الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موزة القبيسي: شباب الإمارات ثروة ويجب البحث عن قدراتهم

موزة القبيسي: شباب الإمارات ثروة ويجب البحث عن قدراتهم
29 يونيو 2010 21:05
«إن الوطن يتطلع اليوم ليجني فيهم ثمرة زرعه، وإن الدولة في حاجة لجهود أبنائها في مسيرتها الكبرى نحو الغد الأفضل والمستقبل المشرق. وذلك بعد أن حققت إنجازات عظيمة على طريق التطور والتقدم، والشباب هم الثروة الحقيقية، وهم درع الأمة وسيفها، والسياج الذي يحميها من أطماع الطامعين». هذه بعضٌ من أقوال المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهذه الأقوال اتخذها مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان نبراساً يستنير به في طريق البحث والتنقيب عن القادة الشباب، والذين سيكونون درع هذا الوطن وسيفه في المستقبل. تم إنشاء الجائزة الوطنية الأولى من نوعها التي تتخذ من أقوال وصفات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله مجالاً للتنافس والتميز، تحت عنوان «جائزة الشيخ زايد بن هزاع بن طحنون لصناعة القادة، هدفها الأساسي تقديم قادة يتتلمذون على المبادئ السامية، ويقتبسون من شخصية القائد قدوة ومثالاً في بناء وطنهم وبناء دولتهم». إذ عقدت الجائزة أعمالها في معسكر تدريبي للطلبة المتميزين المرشحين في نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي لمدة 7 أيام، توج باحتفال تكريمي للمشاركين، على أمل القيام باحتفال كبير على مستوى الدولة مستقبلاً حين اختيار الفائزين بهذه الجائزة. عن هذه الجائزة وكيفية الترشيح والتنقيب عن الشباب المميزين الذين شاركوا فيها تقول موزة مبارك القبيسي، مدير عام مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان: إن المركز رسالته الأولى هي خدمة المجتمع، وشبابه ودعمه لخلق أجيال معطاءة قادرة على التحدي والبروز في المجتمع، وتضيف موزة القبيسي في نفس السياق: الآن، وفي محور يمتد نحو خدمة شباب دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن المركز يقدم مبادرة جديدة للتنقيب والبحث عن الشباب المتميز، ويضيف إلى تميزهم تميزاً بدفعهم نحو الإبداع والخلق بتطوير مهاراتهم، هكذا أنشأنا هذه الجائزة، وهي موجهة إلى طلاب دولة الإمارات العربية المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة، كما أنها موجهة للبنات والأولاد على حد سواء. وتفيد موزة القبيسي: لقد استطعنا أن ننشر دعوتنا للمشاركة لكل أنحاء الإمارات، منذ يناير 2010، وتم التقدم للجائزة الطلاب من كافة أنحاء الدولة، حيث بلغ العدد 900 طالب، وطالبة، ونظراً للعدد الكبير للمرشحين فإننا قمنا بإجراء مقابلات شخصية، والاطلاع على المشاريع التي تؤهل هؤلاء الطلبة إلى الظفر بلقب القائد والحصول على الجائزة، وهذه كانت مرحلة التنقيب عن القادة. معسكر مغلق تضيف موزة القبيسي، وتتحدث عن المرحلة الثانية بعد التنقيب والبحث عن الطاقات الواعدة التي يرون فيها مشاريع قادة، وهي إخضاعهم للتدريب وصقل المهارات داخل معسكر في أبوظبي حيث تقول عن ذلك: بعد أن تم التنقيب عن القادة، خضع هؤلاء المختارون للمشاركة في معسكر مغلق لمدة 7 أيام، للكشف عن صفاتهم ومميزاتهم القيادية، وذلك بطرح مجموعة من البرامج والأنشطة، وباختيار 43 طالباً وطالبة في معسكر الكشف عن القادة والفوز بجائزة زايد بن هزاع بن طحنون آل نهيان لصناعة القادة، في نادي أبوظبي للضباط بين 17 إلى 23 يونيو 2010. وكان المعسكر المغلق للطلبة المشاركين يبدأ بعد تأدية صلاة الفجر، ويستمر إلى صلاة العشاء، ويتخلل ذلك طبعاً ساعات القيلولة لتجديد النشاط، إذ يبدأ اليوم بالصلاة وينتهي بإنجاز كل طالب لتقرير يومي، ويتوزع النشاط كالتالي: بعد صلاة الفجر جماعة يقدم للطلبة درس ديني، ثم العودة للمعسكر وتناول وجبة الإفطار، وقراءة الصحف