واشنطن (وكالات) - اعتبر خبراء أميركيون أمام الكونجرس في واشنطن أمس أن كوريا الشمالية قد تقوم “خلال الأشهر المقبلة” بتجربة نووية جديدة معتبرين أنه من العبث الركون للصين لمنع نظام بيونج يانج من القيام بهذه التجربة. فيما دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وريث الحكم الشيوعي في كوريا الشمالية إلى القيام بإصلاحات تدخل بلاده إلى القرن الحادي والعشرين.
وقال مايكل جرين من “مركز سنتر فور ستراتيجيك ستاديز” ومقره واشنطن “من غير المعقول أن لا نتوقع تجربة نووية خلال الأشهر المقبلة استناداً إلى ما جرى سابقاً”.
وكان جرين الذي تحدث أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، يشير إلى إطلاق صواريخ أعقبت تجارب نووية كورية شمالية في 2006 و2009. أما فريدريك فليتز وهو مسؤول سابق في “سي آي ايه” وفي وزارة الخارجية فاعتبر أن تجربة نووية قد “تحصل عندما تصبح كوريا الشمالية مستعدة تقنياً ولكن أيضا عندما تصبح مستعدة لتحمل العزل الذي سوف تتعرض له نتيجة ذلك”.
وقال “بصراحة، كل الرهانات مفتوحة مع هذا البلد”. ويترأس فليتز حالياً لجنة مستشارين في مجال الاستخبارات “لانجلاي انتليجانس جروب نتويرك”. وأضاف أن “تجربة صاروخ قد تشكل تهديداً أخطر لأنه قد يسقط في اليابان أو هاواي وكذلك تهديد الساحل الغربي الأميركي”. وبالنسبة لدور الصين، قال الخبراء إنه يجب النظر إلى هذا الدور بحذر. وقال سكوت سيندر وهو خبير في مجلس العلاقات الخارجية “من الواضح جداً أن الصينيين لهم مصلحة في دفع استقرار كوريا الشمالية ولكن يجب ألا نركن للصين لمواصلة مقاربتنا حول كوريا الشمالية”.
إلى ذلك، حثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الأول الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون على إطلاق اصلاحات في بلاده تتيح لها كما قالت كلينتون الدخول في التاريخ “والعمل على إدخال بلاده في القرن الواحد والعشرين”.
وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية “سي ان ان”، قالت كلينتون وكأنها تتوجه إلى كيم “أنت رجل شاب والمستقبل أمامك.. كن الزعيم الذي يدخل كوريا الشمالية في القرن الواحد والعشرين”. وأضافت “ثقف شعبك وافسح المجال أمام المتفوقين من الشعب الكوري الشمالي في التعبير عن آرائهم.. تخل عن هذا النظام الاقتصادي الفاشل الذي عمل على تجويع مواطنيك”. وقالت أيضاً “كن القائد الذي يتذكره الناس لألف عام بأنه وضع كوريا الشمالية على سكة الإصلاحات.. إن لديك الإمكانية للقيام بهذا الأمر”. وورث كيم جونج اون الذي يبلغ بالكاد ثلاثين عاماً السلطة بعد وفاة والده كيم جونج ايل في ديسمبر الماضي. وأعربت كلينتون عن أملها في عدم تبني الزعيم الكوري الشاب “السياسة الاستفزازية التي انتهجها والده”.
من جهة أخرى، أعلن مسؤول من وزارة الدفاع في سيؤول أمس أن كوريا الجنوبية نشرت صاروخ كروز جديدا، وسط التوترات المتزايدة مع جارتها الشمالية بعد محاولة بيونج يانج الفاشلة لإطلاق صاروخ مؤخراً.
وقال الميجور جنرال شين ون سيك للصحفيين في سيؤول إن الصاروخ محلي الصنع يبلغ مداه أكثر من ألف كيلو متر، ويمكنه أن يضرب مباشرة أي مكان في كوريا الشمالية”.
وتأتي الخطوة في حين تتصاعد التوترات على شبه الجزيرة الكورية بعد إخفاق كوريا الشمالية في محاولتها لإطلاق صاروخ يحمل قمرا اصطناعيا للمراقبة إلى الفضاء يوم الجمعة الماضي.
عدد اليوم
