هالة الخياط (أبوظبي)
كشفت بلدية مدينة أبوظبي عن أنها ستطلق خلال الأشهر المقبلة مشروع تحسين سلامة الطرق حول المدارس في أبوظبي، ويأتي ضمن مشروع متكامل يهدف إلى رفع مستوى السلامة المرورية لشبكة الطرق في أبوظبي وضواحيها، حيث تستغرق مدة تنفيذ المشروع أكثر من 18 شهراً.
وأوضحت البلدية أن برنامج تطوير معايير السلامة المرورية لمناطق المدارس سوف يغطي ما يزيد على 90 مدرسة في أبوظبي، بما يوفر بيئة آمنة لعشرات الآلاف من طلاب المدارس وبتكلفة 66 مليون درهم.
وقالت البلدية لـ «الاتحاد»، إن مشروع تحسين السلامة على الطرق بصفة عامة، وسلامة المناطق المحيطة بالمدارس على وجه الخصوص، هو جزء من التزام دائرة الشؤون البلدية والنقل المستمر نحو تحسين مستوى السلامة لكل مستخدمي الطرق، مستهدفين في البداية أغلى شريحة في المجتمع وأكثرها عرضة للحوادث، ألا وهم الأطفال وطلبة المدارس على وجه العموم.
وأشارت البلدية إلى أن الهدف الرئيس من برنامج تحسين سلامة الطرق «سلامة المناطق المدرسية» يتمثل في تحسين معايير السلامة في شبكة الطرق التابعة للبلدية؛ وتحديداً المناطق المدرسية وتنفيذ التوصيات الخاصة بتحسين السلامة بالمناطق المدرسية، وتحسين السلامة لمستخدمي الطرق للمشاة وللسائقين، وتحسين معايير الانتقال وسلامة العبور بالنسبة للمشاة وراكبي الدراجات، وكذلك الحد من مخاطر الحوادث المرورية من أجل ضمان مستوى الحياة الأفضل لسكان أبوظبي في بيئة آمنة متضمنة أرقى معايير السلامة المرورية.
وأهابت البلدية بأولياء الأمور ومستخدمي الطرق بصفة عامة، وحول مناطق المدارس على وجه الخصوص، بالالتزام بمتطلبات السلامة المرورية والقوانين المرورية، مؤكدة أن تضافر جهود المجتمع مع الجهود المبذولة من قبل بلدية مدينة أبوظبي من شأنه تحقيق الغاية المطلوبة بما يرتقي بمدينة أبوظبي ضمن أرقى مدن العالم، وبما يحفظ الأرواح نحو بيئة آمنة خالية من الحوادث والوفيات، موضحة كذلك أنها تعمل جاهدة من أجل توفير أعلى مستويات الخدمات، بما يضمن جودة الحياة ورفاهيتها لجميع أفراد المجتمع.
وأوضحت البلدية أنها قامت بالتعاون مع دائرة الشؤون البلدية والنقل بإعداد دليل السلامة المرورية في مناطق المدارس، والذي كان حجر الأساس في وضع الدراسات وإجراءات السلامة المرورية، وأثمر العديد من النتائج الإيجابية بوضع معايير واشتراطات السلامة المرورية في مناطق المدارس، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر:
التزام الحافلات بتنزيل وصعود الطلاب من أرصفة ممهدة ومرتفعة على يمين الحافلة، حيث تقع بوابات الحافلات. وتصميم مواقف الحافلات ومناطق تنزيل الطلاب بما يضمن تجنب الرجوع الخلفي للحافلات عند التوقف في المواقف أو التحرك عند المغادرة. وفصل حركة الحافلات المدرسية عن مركبات الهيئة التدريسية ومركبات أولياء الأمور.
دراسة ميدانية
وأوضحت البلدية أن مشروع تحسين السلامة المرورية حول المدارس جاء نتيجة دراسة ميدانية مكثفة ومعمقة على يد خبراء السلامة المرورية في بلدية مدينة أبوظبي لتقييم مخاطر السلامة على طرق شبكة بلدية مدينة أبوظبي، حيث خلصت الدراسة إلى فرز أولويات محددة تشمل (مخاطر شديدة، متوسطة، منخفضة) لضمان أقصى قدر ممكن من السلامة لمستخدمي الطريق.