والاستعداد لبدء التدريب، ثم القيام بزيارة ميدانية وخوض برنامج تدريبي يقدمه أحد المدربين العاملين في مجال تطوير الذات والتنمية البشرية، وبعد أداء صلاة الظهر، وفترة الراحة يخضع الطلبة من جديد لفقرة النشاط التطبيقي، أما بعد صلاة المغرب فإن الطلبة يكون لهم لقاء مع أحد الرجال الذين تميزوا ومشوا على خطى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، ثم تلا ذلك إعداد التقرير اليومي لحصيلة الاستفادات والنتائج التي توصل لها كل طالب من رؤيته الخاصة، حيث كان الطلاب يقضون أكثر من 20 ساعة يومياً في العمل الجاد ويخضون للتدريبات الهادفة والتي تعمل على صقل مهاراتهم، والقيام بجولات داخل الدولة بزيارة المواقع التاريخية والأثرية، وبعض الهيئات والمؤسسات، فأجندة الطلبة كانت مرسومة وتتزاحم فيها الأنشطة لصقل مهاراتهم وتدريبهم على أصول القيادة. ختام على أمل اللقاء اجتمع بنادي الضباط 43 طالباً وطالبة مع أهاليهم في ختام المعسكر، وكان ذلك بعد سبعة أيام من العمل ودون هواتف نقالة، كان يوماً للقاء الأهل وفراق الزملاء والأساتذة والمدربين ومديرة المركز التي حفّت الجميع بدموعها وحنانها وحبها، ألقى الشباب قصائد الحب والشكر والامتنان خلال هذا الحفل، في حين نثرت البنات دموعهن التي لم يستطعن حبسها، إذ تدحرجت على جفونهن وحبست أصواتهن، فبكت موزة القبيسي مديرة المركز، ووعدتهم بتجديد العهد واللقاء مدى الحياة برعايتهم ومتابعتهم، ليس فقط كقادة، ولكن أيضاً كأبناء، إن احتاجوا المشورة ستكون هنا للرشد والنصح، هكذا قالت خلال تكريم هؤلاء الشباب الذين رغم صغر سنهم فإنهم أظهروا أخلاقاً عالية ومهارات متميزة، إذا تمت رعايتها حتماً ستصل إلى أعلى المراتب وأحسن المناصب، وبين أماني الشباب التي توزعت بين طبيب أطفال واختصاصي كلى، والحصول على دكتوراه في النووي، وسفيرات الإمارت، والهندسة، اخترق الحلم البعض ليكون وزيراً، وغيرها من الأحلام التي سيتحقق بعضها حتماً إن اتخذها أصحابها أهدافاً وعملوا عليه جادين.. وعلى هذه الأماني كان الحفل مفعماً بكثير من المشاعر والحب، وفي بدايته وقف الجميع للنشيد الوطني، وبآيات بينات من الذكر الحكيم التي تلاها القائد راشد السلامة، بدأ الحفل بكلمة موزة القبيسي التي شكرت الجميع على الحضور والتميز، إذ قالت: كنا داخلين إلى هذا المعسكر والخوف يغلف مشاعرنا، أما اليوم فنحن فخورون بما وصلنا إليه من نتائج، نفتخر بها بقرب هؤلاء القادة، ثم بعد ذلك تم عرض فيديو لّخص ما خص به الطلبة من زيارات قام بها بعض القادة والشخصيات البارزة في المجتمع للمعسكر والزيارات الخارجية أيضاً، والورشات التي حضروها. وهذا التكريم وهذه الشهادات الموزعة على الطلبة ما هي إلا تكريم لمجهودات وتقدير لقدرات قيادية لكل طالب، وهذا ما لخصته كلمة أحدهم إذ قال: «ليس المهم أن تفوز لكي تعرف أنك قائد، ولكن المهم أن تعرف أنك قائد لكي تفوز». دموع ومشاعر عند صعودها منصة التكريم حبست دموعها حديثها، فعبرت بعناق حار للمديرة، وحين سؤالها لماذا قالت إنه يعز عليها فراق من تعرفت إليهم في هذا المعسكر الذي أتاح لها فرصة اللقاء مع طالبات من مختلف أنحاء الدولة، وعرفت هناك مشاعر الحب والاحتضان إلى جانب مناقشة الأفكار وخلقها، هي الطالبة مريم الكعبي بالصف الثامن التي قالت عن المعسكر ومدى استفادتها من فقراته: استفدنا كثيراً جداً من كل فقرات وبرامج المعسكر، وبكل حب وود كان تعامل كل القيمين علينا وعلى رأسهم الأستاذة موزة القبيسي، استفدنا من الورشات ومن الزيارات، تعلمنا كيف يكون القائد قائداً، ومن أكثر الدورات التي أثرت في هي دورة الدكتورة نجوى. ومن الطلبة المشاركين الطالب محمد علي سعيد الصف التاسع، الذي قال عن المعسكر وما استفاد منه: أتمنى أن أكون شخصاً مميزاً ومفيداً للوطن، يعتبر كل طالب مشارك موهوباً، فأكثر