الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المتواكلون يخالفون منهج الإسلام

المتواكلون يخالفون منهج الإسلام
20 سبتمبر 2008 00:29
يحذر الإسلام من التواكل وعدم الأخذ بالأسباب، وينصح بالبعد عنه لأنه قائم على فهم خاطئ لقوانين الله تعالى في الكون من الربط بين الأسباب والمسببات، وفقا للدكتور شعبان إسماعيل - الأستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة· ويؤكد أن الإنسان الذي يسعى وينتشر في رحاب الأرض يرزقه الله - سبحانه وتعالى - ويكلل مساعيه بالنجاح والتوفيق، حتى ولو كان غير مسلم· ويضيف: اذا تأملنا آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجدنا ان التواكل يتناقض مع منهج الإسلام في الحث على العمل والأخذ بالأسباب يقول الله تعالى: ''وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون'' التوبة :الآية ،105 وجاء الامر بالتوكل على الله تعالى صريحا في قوله تعالى: ''وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين'' المائدة: الآية ،23 وقال تعالى: ''وعلى الله فليتوكل المتوكلون'' إبراهيم: الآية ·12 ولما كان المتوكلون محبوبين من الله تعالى،: ''ان الله يحب المتوكلين'' آل عمران ،159 فإن مفهوم المخالفة يفيد انه سبحانه لا يحب المتواكلين الذين يعطلون منهج الله تعالى في هذه الحياة· وقد أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ان المتوكلين يدخلون الجنة بغير حساب· وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - ان الطيور تتوكل على الله تعالى فتأخذ في الاسباب من البحث عن مصادر رزقها، فيقول - صلى الله عليه وسلم -: ''لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا''· والتوكل على الله تعالى معناه الاعتماد عليه سبحانه وتفويض الأمور كلها إليه، لأنه الكفيل بأمور عباده، والقادر على كل شيء، مع السعي في الأسباب التي أمر الله سبحانه وتعالى بها، وجرت بها العادة كاللّبْس لدفع الحر والبرد، والأكل والشرب لدفع الجوع والعطش، والنكاح لمن أراد الأبناء والحرث وإلقاء البذر لمن أراد الزرع، والغرس لمن أراد الشجر والثمر، وتناول الدواء لمن أراد الشفاء· وهذا كله يخالف مفهوم التواكل الذي يعني الكسل وعدم العمل، وإهمال الأخذ بالأسباب فقد روي أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - دخل المسجد في وقت الضحى، فوجد جماعة يجلسون في المسجد، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون، فقال: بل المتواكلون، وأمر بإخراجهم من المسجد، لأنهم خالفوا منهج الله تعالى في كونه، وعطلوا العمل بالأسباب، ولذلك قال أهل البصيرة: ان القلوب تتوكل والجوارح تعمل، فالتوكل صفة للقلوب، وليس صفة للجوارح· أما المتواكلون فقد عكسوا القضية، حيث فهموا أن التوكل من عمل الجوارح، فضلوا وأضلوا
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©