الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجلات المعلوماتية في فرنسا بين خياري الاختفاء و التحّول نحو التكنولوجيا الجديدة

مجلات المعلوماتية في فرنسا بين خياري الاختفاء و التحّول نحو التكنولوجيا الجديدة
21 ابريل 2013 21:07
أبوظبي (الاتحاد) - بعد سنوات طويلة من الازدهار الذي رافق انتشار الجيل الأول من الحواسيب الفردية وبرمجياتها، تواجه الصحافة المتخصصة في الكمبيوتر مصيراً حاسماً فرض على بعضها الاحتجاب عن الصدور، فيما اختار البعض الآخر التكيف مع التحولات كما تفعل العديد من المجلات الفرنسية. دمج وتوسع قررت مجموعة «نكست راديو تي في» الإعلامية الفرنسية دمج اثنتين من أشهر هذه المجلات الأسبوعية في مجلة نصف شهرية واحدة أطلقتها في الرابع من أبريل الجاري مع توجه جديد في محتواها، وأسمتها «01 نت» ستتوجه لجمهور يهتم بالتكنولوجيا الجديدة والرفيعة. وبذلك اختفت مجلة «ميكرو ايبدو» الأسبوعية التي كان معدل توزيعها يصل في 2012 إلى نحو 104 آلاف نسخة، ومجلة «اورديناتور اندفيدويال» (الكمبيوتر الفردي). ويذكر أن المجموعة نفسها كانت أطلقت في 28 فبراير الماضي مجلة جديدة نصف شهرية هي «01 بيزنيس»، التي حلّت بدورها مكان المجلة الأسبوعية «01 انفورماتيك» وحددت لها هدفاً أوسع بحيث لم تعد مجلة المختصين في مجال المعلوماتية وإنما مجلة مديري وموجهي المؤسسات والمشاريع. وتجدر الإشارة إلى أن «نكست راديو تي في»، التي يرأس مجلس إدارتها ألن وييل، هي مجموعة ضخمة نشطت في هذا المجال المتخصص ولكن من ضمن أنشطة أخرى، حيث تملك عدة محطات راديو وتلفزيون إلى جانب بعض الصحف والمواقع المتخصصة في الاقتصاد والرياضة والتكنولوجيا الجديدة، ومنها، إضافة إلى المجلات موقع «01 إنترنت»، الذي أسميت المجلة الجديدة على اسمه. وتبلغ قيمتها الرأسمالية نحو 237 مليون يورو، فيما وصلت أعمالها التشغيلية إلى 115 مليون يورو في العام الماضي. وكانت أرقام التوزيع عن العام الماضي الصادرة عن مؤسسة التحقق من الانتشار (أو جي جي) أشارت إلى هبوط توزيع المجلات المختصة بالكمبيوتر والمعلوماتية عامة بنسبة 33%. ولاحظ تقرير نشرته صحيفة «لوموند» أن واجهات محلات ومؤسسات بيع الصحف لا زالت تمتلئ بمطبوعات تنتمي لهذه الفئة، إلا أنها من النوع الذي يتبع استراتيجيات تكلفة منخفضة، ونقلت عن المدير السابق المتخصص بمجال الإنترنت «01 إنترنت، تييري ديرويت، أنه باستثناء إصدارات «نكست راديو تي في» ومطبوعات محددة جدا مثل «لو انفرماتسيان» (المعلوماتي)، تعتبر الإصدارات الأخرى بمثابة دليل استخدام لهذا المنتج أو ذلك». في حين قال ايمانويل بارودي، ناشر مجلة «سي بي أس»، أن تجارة صحافة المعلوماتية تحتضر منذ سنوات، وباستثناء إصدارات مجموعة «نكست راديو تي في» فإن الناشطين الأساسيين في هذا القطاع اختفوا، سواء تعلق الأمر بمجلة «لوموند انفورماتيك»، التي كانت تصدرها مجموعة «ىي دي جي» الأميركية أو بمجلة «بي سي اكسبرت»، التي كانت تصدرها مجموعة زييف دافيس أو بمجلة «ويندوز نيوز» التي كانت تملكها مجموعة «مير7». تحول كبير تراهن مجلة «01 نت» الجديدة على توزيع 150 ألف نسخة حالياً ما يجعلها رائدة في مجالها على أن تتطور تدريجياً لتصل إلى 200 ألف نسخة، وفقا لرئيس المجموعة الناشرة، ألن وييل، وقال رئيس التحرير للمجلة جان-جويل جورفياز «نريد الخروج من صحافة المعلوماتية لصنع صحافة في مجال التكنولوجيا العالية». وكان جورفياز مسؤولا في مجموعة إعلامية أخرى هي «بريسما»، التي تصدر بدورها مجالة «كابيتال» التكنولوجية الشهرية المتخصصة، ويوضح أن «01 نت» ستتوجه أكثر نحو المعرفة والفضول في التكنولوجي». ويؤكد متابعون أن مثل هذا التحول يرتكز على أن المعلومات المفيدة والمهمة عن الكمبيوتر أصبحت متوافرة بكثيرة على الإنترنت، ولم يعد ثمة لزوم لمجلات متخصصة بعدما أصبحت ثقافة الكمبيوتر واسعة الانتشار، ليس على المستوى الفرنسي بل على المستوى العالمي كذلك. ومن تداعيات التراجع في الانتشار ما يؤكده البعض من أن بعض المتابعين أن معاناة صحافة المعلوماتية بدأت مع اختفاء المعلنين للجهات «المحلية «التي كانت تتولى شراء القطع وتجميع أجهزة الكمبيوتر. ويشير بارودي بهذا الشأن إلى أنه «من اللحظة التي بتنا نستطيع فيها شراء جهاز كمبيوتر فردي من عند مجمع كارفور، لم نعد بحاجة إلى مجمعي الكمبيوتر، الذين كانوا المعلنون الكبار لهذه المجلات». برامج كمبيوتر مغلّفة ويضيف «بعد ذلك لم تعد برامج الكمبيوتر المغلّفة في علب تُباع في محلات، بل اصبح تحميلها ممكناً عن بعد (أي عبر الشبكة). لقد ترك المعلنون الصحافة الورقية للذهاب إلى الإنترنت حيث تتم عملية الشراء الفعلية». كما أن المطبوعات التي كانت تختص بألعاب الكمبيوتر شهدت تطورا مماثلا. ويعتقد ديرويت أن «المعلوماتية كانت موضوعاً معقدا لزمن طويل، ولكنها أصبحت اليوم موجودة على الإنترنت. والقراء يهتمون بمواضيع أكثر اتساعا، مثل مستقبل الشبكات الاجتماعية»، رابطاً اختفاء صحافة الكمبيوتر بظاهرة اختفاء كمبيوتر المكتب الحاصلة الآن لمصلحة الأجهزة المحمولة، وداعياً إلى التغير لأن «حال الصحف هو هكذا، واحدة تعيش وأخرى تموت وصحافة المعلوماتية أصبحت مرحلة من الماضي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©