الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفاشينيستا... منى واصف

2 يوليو 2017 00:48
هي... عندما يتردد اسمها في أروقة الصحافة والإعلام يجن جنوني وأقف عاجزاً أمام تاريخها المرصع بالمجد، إنها نموذج للمرأة الثائرة، للأنثى المتميزة التي اتخذت من ثقافة الإبداع دستوراً لمسيرتها، فأبي العظيم كان يعشقها وأنا على طريقه سائر بداية باليسار وصولاً إليها وما بينهما قمم شاهقة من القيم والمبادئ والمفاهيم الفكرية والفلسفية ملامحها الثورية تفيض بالخفايا والأسرار تحمل في جانب سحر وبهاء صوفيا لورين ونعومة وأناقة كلوديا كاردينالي في الجانب الآخر، ولطالما امتزجت هاتان الشخصيتان فيها، فصورتها لم تتغير هي ذاتها منذ مرحلة صباها إلى يومنا هذا فرغم الفارق الزمني الكبير بين الحالتين لكنها ما زالت صامدة وشامخة كزهرة جبلية جذورها عميقة. منى واصف التي اشتهرت في بداياتها عبر فيلم «الرسالة» الشهير، والذي تقمصت فيه دور هند بنت عتبة، فالملايين شاهدوها وهي تؤدي هذه الشخصية التاريخية، فإتقانها للدور الموكل لها شكلاً ومضموناً ونطقها السليم للكلمات كان مثالياً، والتزامها بتأدية الشخصية بأسلوب تجريدي مقنع كان سبباً رئيسياً في شهرتها واكتساح نجوميتها بوابة عالم الفن السابع. وتوالت نجاحاتها في أدوارها اللاحقة، وهذا ما جعل ترتيبها الفني في حركة تصاعدية مستمرة، فالشيء الذي يميز بينها وبين العديد من الممثلات من بني جلدتها في تلك الحقبة وما تلتها من حقب أخرى، أنها انفردت بأسلوب فني رفيع المستوى، حيث إن معظم أدوارها الدارمية في التلفزيون والسينما أسست مفهوماً فكرياً جديداً لشخصية الفنانة المخضرمة التي عاشت أجيالاً متعاقبة ومتلاحقة، فعنصرا التوازن والدقة كانا حاضرين في شخصياتها، فالمشاهد لم ير تصنعاً أو زيفاً في ارتدائها ثوب الشخصية حيث صنعت حالة من التوازن بين واقعها الملموس وبين الحدث الذي سيبني مشاهده أمام العدسة، إضافة إلى سيولة ومرونة تأديتها للحركات والإيماءات والانحناءات التي ترتسم على ملامحها، والتي تسببها الحالة الفنية التي تعيشها حيث إنها تزول وتذوب تلقائياً في الشخصية الحية والحقيقية التي تقوم بها، فالفنان المثابر والنشيط والجدي هو الذي يروض كل أجزاء جسده ليحتوي المشهد كلياً وليس جزئياً، فالممثلة القديرة (الفاشينيستا) منى واصف، جمعت العديد من الشخصيات تحت عباءتها، لذا من السهولة أن تجسد ما هو أصعب وأشد تعقيداً من ناحية السرد الدرامي في التلفزيون والمسرح والسينما، وهذا يظهر بواقعية في شخصيتها الحالية في مسلسل الهيبة، والتي تقوم فيه بتأدية دور الأم التي تمتد جذورها لإحدى أعرق عوائل الشام، والتي تزوجت من أحد الكبار الذين يملكون نفوذاً واسعاً في إحدى مناطق الريف اللبناني وتدير شؤون عائلة لها صيتها من ناحية السلطة والمال، هنا يمكن القول إن شخصيتها الحالية في هذا العمل الدرامي الضخم ما هي إلا امتداد لمسيرة طويلة من العطاء الفني، فهي تجسد مرحلة متطورة في تقمصها، وهذا لم يصل إليه أي فنان أو فنانة أخرى على مستوى الوطن العربي سوى القلائل منهم وصلوا لهذه المرحلة كالزعيم عادل إمام، فالملحمية أولى صفات دورها وتليها مفاهيم الرقي والكبرياء، ومن ثم تتخذ الصورة منحى آخر لتصل إلى السرد الأسطوري لحكاية وقصة حاكت خيوطها من وهج النص الحر. فأم جبل، كما يطلق عليها البعض أم الأصول، أو أم الدراما السورية وغيرها من الألقاب ما هي إلا علامات لنجاحها وتألقها فرغم انفراد الشيخوخة بالرسم فوق ملامحها لكنها ما زالت فتية تغازل عنفوان الذاكرة التلفزيونية والسينمائية. الفاشينيستا... لقب المرأة الأنيقة التي تهتم بالموضة وآخر صيحاتها.. إيفان زيباري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©