أبوظبي (الاتحاد) - تمكّن صحفي هولندي شاب مع فريق مساعد له، وخلال أسبوعين فقط، من جمع أكثر من 1,3 مليون دولار كاكتتاب للقراء في موقع إخباري جديد يهتم بنوع جديد من الصحافة على شبكة الإنترنت.
وكان روب ويجينبيرج، رئيس تحرير سابق لصحيفة «إن آر سي.نكست»، يعتقد أن حظوظ إطلاق حملة جمع اشتراكات من آلاف القراء بقيمة 60 يورو سنويا ليتمكن من إطلاق موقع إخباري جديد لم يكن قد نشأ بعد، لا تتجاوز 50%. ولكن بعد أسبوع واحد فقط من عرض مشروعه الجديد في 18 فبراير الماضي عبر تلفزيون هولندا الوطني كان فريقه قد جمع نصف المبلغ المستهدف، حيث اشترك في موقعه المنتظر المسمى «دي كورسبندانت» (المراسل) نحو 15 ألف مشترك، وسدّدوا اشتراكاتهم عبر الإنترنت، التي وصل مجموعها في بلد صغير كهولندا إلى أكثر من مليون يورو.
ولاقى نجاح حملة «دي كورسبندانت» اهتماما واسعاً من قبل المهتمين بالإعلام حتى وراء الأطلسي حيث كتبت عدة تقارير عنها ملاحظة أن حملة جمع الاكتتاب للاشتراك في المنصة كانت لافتة، وقال ويجينبيرج «هذا النجاح يعود لسبب مهم جدا. لكنه سبب لم نعرفه بعد». وأضاف «نريد أن نكون قادرين على ابتكار شيء جديد واضح من البداية».
ويُنتظر أن تتبع المنصة الجديدة نهجاً جديداً يكسر النمط السائد في تغطية الأخبار حيث ستركز على السياق والظروف وليس على ما حصل من أحداث خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ويهتم بأجندة إخبارية من نوع جديد يحددها بشكل بطريقة ذاتية مراسلون أفراد، منهم من يتمتعون بشهرة في هولندا.
وذكر تقرير لمعهد نيومن لتعزيز الصحافة أن من هؤلاء المراسلين جيل برندت كورستيوس، وهو مراسل معروف في هولندا ببرامجه عن روسيا والهند، وسيكون عمله الأساسي في المنصة الجديدة «دراسة مكان ما في هولندا كل شهر. قد يكون هذا الموقع شهد أحداثا مؤخراً، ولكنه قد يكون أيضاً مكاناً لأشياء مهمة تحصل بوتيرة بطيئة لم تظهر في الأخبار السائدة، مثل خلو قرية في الريف الهولندي من السكان».
ويتعهد مؤسس المنصة بأنها لن تكون محكومة بأي أيديولوجية سياسية إنما فقط بأفكار صحفية طموحة.
ويرى جوريس ليونديجك، وهو مدوّن يكتب عن البنوك في موقع صحيفة الجارديان البريطانية، وسيكون مستشارا للمنصة الموعودة، أن هذا المشروع هو فرصة للتحرر من البصمة الوراثية للصحافة.
ويشار إلى أن المؤسس ويجينبيرج كان رئيسا لتحرير صحيفة صحيفة «إن آر سي.نكست»، التي تركز أكثر على الخلفيات والتحليل أكثر من الأخبار، ويبدو أنه اكتسب شهرة هناك، ولكنه ترك الصحيفة بعد خلافات مع الإدارة الجديدة للشركة المالكة. واصدر بعد ذلك كتابا عن الحالة الراهنة للإعلام الإخباري ضمّنه نقدا واسعاً لطرق تغطية الأخبار وخلفية فلسفية لمشروع منصته الجديدة.
وإلى جانب الإقبال الواسع الذي لاقاه هذا المشروع صدرت عدة تساؤلات في الصحف الوطنية عن قدرته على الاستمرار على هذا النحو من التمويل والنهج في المحتوى، كذلك انتقد البعض اعتماده على صحفيين من النخبة.
ولا يعتبر هذا المشروع سابقة من نوعه في ضوء ظاهرة متنامية في الغرب تعتمد على إطلاق مشاريع إخبارية مستقلة بتمويل متعدد المصادر من القراء، لكن فرادته تأتي من حجم نجاحه التمويلي في بلد صغير المساحة والسكان ومن طرحه نهجاً جديداً في معالجة المحتوى.
عدد اليوم
