الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالملك بن مروان وولداه

20 سبتمبر 2008 00:30
روى القيرواني في كتابه زهر الآداب أن جارية اشتهرت بالأدب وحفظ الشعر وروايته فلما بلغ عبدالملك خبرها أراد شراءها فرفض صاحبها كما رفضت هي وقالت ما لي وللخلافة؟ إلا أن عبدالملك لولعه بالآداب ضغط على صاحبها وأجزل له الثمن فاشتراها، وإذ حضرت مجلسه وكان بين يديه ولداه الوليد وسليمان وقد أخلاهما للمذاكرة فأقبل عليهما وقال للوليد: أي بيت شعر قالته العرب أمدح؟ قال: هو قول جرير في أمير المؤمنين: ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح فالتفت عبدالملك إلى ولده سليمان كاتماً رأيه في ذلك، فقال: بل أمدح منه وأحسن قول الأخطل: شمس العداوة حتى يستقاد لهم وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا فقالت الجارية: بل أمدح من ذلك كله بيت قاله حسان بن ثابت: يغشون حتى ما تهر كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل فأطرق عبدالملك ثم قال: فما أهجا بيت قالته العرب؟ قال الوليد: هو قول أعشى باهلة: بنو تيم قرارة كل لزم لكل مصب مائلة قرار قال سليمان بل أهجا منه قول جرير: فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا فقالت الجارية بل أهجا من ذلك كله قول الأخطل: قوم إذا استتبح الأضياف كلبهم قالوا لأمهم بولي على النار فأطرق عبدالملك ثم قال: أي بيت قالته العرب أشجع؟ فقال الوليد: هو قول عنترة العبسي: إذ يتقون بي الأسنة لم أخم عنها ولكن قد تضايق مقدمي فنظر عبدالملك إلى سليمان فقال: نعم عنترة العبسي ولكن في بيت غير هذا إذ يقول: وأنا المنية في المواطن كلها فالموت مني سابق الآجال فقالت الجارية بل أشجع من ذلك قول كعب بن مالك: نصل السيوف إذا قصرن بخطونا قدما ونلحقها إذا لم نلحق فقال عبدالملك للجارية: أحسنت وما نرى في الإحسان إليك شيئاً أبلغ من ردك إلى أهلك، ثم إنه أمر فأجمل كساءها وأحسن صلتها وعطاءها·· وردها إلى أهلها مكرمة ولم يسترجع مما دفعه لثمنها شيئاً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©