قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ان خطوة استحواذ بنك لويدز تي·اس·بي البريطاني على بنك اتش·بي·او·اس في صفقة قيمتها 12,2 مليار جنيه استرليني (21,7 مليار دولار) كانت ضرورية من أجل حماية النظام المصرفي والمستهلكين كما تعهد بتطهير النظام المصرفي في البلاد·
وأضاف براون ''اتخذنا القرار الصائب والحاسم والصعب والذي كان ضروريا لحماية استقرار النظام المالي وحماية المودعين وفعلنا ذلك مع نورثيرن روك لانه كان من الضروري جعل النظام المالي يمضي قدما في الوقت الراهن·''
وجاءت صفقة الشراء التي حظيت بدعم رئيس الوزراء البريطاني وسط مخاوف من سقوط ضحايا لاضرابات اسواق المال في بريطانيا·
وأدت ازمة الائتمان الى هزة طالت بعض المؤسسات المالية الدولية مؤخرا أعقبتها عدة خطوات في محاولة لانقاذ الموقف ومنها قيام بنك باركليز بشراء بعض اصول بنك ليمان براذرز وهو رابع اكبر بنك استثماري أميركي بعد إعلانه الافلاس وانهياره موجها ضربة قاصمة للنظام المالي العالمي·
كما تدخلت الخزانة الاميركية بتقديم خطة إنقاذ بقيمة 85 مليار دولار لمساعدة مجموعة ايه اي جي التي كانت يوما اكبر شركة تأمين في العالم على تفادي الإفلاس·
ومضى يقول ''الشيء الاهم هو تذكر ان النظام المالي في وضع أفضل لانه اكثر استقرارا وسوف نتعامل مع المشكلات التي نجمت عن هذا وبعض السلوك غير المسؤول الذي حدث· سنطهر النظام المالي حيث توجد مشكلات وسنواصل اتخاذ اي إجراء ضروري حتى يكون لدينا نظام مالي مستقر ونظام مصرفي سليم وشركات تقوم بأفضل ما في وسعها·'' وسيعرض لويدز 0,83 من أسهمه لكل سهم من أسهم اتش·بي·أو·اس بما يقدر قيمتها بمبلغ 232 بنسا بناء على سعر اغلاق لويدز يوم الاربعاء البالغ 279,75 بنس أي بعلاوة تبلغ 58 في المئة على سعر الاغلاق لسهم اتش·بي·أو·اس البالغ 147,1 بنس·
وقال لويدز إنه يتوقع أن تدعم الصفقة أرباحه السنوية بأكثر من مليار جنيه استرليني بحلول عام 2011 من خلال خفض النفقات وزيادة نصيب السهم من الارباح بنسبة تزيد على 20 في المئة سنويا· وقالت الحكومة إنها تعتزم تيسير اجراءات الموافقة على عملية الاستحواذ رغم أن المؤسسة الجديدة سيصبح نصيبها من سوق الرهون العقارية 28 في المئة وذلك لضمان استقرار النظام المالي البريطاني·
وتزايدت المخاوف بشأن مصير اتش·بي·أو·اس بعد انهيار بنك ليمان برازرز وبيع بنك ميريل لينش· وخارج مقر اتش·بي·أو·اس في لندن عبر العاملون عن غضبهم قائلين ان التكهنات هي التي أوقعت البنك في مشاكل· وقال أحد العاملين بالبنك ''كل هذه أزمة ثقة· مصرفنا مثل أي مصرف جيد كما تعرفون ولكن ما ان يقول شخص ان اتش بي او اس يواجه صعوبات تجد ان الجميع يحاول ركوب نفس العربة وسيكون من الصعب ايقاف تلك العربة عندما تتحرك في ذلك الاتجاه·''
ومن المتوقع ان تؤدي الصفقة الى خسارة الاف الوظائف· وبينما استبعد لويدز المزاعم القائلة ان نحو 40 الف وظيفة قد يتم الاستغناء عنها في اعقاب هذه الصفقة الا انه لم يستبعد اضطراره الى تقليص عدد الموظفين· وقالت إحدى الموظفات العاملات في البنك انها تحاول الا تبدو قلقة على مصير وظيفتها·
وأضافت ''سيكون رائعا· انا واثقة انه سيكون رائعا هذا ما سيتعين علينا القيام به· نعمل من اجل شركة عظيمة ونأمل ان تمضي قدما كشركة عظيمة ايضا·'' وتعد مجموعة اتش بي او اس اكبر كيان للإقراض العقاري في بريطانيا بنسبة عشرين بالمئة من السوق بينما يحتل لويدز المركز الرابع في هذا المجال بنسبة ثمانية بالمئة·
عدد اليوم
