الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السوق المركزي» في حلته الجديدة يطرق أبواب التطور المعماري من أعلى مستوى

«السوق المركزي» في حلته الجديدة يطرق أبواب التطور المعماري من أعلى مستوى
29 يونيو 2010 19:38
أيام قليلة تفصلنا عن إفتتاح السوق المركزي في حلته الجديدة. هذا المعلم البارز الذي لم يغير موقعه الاستراتيجي في قلب العاصمة سوف يرتبط قريباً بمدينة أبوظبي كارتباط “الشانزليزيه” بمدينة باريس، و”فيفث أفينيو” بمدينة نيويورك. وهذا الصرح السياحي العتيق المتجدد، هو مكان راسخ في ذاكرة كل من عايشوا بدايات مفهوم التسوق في العاصمة. وهو المشهد الحيوي الذي كان يشكل نبض الشارع بناسه وبضائعه على مدى 40 عاماً. ينفض عنه اليوم غبار الماضي ويعود بواقع يطرق أبواب التطور المعماري من أعلى مستوياته. عودة السوق بحركة الباعة والمارة والمشترين حدث ينتظره الكثيرون منذ سنوات. وكلهم أمل بأن يتلمسوا فيه تلك المفردات العتيقة التي أحبوها، ويشتمُّوا منه رائحة البخور والعطور والعصائر وأصناف الحلوى. وإن كانت تلك مجرد صور في البال تحضر بشريط الذكريات الذي يحتفظ به كل من اعتاد التجول بين هاتيك الأزقة الضاجة بالحياة. ولأن هذه المنطقة تتمتع بأهمية خاصة في تاريخ المدينة، حيث عرفت كمركز تجاري ظل يستقطب السكان والسياح طويلاً، لم يكن من السهل الحفاظ على النمط التقليدي للسوق، وفي الوقت نفسه مواكبة التطور العمراني وفق آخر خطوط الحداثة. ومن هنا كانت عمليات التخطيط والمتابعة والإنجاز والإشراف في منتهى الدقة. وانطلاقاً من ذلك الرصيد التاريخي الحافل بالأحداث، نشأ المشروع ليرتقي بمفهوم التسوق إلى آفاق عالية واستثنائية في مجمل العالم العربي. وجاءت تصاميمه بمواصفات تراعي لمسات الأصالة في فنون الزخرفة والعمارة العربية. أسقف وأروقة وأبراج في مشهد يجمع أشعة الشمس من الثقوب وهي تتسلل عبر الأسقف الخشبية، تعود إلى الأذهان صورة السوق القديم. أيام كان نور الصباح ينشر بقعة الضوء على المتاجر المصنوعة بمعظمها من الخشب.”السوق الجديد” سيكون بلا منازع مركزاً حيوياً في العاصمة لاستقطاب السياح، ومعلماً تراثياً بارزاً للمدينة. عند التجوال في الأروقة الواسعة التي تزينها الأشجار والإنارة الطبيعية، أول ما يلفت النظر في السوق تلك الأبراج الثلاثة التي يضمها وترسم أبرز ملامحه. هنا يقع برج “دومين” السكني، وهو أطول برج في أبوظبي يبلغ إرتفاعه 382 متراً يتمتع بإطلالات رائعة ويضم 591 شقة فاخرة موزعة على 88 طابقاً، وشققاً فاخرة تتألف من غرفة واحدة حتى 4 غرف. وفيه الكثير من مرافق الترفيه ومواقف السيارات الفسيحة، ويتصل مباشرة بمركز التسوق “إمبوريوم”. وفي الجوار برج المكاتب “ترست تاور” المؤلف من 59 طابقاً والذي يوفر حوالي 72 ألف متر مربع من المرافق المكتبية الراقية، بحيث يشكل أكبر مبنى تجاري في العاصمة ويبلغ ارتفاعه 279 متراً. يقع البرج في الناحية الجنوبية من السوق المركزي وفي قلب الحي التجاري لأبوظبي. وهو تحفة معمارية من الفئة الممتازة يتيح للمستأجرين وعملائهم الاستفادة من الخدمات المميزة المتوفرة بما فيها تشكيلة المطاعم والشقق السكنية