الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورطة البحث عن باركينج وقت الإفطار

ورطة البحث عن باركينج وقت الإفطار
20 سبتمبر 2008 00:25
إيجاد موقف للسيارة قبيل موعد الإفطارمنذ بداية شهر رمضان، أمر في غاية الصعوبة ويكاد يكون مستحيلاً في معظم الأحياء السكنية· فالناس في بيوتها، والمواقف مكتظة بسيل من السيارات له أول وليس له آخر، ولا يحظى بمترين شاغرين من الشارع إلا صاحب الحظ · فوضى الاصطفاف إذا كان الوضع غير مستبعد مع تزايد أعداد السيارات وشدة الازدحام على مدار الساعة، إلا أن ما يدعو إلى الدهشة فعلا هو المشهد المتكرر في أكثر من حي· فهنا سيارة مركونة عند كوع خطر· وهناك سيارة تبرأ منها صاحبها اليائس وأوقفها فوق الرصيف· وهنالك أخرى متروكة بعرض الطريق تفتح المجال لأن تصطف خلفها سلسلة سيارات لا يأبه أصحابها بما يحدثونه بفعلتهم من ارتباك في حركة المرور· أما المضحك فهو إعراب السائقين عن استيائهم من فوضى الاصطفاف، مع أن معظمهم عندما يقعون في مثل هذه الورطة، يبحثون عن مواقف عشوائية من هذا النوع· تاكسي تقول أم داني، وهي تعمل خلال شهر رمضان حتى الخامسة عصراً: ''البحث عن ''باركينج'' هو أكثر ما يوترني لأنني أمضي يوميا أكثر من ساعة في الدوران حول البيت لعلني أجد مكانا أركن فيه· فالسيارات ازدادت في المنطقة بما يفوق التصور ولم يعد الأمر محتملا حتى أني أفكر فعليا في الذهاب الى العمل بالتاكسي· وهكذا أضمن أن أرجع الى بيتي باكرا وأتمكن من تحضير الطعام بهدوء''· الأمر نفسه بالنسبة إلى محمود فقيه المعروف عنه شدة عصبيته من قيادة السيارة أثناء الزحمة، فكيف يكون حاله عندما يتعذر عليه إيجاد موقف بسهولة؟ يخبرنا عن ردة فعله قائلا: ''أعوذ بالله من السيارات ومن قيادتها، فهي هم على القلب بما للكلمة من معنى· ولو أنني قادر عن الاستغناء عنها لما ركبت خلف المقود أبدا''· ويذكر أنه عندما اشترى سيارته من الوكالة قبل سنتين كان يهتم بها و''يدللها'' الى أن أصيب باليأس والاحباط من كثرة الخدشات التي تعرضت لها بفعل ضربات مجهولة من هنا وهناك· ''كنت أرتجف غيظا اذا ما تسبب أحدهم بايذاء صباغ سيارتي وهو يركن ملتصقا بي، لكني مع شهر الصوم أعذر الناس فعلا لأنهم مضطرين لركن سياراتهم في أي مكان والا فأين يفطرون؟ شيفرة أما الظاهرة الأكثر انتشارا ساعة الغروب خلال شهر الصوم، والتي باتت ''شيفرة'' بين سكان الحي الواحد، أن يركن أحدهم سيارته بشكل يعوق امكانية المرور على سيارة أخرى· ومنعا لحصول أي بلبلة يترك رقم تلفونه عند الزجاج الأمامي لسيارته، وينتج عن فعلته هذه خط طويل من السيارات المركونة على الشاكلة نفسها· وهذا ما يلجأ اليه أبو أياد الذي كان في البداية يرفض هذا السلوك ويعتبره استهتارا، الا أنه اقتنع بفاعليته مع غياب أي حل آخر· ''فأنا شخصيا وعندما أضطر، أركن خلف سيارة جاري وعند الثامنة موعد دوامه الليلي، أنزل من بيتي وأمرره· وهكذا أضمن لنفسي موقفا ''أبركن'' فيه وأوفر على أعصابي التوتر الذي يحدثه البحث عن موقف وقت الافطار''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©