الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعديل النظام الغذائي يسهم في التعايش مع ضغط الدم المرتفع

تعديل النظام الغذائي يسهم في التعايش مع ضغط الدم المرتفع
21 ابريل 2012
ضغط الدم هو الضغط الذي يبذله الدم على جدار الأوعية الدموية سواء كانت شرايين أو أوردة أو شعيرات دموية، وكلما زاد معدل ضربات القلب كلما زاد ضغط الدم، ويؤكد الأطباء أن مرض ضغط الدم يعتبر من أكثر الأمراض العصرية الصامتة، حيث يشكل مرضى الضغط شريحة كبيرة من المرضى على مستوى الوطن العربي والعالم، فلا يخلو بيت أو أسرة من المرض الذي يؤثر سلبا على حياة الإنسان. وضغط الدم مرض يحتاج إلى تغذية خاصة تؤمن للمصاب به حياة طبيعية. (الشارقة) - يعد تغيير النظام الغذائي عبر تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات الطازجة وتجنب الدهون الحيوانية خاصة الموجودة في اللبن كامل الدسم وجميع منتجاته، أمرا مهما بالنسبة لمرضى الضغط، فقد بينت دراسة حديثة أن تغيير نوعية الغذاء وتناول وجبات غنية بالفاكهة والخضراوات وقليلة الدهون الحيوانية ومنتجات يؤدي إلى خفض ضغط الدم في غضون أسابيع، ومن الملاحظ إن هذا التغيير في النظام الغذائي يؤدي إلى خفض ضغط الدم بدون أي تغيير يذكر في كمية ملح الطعام أو في الوزن، شريطة أن يكون الغذاء غنيا بأملاح البوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم والألياف، كما تحتوي هذه النوعية من الغذاء على كميات معتدلة من البروتينيات وكميات قليلة من الكوليسترول والدهون وبخاصة الدهون المشبعة. الحياة العصرية في هذا السياق، يؤكد الدكتور علي عبد التواب، زميل أبحاث الأكاديمية الطبية البريطانية ومؤلف كتاب “العلاج الغذائي لمرضى والقلب وضغط الدم”، أن نسبة ارتفاع ضغط الدم يرافق التوتر المرتفع عند الإنسان مع زيادة وطأة القلق والتوتر في الحياة العصرية، وخاصة في المدن بسبب ذات الازدحام السكاني ومشاكل النقل وسوء التغذية وتلوث البيئة ومشكلات الحياة المختلفة، فعلى أقل تقدير فإن شخصا واحدا من بين كل عشرين شخصا يعاني من ارتفاع ضغط الدم، ويحتاج إلى علاج، ونصف من يعانون من هذا المرض لا يعرفون أن ضغطهم مرتفع ويحتاجون إلى علاج، كما أن نصف الذين يعلمون بوجود مرضهم لا يتلقون العلاج اللازم له، ولذلك ينصح عامة الناس بقياس ضغط الدم لديهم كل ستة أشهر، وخاصة بعد تجاوز سن الثلاثين من العمر، أو في حالات زيادة الوزن، أو في حالات توارث المرض بين أفراد العائلة الواحدة. ويضيف “عندما يتعلق الأمر بارتفاع الضغط تعد الوقاية خير من العلاج، أما بالنسبة للمصابين بالمرض فيجب عليهم التعايش مع المرض بالالتزام بنظام غذائي خاص، كما يجب على المريض بالضغط الالتزام ببرنامج رياضي مناسب أو ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي، مع ضرورة الابتعاد عن التوتر والعصبية الزائدة، وتلافي مسببات الضغوط المختلفة التي تتسم بها الحياة العصرية، إلى جانب تنمية الوازع الديني الذي يوفر الشعور بالاستقرار النفسي والعائلي، حيث أن الارتفاع المزمن لضغط الدم إذا لم يعالج يؤدى إلى ذبحات الصدر، وذبحات القلب ونزيف المخ وفشل وانفجار القلب والفشل الكلوي الحاد وتمزق وتليف شبكية العين. انقباضي وانبساطي ضغط الدم هو قوة دفع الدم لجدران الأوعية الدموية التي ينتقل خلالها أثناء تغذيته لكافة أنسجة الجسم وأعضائه فيما يعرف بالدورة الدموية، وتبدأ الدورة الدموية مع انقباض عضلة القلب ليدفع بقوة كل محتوياته من الدم فتنتقل بدورها من القلب إلى الشريان الأبهر، أضخم شرايين جسم الإنسان ومنه إلى بقية شرايين الجسم، ثم ينبسط القلب ليسمح بامتلائه بكمية جديدة من الدم لينقبض من جديد دافعا بشحنة جديدة إلى الشريان الأبهر مرة أخرى وهكذا دواليك، وتبين إحصاءات طبية الأهمية الكبرى للحفاظ على ضغط الدم بحيث يكون في المتوسط 115/75 مليمتر زئبق، وأن زيادته عن هذا الحد تؤدي إلى إجهاد القلب والكلى، وقد يؤدي ارتفاعه إلى سكتة دماغية أو العقم يسبب المبكر عند الرجال. ويتميز