الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البشير (2)

البشير (2)
20 سبتمبر 2008 00:29
واسع النجدة عظيم النخوة، إذا نظر علماء الصرف حوافره والأرض التي يطوها وأرسانه قالوا: هذه (الشديدة) و(المهموسة) و(الرخوة)، ضخم الكفل وسيع النحر، يحر من ذهب لا يشبهه البحر، يجمع بسيره الشمل، ويحترس من غدر الأعداء لأنه يسمع من مسافة البريد دبيب النمل، فيجعل الحزم له شعاراً عند دفعه، وينضنض بلسانه نضنضة الثعبان، فكل حصان يحذر من لسعه، ما جذب راكبه عنانه، ولا أحسن هو على ظهره الكنانة، إلا علم أن اليوم يوم نزال، فلا يبرح حاضر الهمة ولا ينفك ولا يزال، يعرب صحيفة الميدان بالنقط والشكل فإذا هي منقوطة مشكولة، ويعبث بالجياد المطلقة فإذا هي عنده مقيدة مشكولة، إن سار فسيل يدب دبيبا، وإن عض لجامه فكأنه أسد قب بأنيابه قبيبا، نجيب يدور عليه من الحرب أرحا، أقرح لا تبلغ رتبته الفرس المسماة (القرحا)، ما له في الخيل يدل، يعرف المقصود ويبحث بحافوره فله إلهام وتفهيم وبحث عند علماء الجدل· إن صعد فنسيم وإن كان من الخيل، وإن انحدر فصخرة عظيمة من محل مرتفع حطها السيل، تراق دماء الأعداء منه بين الإلجام والإسراج· وتخاف الظباء سرعة انقضاضه عليها فإنه كالبراق ليلة المعراج، ذهبي اللون براق، ما سئم النظر إليه بل راق، وله غرة، هي في بياضها درة، كأن البدر مسح على وجهه فأثر فيه نورا، وكأن بياض السيوف لكثرة تجريدها أمامه أبدت لأشعتها على جبهته ظهورا، انتشرت غرته فهو أجهر، وحسنت خلقته فهو ييهر، ما هو إلا جواد لا تذكر عنده (سكاب) حار الطبع يأنف من تحريك العنان فما ظنك بضرب الركاب، ما لمس الركاب أديمه إلا طار، ولا حركت حكمته إلا تاه على وجهه في الأقطار، فتبارك خالقه لقد أكمل خلقه وأبدع وأودع فيه من أسرار المطهمات العتيقة ما أودع· تأمل من الصافنات (البشيرا) تجده لذي البغي فينا نذيرا صقيل الأديم حكى لونه لآلاته ذهباً أو حريراً لقد مد من فوقه متنه عليه من التبر برداً طريرا يمور فما ظنه من رآه من الذهب العين إلا غديرا ويسفر عن غرة ضوءها ينير فيحكي الصباح المنيرا غدا جبلا شامخا طرف من رآه يعود كليلا حسيرا يظن شماما إذا ما رسا بأطراف ميدانه أو ثبيرا إذا ما علا فوقه راكب غدا راقيا هضبة أو سريرا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©