية شائقة وألعاب شعبية مبهرة في جو مفعم بالفرح تلاقت فيه الجاليات العربية والأجنبية كافة. استمرت الأنشطة التراثية في جذب الأطفال والنساء والشباب وكبار السن بالحماس نفسه الذي بدأ به اليوم الأول للاحتفالات من 18 إلى 20 أبريل الجاري، في ظل الاحتفاء بمفردات الموروث الشعبي المحلي الذي تصدر المشهد بتفاصيله كاملة ما شجع أسراً بكاملها على زيارة القرية التراثية لمدة ثلاثة أيام متتالية للمشاركة في الفعاليات والأنشطة والاندماج وسط الأجواء التراثية المعبرة التي كانت في حقيقتها حلقة وصل بين الماضي والحاضر. أنشطة تراثية حول ختام المهرجان الرائع الذي أضفى على القرية التراثية أجواء من السعادة والبهجة التي لامست الجميع يقول مدير الفعاليات في القرية سعيد القبيسي: كنا على ثقة بأن البرنامج المكثف الذي أعددناه سوف يجذب الزوار، وقد أحس كل من حضر الاحتفالات التراثية بالاهتمام البالغ بإبراز التفاصيل الدقيقة في حياة الأجداد، فضلاً عن أن فئة منحت للمكان سحراً، خصوصاً أنهم ارتدوا الأزياء التراثية الإماراتية ونفذوا عبر ثلاثة أيام مجموعة من الأنشطة المحلية مثل الألعاب الشعبية والمشاركة في حلقات الرسم والتلوين وإعداد الأطعمة الشعبية المعروفة، ويشير إلى أن الرحلة البحرية أخذت زوار القرية التراثية إلى أجواء البحر، حيث استمتعت الكثير من الأسر من خلال وجودها في قلب المياه التي تحيط بالقرية، واستنشقت عبق التراث عبر رؤية المراكب القديمة وشباك الصيد والتعرف إلى البيئة البحرية الإماراتية في الماضي والحاضر، ويؤكد أن القرية أمتعت الزوار بالعديد الأنشطة الأخرى خاصة السوق الشعبي الذي مثل عامل جذب للحضور كافة على اختلاف جنسياتهم، حيث أُقيم خارج القرية وعلى طرفيها واكتظ بالمنتوجات التراثية التي تعبر عن حياة أهل الإمارات في الماضي، وحقق أصحاب المحال الصغيرة أرباحاً كبيرة من خلال عرض بضائعهم في هذا السوق، ويرى أن المهرجان حقق كل أهدافه، ونجح في عرض التراث المحلي بشكل يليق به، ومثل عنصر جذب عبر التفاعل معه، ونطمح في المرحلة المقبلة أن نقدم المزيد من الأنشطة التراثية التي تظهر الموروث الشعبي في أبهى حلة من خلال الرعاية الكريمة لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. كنز القناعة وضم مجلس الوالد حبثور محمد الرميثي العديد من زوار القرية التراثية من المواطنين، حيث يأتون للجلوس معه للاستفادة من معلوماته الثرية التي تتناول حياة الأجداد بصورة شفيفة، إذ إنه من الرواة الشعبيين الذين يحفظون التراث عبر نقله بطريقة شفاهية ممتعة، ويوضح أن الأعراس الإماراتية القديمة كان لها وقع خاص وأسلوب مختلف عن هذه الأيام رغم أن بعض العادات القديمة في الزواج لم تزل موجودة، لكن في الماضي كان المهر بسيطاً للغاية، إذ إن الآباء والأمهات كانوا يبحثون عن الرجل الذي يصون ابنتهم، دون النظر إلى وضعه المادي، فالناس جميعاً كانوا بسطاء والأواصر بينهم قوية. ويشير إلى أن الذي كان يصطاد سمكاً لا يبيعه، بل يأخذ حاجته منه ويوزعه على الجيران في جو من التراحم والمحبة والأخوة الصادقة، وكانت بيوتنا مبينة من سعف النخيل وتغطى بخيام في بعض الأحيان، وفي الصيف كان الناس يجلسون في البرجيل من أجل الشعور بالانتعاش والابتراد، ويذكر أن الحياة في الماضي كان لها طعم جميل رغم شظف العيش وصعوبة الحصول على المال، وكذلك قلة الموارد لكن أبناء جيلي استطاعوا أن يعيشوا بالمحبة فقهروا الصعاب، وتركوا كنزاً لا يفنى لأبناء الجيل لحالي وهو القناعة. توثيق التراث وأمام القرية التراثية، وقف مجموعة من الشباب المواطنين الجامعيين يتحدثون في أمور فنية وتقنية حول تصوير بعض المشاهد والأنشطة التراثية تتوسطهم كاميرا حديثة، وكان بادياً عليهم الحماس الشديد، إذ إنهم من دعاة