وقامت بلدية مدينة أبوظبي بعمل مشروع تقييم الطرق الداخلية من ناحية السلامة المرورية، وقد تم عمل دراسة عن مناطق المدارس والمشاكل المرورية في هذه المناطق، وعليه تم تطبيق محتوى تقارير مشروع تقييم السلامة المرورية في الطرق الداخلية وفقاً لما جاء في دراسة تحسين السلامة المرورية حول مناطق المدارس.
ومن العناصر التي تم النظر فيها، وفقاً للبلدية، نقاط عبور المشاة، تأمين ربط معابر وممرات المشاة، تغيير سرعة المنطقة، عمل مداخل للمنطقة ودهان الأسفلت باللون الأحمر وملمس أكثر خشونة، بحيث يرفع مستوى انتباه السائقين، ووضع لوحات مرورية تحذيرية تشير إلى دخول منطقة المدارس والعديد من الإضافات الأخرى التي تسهم في توفير بيئة عبور وانتقال آمنة لطلاب المدارس.
أربع مراحل
وأوضحت البلدية أن المشروع يمر في أربع مراحل بدأت بمرحلة جمع المعلومات، ومرحلة التقييم الاستراتيجي للخطر على شبكة الطرق، ومرحلة تدقيق سلامة الطرق، وأخيراً تصنيف الخطر في المنطقة حسب الأولويات، مشيرة إلى أن هناك عدداً كبيراً من المواقع، حيث توجد مجموعات من المدارس تحاذي شبكة الطرق، وإن سرعات المركبات العالية وطبيعة تصميم الطرق المؤدية إلى المدارس والازدحام المروري بسبب كثرة استخدام المركبات الخاصة في توصيل الطلاب، وعلى وجه الخصوص في المدارس الخاصة، مضافاً إليها عدم التزام بعض أولياء أمور الطلبة بمتطلبات السلامة وقلة وجود معابر المشاة في هذه المناطق، كل ذلك يؤدي إلى زيادة تعريض الطلاب والأطفال والمشاة لخطر الحوادث المرورية التي تكلف المجتمع الكثير من الآثار السلبية.
خطة عشرية للسلامة المرورية
تولي بلدية مدينة أبوظبي أهمية قصوى لمبادئ السلامة المرورية، فكانت وما تزال رائدة في هذا المجال ليس على المستويين المحلي والإقليمي فحسب، بل وعلى المستوى العالمي، حيث شاركت البلدية الأمم المتحدة في إعداد الخطة العشرية للسلامة المرورية تحت شعار (عشر سنوات من العمل من أجل السلامة على الطرق 2011 - 2020) والتي تهدف إلى تخفيض عدد وفيات حوادث السير حول العالم، مشيرة إلى أن مشاركتها ودعمها خطة الأمم المتحدة لسلامة الطرق تهدف إلى مواكبة كل الخطط العالمية والبرامج واللوائح المرورية والإجراءات الوقائية على المستوى المحلي للحد من وقوع الحوادث المرورية ومنعها، ضماناً لسلامة الإنسان وممتلكاته، وحفاظاً على أمن البلاد ومقوماته البشرية والاقتصادية.
ونوهت البلدية أنها أنجزت العديد من المبادرات التي تهدف إلى رفع مستويات السلامة المرورية والتي تخدم خطة الأمم المتحدة العشرية للسلامة المرورية 2011 - 2020، حيث قامت بعرضها عليهم من خلال التواصل بين المنظمة والبلدية، نذكر منها بعض المبادرات المهمة، وهي دليل تدقيق السلامة المرورية لمشاريع الطرق لإمارة أبوظبي، وتحضير دليل تهدئة السرعات، وتحضير دليل لأعمال التحويلات المرورية، وعمل تحديثات مستمرة لأدلة تصميم الطرق لتحسين معايير السلامة المرورية، اعتماداً على أفضل الممارسات العالمية.
عدد اليوم