الشريان الأبهر بالمرونة فعندما يندفع الدم القادم من القلب يحدث ضغطا قويا على جدران الشريان تتسبب في تمدده جانبيا، وأثناء الانبساط القلبي يستعيد الشريان وضعه الطبيعي فيضغط على الدم الذي يحتويه متسببا في اندفاعه، وبذلك يستمر الدم في الجريان أثناء الانبساط، ويسمى ضغط الدم أثناء انقباض القلب بالضغط الانقباضي وفي حالة الانبساط يسمى الضغط الانبساطي، ودائما ما يكون الضغط الانقباضي أعلى من قيمة الضغط الانبساطي، وعند قياس ضغط الدم تكتب القراءة على هيئة كسر، على سبيل المثال 120/80 حيث قيمة الضغط الانقباضي هي العليا وقيمة الانبساطي هي السفلى. وحدة القياس يقاس ضغط الدم عادة بوحدة تسمى مليمتر زئبق في حالة الاسترخاء (أي يكون الإنسان ساكنا مستريحا)، حيث يتراوح القياس الطبيعي لضغط الدم الانقباضي للبالغ متوسط العمر بين 90 و140 مليمتر زئيق أما الانبساطي فيتراوح بين 60 و90 ملم زئبق، أي أن المتوسط 120 ملم زئبق انقباضي و80 ملم زئبق انبساطي زئبق، وتقرأ 120/80 مليمتر زئبق، فيما يسميه عامة الناس 120 فوق 80 أو 120 على 80 مليمتر زئبق، ولقياس ضغط الدم يستخدم الجهاز الإلكتروني في المنزل أو الجهاز اليدوي في عيادة الطبيب وهو يعرف بجهاز قياس الضغط الزئبقي وهو الأدق غالبا. ودلت التجارب العلمية والدراسات الميدانية المختلفة على فاعلية طرق مختلفة ذات فاعلية واضحة في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وهي كالتالي: ? التخلص من الوزن الزائد. ? الإقلال من الملح (الصوديوم) في الطعام. ? الإقلال من تناول الكحوليات. ? بذل المجهود العضلي والجسماني المنتظم. ? تغيير النظام الغذائي عبر الإكثار من الفواكه والخضراوات وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون وخاصة منتجات الألبان. وبالإضافة إلى الطرق السابقة توجد وسائل أخرى ولكنها اقل فاعلية أو لم تثبت التجارب العملية فائدتها بصورة قاطعة وهي تشمل معالجة التوتر والقلب العصبي، وزيادة عنصر البوتاسيوم في الطعام، وتناول زيت السمك وأملاح الكالسيوم وأملاح الماغنسيوم، وزيادة كميات الألياف في الطعام. وتدل الأبحاث أن هناك بعض الأفراد أكثر تأثرا من غيرهم بملح الطعام حيث تزداد لديهم حساسية ضغط الدم للملح، فيرتفع وينخفض ضغط دمهم بدرجات كبيرة مع تغير كمية الملح في الطعام، وهذه المجموعة تشمل المسنين والأفراد ذوي البشرة السوداء ومرضى السكر. وقد ثبت أن مجرد عدم إضافة ملح الطعام على المائدة قد تؤدي إلى إنقاص الضغط (الديستولي) 7 مم زئبق، ويجب مراعاة أن المصدر الرئيس للملح في الطعام يوجد في المعلبات والأغذية المحفوظة والمجمدة والمأكولات الجاهزة سريعة الإعداد خارج المنزل مثل البيتزا والأجبان والأطعمة المدخنة. أهمية الاسترخاء والاستجمام تؤدي الانفعالات النفسية الحادة خلال النقاشات العنيفة والغضب الزائد والخوف والمواجهة المثيرة إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم نتيجة لزيادة هرمونات الأدرينالين والكورتيزون والالدوستيرون وغيرها في الدم ولذلك ليس من المستغرب أن يؤدي القلق النفسي والتوتر العصبي المزمن إلى ارتفاع ضغط الدم على المدى البعيد، وقد أثبتت الدراسات الحديثة وجود علاقة ما بين التوتر الزائد في العمل وارتفاع ضغط الدم، حيث وجد أن الأفراد المعرضيين للضغوط النفسية الزائدة والتوتر والقلق أثناء العمل تنقصهم القدرة على اتخاذ القرار أو التحكم في ظروف العمل فيكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم عن غيرهم، كما أثبتت الدراسات أن أصحب المستويات المتدنية من التعليم وانخفاض المستوى الاجتماعي والمادي هم أكثر عرضة للضغوط النفسية وارتفاع الضغط، ولذلك اتجهت الأبحاث لمعرفة تأثير الاسترخاء والتأمل ومحاربة القلق والتوتر على مستوى ضغط الدم ومنع ارتفاعه، وجاءت نتيجة الدراسات متعارضة فبعضها أثبت فاعلية هذا النوع من العلاج في خفض ضغط الدم والبعض الآخر لم يأت بنتائج مؤكدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©