سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن تزويد مفتشيها الصيدليين في مطار وبريد أبوظبي والمنافذ الحدودية في مدينة العين ومطار دبي الدولي، بـ4 أجهزة تروسكان TruScan RM analyzer، التي تمكن خلال 7 ثوانٍ فقط من كشف الأدوية المزيفة أو متدنية الجودة التي تشكل خطراً على صحة أفراد المجتمع، لا سيما شريحة المرضى الذين يعانون الأمراض المزمنة والضعف الجنسي والقلب والأمراض السرطانية.
وكشفت الوزارة أن الأجهزة الأربعة تمثل الدفعة الأولى من خطة وضعتها الوزارة لتوفير هذا النوع من الأجهزة الذي يعد الأحدث عالمياً في مكافحة التزييف الدوائي، مشيرة إلى أنها أبلغت شركتين مصنعتين عالميتين لتزويد الوزارة بـ6 أجهزة أخرى قبل نهاية العام.
وقال الدكتور أمين حسين الأميري الوكيل المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص لـ«الاتحاد»: إن «الأجهزة الستة الجاري العمل على توفيرها ستستخدم مع مفتشي الوزارة المكلفين بالتفتيش على الصيدليات والمستودعات الدوائية، لنكون خلال العام الجاري غطينا أهم المنافذ الحدودية، وأيضاً القطاع الصيدلاني الداخلي».
خطة التزويد
وأضاف: «خلال العام المقبل 2018، سيتم عمل دراسة جديدة بالاحتياجات المستقبلية من أجهزة كشف الأدوية المزيفة، وتحديد أولوية الأماكن المراد استخدامها فيها، ومن ثم التنسيق والتعاون مع الشركات المصنعة لتوفير الأجهزة المطلوبة للوزارة، وفي الغالب سنركز العام المقبل على توفير هذه الأجهزة في جميع المنافذ بالدولة، التي يوجد فيها مفتشو الوزارة، والبالغ عددها 23 منفذاً برياً وجوياً وبحرياً».
ولفت الأميري إلى أنه تم تزويد الأجهزة التروسكان بأهم أنواع المجموعات الدوائية المراد التأكد من عدم تزييف المادة الفعالة بها، حيث ركز على الأدوية غالية الثمن أو أدوية الأمراض المزمنة أو الأمراض النادرة، مع التركيز على 3 أشكال من الأدوية وهي: الحبوب، البودرة، السوائل، والتي تمثل الغالبية العظمى من أشكال الأدوية المستعملة، مشيراً إلى أن الأدوية رخيصة الثمن مثل بخاخ الأنف أو قطرة العين أو الأدوية المجودة في عبوات بلاستيكية لم يتم تزويد الأجهزة بالمادة الفعالة لها، أما لكونها لا تغش لانخفاض سعرها، أو أنه يصعب قراءتها من قبل الجهاز مثل العبوات البلاستيكية.
وذكر الأميري أن أجهزة التروسكان لكشف الغش الدوائي، مزودة بمعلومات عن كل صنف دوائي من حيث المادة الفعالة والمكونات الدوائية، ولذلك يستطيع الجهاز التعرف على الدواء رغم اختلاف الجرعات، ومن ثم يمكن التمييز بين ما هو أصلي أو مغشوش، منوهاً بأن أي صنف دوائي جديد سيتم تسجيله بالدولة وتداوله بالسوق الدوائي، ممن ينطبق عليه المعايير المحددة، سيتم تزويد الأجهزة به لينضم إلى قائمة الأدوية المراد الكشف عن مأمونيتها.
وأفاد بأن توفير أجهزة الكشف عن الأدوية المزيفة، يأتي في إطار حرصها الدائم على توفير تغطية صحية شاملة وحماية مجتمعية لكل الأفراد، وذلك من خلال مساعدة فرق التفتيش عن الأدوية في اتخاذ قرارات سريعة بشأن الإفراج عن الشحنات في وقت سريع في مختلف المنافذ الحدودية على مستوى الدولة، مشيراً إلى أن الدولة عكفت مع مطلع ظاهرة الأدوية المغشوشة إلى وضع التدابير الوقائية لمنعها والحد منها من خلال إنشاء مختبر ضبط الجودة النوعية والأبحاث للمنتجات الطبية والصحية وتجهيزه بأحدث الأجهزة.
مميزات الجهاز
وأشار الأميري إلى أن آلية عمل الجهاز تعتمد على انبعاث شعاع ليزر عند طول موجي معين للحصول على بصمة محددة لكل مركب كيميائي أو مستحضر صيدلاني وتخزينها في قاعدة بيانات الجهاز لاستخدامها في التأكد من العينات تحت الفحص. ويتميز جهاز تروسكان بأنه سهل الحمل والتنقل (لا يزيد وزنه عن 900 جرام) وسهل الاستخدام ويعتمد على أشعة رامان عالية الانتقاء ويعطي النتيجة في خلال ثوانٍ معدودة.
وأكد أن الوزارة وضعت برنامج عمل لتفعيل استخدام الجهاز من خلال تنظيم ورش تدريبية للمفتشين وإنشاء قاعدة بيانات تحتوي على جميع الأدوية المتاحة المسجلة بالدولة من أدوية بيطرية وبشرية وتحديث قاعدة البيانات لكل منتج جديد تم تسجيله.
وعزا الأميري اعتماد الوزارة على أجهزة التروسكان تحديداً إلى استخدام الجهاز في العديد من المنظمات العالمية مثل منظمة الغذاء والدواء الأميركية FDA ووكالة الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية ببريطانيا MHRA وفي العديد من الشركات الدوائية العالمية.
عدد اليوم