الحفاظ على التراث المحلي وإظهاره بالشكل الذي يليق به، ومن بين هؤلاء الجامعيين المتحمسين إبراهيم الهمام الطالب في كليات التقنية العليا قسم الإعلام، الذي يورد أنه بمجرد علمه بأن القرية التراثية تحتضن احتفالات اليوم العالمي للتراث في ضوء الموروث الشعبي الإماراتي العريق، قرر هو وزملاؤه متابعة هذا الحدث وتوثيقه عبر الكاميرا، حيث إنهم، على حد قوله، يهدفون إلى إبراز المعالم التراثية بالدولة والأنشطة الشعبية عبر تحميلها، ومن ثم نشرها على «اليوتيوب» حتى يتعرف العالم أجمع إلى عظمة شعب الإمارات، ومدى تمسكه بتراثه الذي يمثل أعلى درجات الهوية الوطنية، ويذكر أنهم زاروا من قبل قلعة الجاهلي في العين، وأماكن متفرقة من الدولة وقاموا بتصويرها. قطع أثرية وبالنسبة للاحتفالات التي استمرت لمدة ثلاثة أيام في القرية التراثية بأبوظبي على كاسر الأمواج، يقول: دخلنا إلى المتحف الموجود بها، وصورنا القطع الأثرية القديمة والأدوات التي كان يستخدمها الأجداد في محيط حياتهم الطبيعية، فضلاً عن أننا انبهرنا بالأدوات الزراعية القديمة والبحرية أيضاً، ووجدنا دلة قهوة قديمة جداً، وهي من الأوزان الثقيلة التي لا توجد في الدلال الحديثة الخفيفة. ويتابع: ذهبنا إلى ركن الخيول والجمال والصقارة ووثقناه أيضاً، وكذلك الدكاكين الصغيرة التي يعرض بها نماذج للسفن القديمة وكيفية تصنيعها خاصة التي تستهوي الأطفال ويشير إلى أن زملاءه الذين يشاركونه في هذا العمل التوثيقي عبر الصورة هم محمد فاضل الشامسي، وناصر ضيغم الهاجري، وإسماعيل أحمد الزهر، ويؤكد أن أدوات التصوير كلفتهم 60 ألف درهم، وعلى الرغم من ذلك فهم يشعرون بسعادة بالغة؛ لأنهم يؤدون واجباً وطنياً نحو التراث المحلي الذي يعبر عن ماضي دولتهم الحبيبة. رحلة بحرية ممتعة بمجرد أن دعا الداعي وفود القرية التراثية إلى الانضمام للرحلة البحرية حتى سارعت العديد من الأسر إلى الركوب على متن المركب الكبيرة التي تسع إلى أعداداً كبيرة، والطريف أن المركب بأدوارها امتلأت بالركاب وجمعت فئات عدة خاصة الأطفال الذين استمتعوا بالأجواء المائية الصافية ومن بين الذين اعتلوا ظهر السفينة حمد المزروعي، (12 عاماً)، الذي يعرف برنامج الاحتفالات كاملاً، وقد حرص على المشاركة في المسيرة الشعبية التي تحركت في اليوم الأول بصحبة والده الذي يحرص على أن يجعله مرتبطاً دائماً بتراث الأجداد، ويشير إلى أن البيئة البحرية الإماراتية غاية في الثراء. ويضيف: أبي دائماً يحكى لي عن حياة البحر قديماً، وحين صعدت إلى السفينة ركزت في المياه الزرقاء التي منحتني شعوراً بالراحة والسكينة، وعبر هذه الرحلة الجميلة تأكدت أن البحر يمكن أن يمثل عامل جذب للسياح الذين يأتون من خارج الدولة، وأن مثل هذه الرحلات، التي حرص العديد من أبناء الجاليات الأجنبية والعربية على المشاركة فيها، تدفع الجميع إلى محاولة اكتشاف آفاق البحر وجماله في الإمارات. أم سعيد تغزل على نولها منذ 25 عاماً خمسة وعشرون عاماً قضتها أم سعيد في رحاب القرية التراثية في أبوظبي التابعة لنادي تراث الإمارات، وهي تغزل على نولها أشغالاً تراثية في غاية الروعة، وعلى الرغم من عمرها المديد إلا أنها لا تزال تعمل بهمة ونشاط وتستقبل النساء والأطفال والوفود السياحية في المشغل النسائي بكل ترحاب. وتقول: على هذا النول أغزل المفارش بأشكالها التراثية المحببة، والمفرش الواحد يأخذ مني 20 يوماً حتى أتمه بشكل متقن، كما أنني أغزل أيضاً ملابس شعبية قديمة هذه الملابس لها زبائنها من المواطنات ويقدرنها أيما تقدير ويطلبنها مني دائماً، وأنا أعتبر نفسي جزءاً من المكان، إذ إني قضيت به ربع قرن من الزمان، وأعتبر أيامي به من أجمل أيام عمري.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©