الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التراحم يعزز تماسك الأمة

التراحم يعزز تماسك الأمة
20 سبتمبر 2008 00:25
يعتمد المجتمع الإسلامي في تماسكه على عدة سمات وخصائص من بينها، التراحم والمودة والرفق وحسن المعاملة، فالمسلم من صفاته أن يكون بشوشا عند اللقاء، يتواضع مع إخوانه وينكر ذاته بينهم، يتواصل معهم بما يشيع بين المؤمنين المحبة والتراحم ومساندة بعضهم بعضا عند الصعاب والشدائد· يوضح الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جمهورية مصر العربية أن هذه الخصائص وصف بها القرآن الكريم، الرسول والجماعة المؤمنة بقوله تعالى: ''محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم'' مؤكدا أن الملمح الإيمانى والطابع المجتمعى تنفرد به الجماعة المؤمنة من حيث إنها تأسست على كل ما يقوي البنيان وتتأزر به لبناته، بإشاعة المودة فى مجتمع المؤمنين والالتقاء على القيم والمعانى النبيلة على جميع المستويات فى المسجد والأسرة والمنتديات العلمية والمحاورات الفقهية· ودعا الفرد والجماعة فى مجتمع الإسلام إلى الالتفاف حولها تعاونا على البر والتقوى وتكافلا فى أمور المعايش دعما لوحدة الصف فى إطار منظومة متكاملة تقتدي بالرسول والرسالة، وتتعاون على الخير والتقوى وتنشد صالح الفرد والجماعة ورخاء الهيئة الاجتماعية بشكل عام· ويؤكد الدكتور الجندي أهمية القدوة والمثل فى ذلك حيث يقول: إن نموذج الرسالة والرسول هو القيمة العليا التي يصبو إليها الفرد والجماعة ويمثلها الفرد والمجتمع المسلم بحسبان الرسول القدوة والأسوة الحسنة بما أرساه من تعاليم ومبادئ أهمها اللين فى القول وحسن المعاشرة· ويضيف أن الله تعالى قد وصف علاقة الرسول بالمؤمنين ورحمته بهم وحرصه عليهم بقوله جل شأنه: ''فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر''· وقد بلغ الرفق والرحمة مداه في الشخصية المحمدية أن كانت غاية ومقصد الرسالة الإسلامية الرحمة والرفق بالناس، الذى عم الخليقة جمعاء، فيما جاء به البلاغ القرآنى: ''وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين'' · وقد التزم مجتمع الإسلام فى عصر الرسالة والراشدين هذه الخطى الربانية، وسار على هذا الدرب إلى أبلغ مدى، فإن كل مقومات التكافل المادى والمعنوى كانت متوافرة كما جاء فى تلك السلسلة المتكاملة لذلك النظام الربانى· وفي مقدمتها البشاشة عند اللقاء مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة ''تبسمك فى وجه أخيك صدقة'' وهو ما فعله ومارسه فى حياته· وتشمل عون المسلم للمسلم بما يقدر عليه ولو بأقل القليل، فقد روي أبوهريرة - رضى الله عنه- عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ''لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق·'' ويتجلى التراحم أيضا في التضامن فى توفير القوت عند المجاعة وهذا ما يراه الدكتور الجندي مستدلا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ''إن الأشعريين إذا أرملوا فى الغزو أو قل طعام عيالهم فى المدينة جمعوا ما عندهم فى إناء واحد واقتسموه فيما بينهم بالسوية، فهم منى وأنا منهم''· كما يتجلى في البذل والسماحة كقاعدة فى التعامل حتى في البيع والشراء، يقول - الرسول صلى الله عليه وسلم - ''رحم الله عبدا سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى سمحا إذا أقضى سمحا إذا اقتضى''· بهذا النموذج المعاشي درج المسلم على أن يتعامل فى المجتمع بأن يكون لبنة طيبة في الجماعة المسلمة، وقد فقه كل فرد أن هذا هو المجتمع الذي يتوخاه الإسلام ويرجوه لمجتمعه، ويضع الوسائل والآليات الضامنة لبلوغه ويجعل من غرس الوازع الديني ورقابة الضمير السبيل لتحقيقه· ينشر بالترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©