والفندقية والمواقف الآمنة. ومما يشجع على الاستثمار فيه سعته بحيث تبلغ مساحة الطابق الواحد 1375 متراً مربعا بواقع 4 أقسام لكل طابق. أما البرج الثالث فيضم فندقاً بتصنيف 5 نجوم ارتفاعه 255 مترا، ويتألف من 58 طابقاً تضم 279 غرفة و132 شقة فندقية. يتميز الفندق بالأناقة، ويضم مجموعة من الأجنحة والشقق الفندقية الراقية والكثير من المرافق والمطاعم وفق أعلى المعايير. ويوجد في أسفله مركز للتسوق يتيح للضيوف الاختيار من أفضل محال الأزياء والتصاميم الراقية في المدينة. وكذلك الاستمتاع بوجهات الضيافة والجلسات المفتوحة على الهواء الطلق والمقامة عند حدائق السطوح. أزياء وسينما حتى يكتمل المشهد السياحي للمنطقة، يقع على مسافة قريبة فندق آخر بتصنيف 4 نجوم يضم 195 غرفة تكشف الواجهة البحرية. يستقبل السياح ورجال الأعمال، ويتصل كذلك بمركز التسوق “إمبوريوم” ويقع بجوار “السوق الجديد”. مما يتيح للنزلاء فرصة التسوق والاختيار من تشكيلة التحف العربية التقليدية. وهو قريب من “ترست تاور” مقصد رجال الأعمال. ومن الداخل يطل مبنى “إمبوريوم” الذي يمثل وجهة عالمية للتسوق وواجهة رئيسية للموضة والأزياء في أبوظبي. وهنا يجد الزائرون أشهر العلامات التجارية ومستلزمات الحياة الحديثة، موزعة في 150 متجراً مصممة بأسلوب فريد لا يشبه المعتاد في مفهوم هندسة المحال.? ومثلما يتميز السوق المركزي بتصميمه الفريد، يتميز مجمع التسوق “إمبوريوم” بمجموعة من المحال الراقية وأشهر الماركات العالمية في مجال الموضة. وسوف يكون مقراً لعدد من الأسماء التجارية الشهيرة، ومن بينها أول فرع في الشرق الأوسط لمتجر “هاوس أوف فريزر”. ونخبة من المطاعم الراقية والكثير من وسائل الترفيه، وبينها 8 صالات للسينما. حدائق الأسطح نتابع الخوض في تفاصيل “السوق الجديد” لنتعرف عليه أكثر. فهو يتألف من 250 متجراً تمتد على مساحة 14795 متراً مربعاً موزعة على 3 طوابق. ويضم عند جنباته صالة رياضية وبركة سباحة، وأكثر من 20 مطعماً، إضافة إلى النوادي. وكذلك مرافق الضيافة التي تضعه في الصدارة، ولاسيما تلك المقاهي الخارجية التي تنتشر فوق حدائق الأسطح. وكجزء من الحفاظ على الأصالة يضم المكان سوقاً مخصصاً لبيع المنتجات التقليدية والتراثية التي تعكس الإرث الحضاري الغني للمنطقة. ومما يتضمنه بكثرة العطور العربية والأزياء المحلية وسواها من الاكسسوارت التي تستهوي السياح كالتحف والساعات والمجوهرات التقليدية. ولا نبالغ حينما نورد أن هذا المكان يتنافس عليه تجار المنتجات المحلية والإقليمية للحصول على مساحة فيه. وبالعودة الى أيام خلت، لطالما كانت منطقة السوق المركزي في أبوظبي تتمتع بأهمية خاصة في تاريخ العاصمة. فمع بداية الازدهار والنمو في مطلع العقد السادس من القرن الماضي نشأ سوق تجاري ضخم في قلب المدينة، وظل على مدى سنوات طويلة يمثل نقطة استقطاب للسكان والسياح على حد سواء. ولطالما عرف بكونه المركز التجاري الأبرز الذي يتوافد إليه التجار من داخل الدولة وخارجها لشراء احتياجاتهم من البضائع التي ترد من كافة أنحاء دول الخليج.
المصدر: (أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©