من 98 في المائة من الطلبة هم في الصفوف الأولى في مدارسهم، إذ أعددنا ملفات حسب كل مرشح، وبعد المقابلة خضعنا في هذا المعسكر لمجموعة تدريبات، وكنا كل يوم نتلقى محوراً للنقاش، تعلمنا من ذلك أدب الحوار والمناقشة والالتزام، ومن بين الأساتذة الذين أثروا في كمدربين ومطورين الأستاذ محمد يوسف، الذي قدم لنا محاضرة العمل والبناء. وهو مميز في طريقة توصيله للمعلومة في إطارها العلمي بكل سلاسة ومرونة. في حين قال الطالب محمد علي محمد الصف التاسع: أشكر الجائزة بما أتاحته لنا من فرص للتعارف والتعرف إلى قدراتنا القيادية وتنميتها بدواخلنا، وما قدمته لنا من تشجيع على العطاء، في حين قالت عذاري خلفان عبد الله النقبي الصف التاسع: تعرفت من خلال المعسكر إلى كثير من الأصدقاء، ومنهم أبناء عائلتي حيث حقق لنا المعسكر فرصة التعارف أكثر، كما تعرفنا إلى قدراتنا، وأقول إن المعسكر انقضت مدته بسرعة، إذ استمتعنا كثيراً بالجولات التي قمنا بها، كما استفدنا من كل الشخصيات التي قامت بزيارتنا، وأطمح للتسجيل في كل دورة من دورات الجائزة مستقبلاً. إضاءات «جائزة زايد بن هزاع بن طحنون آل نهيان لصناعة القادة» تنظم تحت رعاية سمو الشيخة شما بنت خالد آل نهيان، من منطلق حرصها الدؤوب على رعاية أبناء الوطن في كافة مناحي الحياة الإنسانية والثقافية، وقد استقت سموها فكرة الجائزة من الصفات القيادية للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكانت رؤية الجائزة وأهدافها من أقواله وحكمه وهي كالتالي: رؤية الجائزة «إن الوطن يتطلع إلى اليوم الذي يجني فيه ثمرة زرعه، وأن الدولة في حاجة لجهود أبنائها في مسيرتها الكبرى نحو الغد الأفضل والمستقبل المشرق. وذلك بعد أن حققت إنجازات عظيمة على طريق التطور والتقدم، والشباب هو الثروة الحقيقية، وهو درع الأمة وسيفها والسياج الذي يحميها من أطماع الطامعين». زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) رسالة الجائزة «واجبنا أن نبني للأجيال القادمة، وأن نواصل مسيرة الأسلاف، وعلينا أن نستفيد من كافة الخبرات والتجارب دون خجل، نأخذ منها بقدر ما يفيدنا ونحتاج إليه وبقدر ما يتفق مع تقاليدنا ومثلنا العربية. إن على كل المسؤولين تشجيع العمل الجماعي، والكشف عن الطاقات الخلاقة عند الشباب، وتوجيهه بما يفيده ويفيد المجتمع». زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) أهداف الجائزة 1- الكشف عن الطاقات القيادية الخلاقة لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوجيهها بما ينفع المجتمع. «إن على كل المسؤولين تشجيع العمل الجماعي والكشف عن الطاقات الخلاقة عند الشباب وتوجيهه بما يفيده ويفيد المجتمع». 2- تبني الطاقات القيادية الشابة وتكوينها، بحيث تصبح قادرة على قيادة المؤسسات في المجالات المختلفة. الإنسان السوي إذا لم يستخدم طاقاته الفكرية والعقلية، ويعمل على تسخيرها في كل ما أمرنا الخالق سبحانه وتعالى فإنه لن يحصد إلا الأمراض والمتاعب النفسية والاجتماعية». 3- إعداد شخصيات قيادية تتسم بالاعتدال الفكري والوسطية والانفتاح المنضبط. «إن الدولة تعطي الأولوية في الاهتمام لبناء الإنسان ورعاية المواطن في كل مكان من الدولة وأن المواطن هو الثروة الحقيقية على هذه الأرض». 4- تزويد قادة المستقبل بأحدث الأساليب العلمية في مجال القيادة، وتنمية مهارات القيادة لديهم بما يتناسب مع طبيعة العصر الحديث. «إن العلم هو الثروة الحقيقية التي يجب على الأبناء أن ينهلوا منه، لأن المال لا يدوم، ولأن العلم هو أساس التقدم». 5- إعداد كوادر قيادية قادرة على قيادة مجتمع الإمارات العربية المتحدة، مما يسهم في استمرار البناء والتطوير والازدهار لهذا الوطن الغالي. «إن تفكيرنا الدائم في الماضي وعطائه، وتفكيرنا في الحاضر وآماله وتفكيرنا في المستقبل وتطلعاته المشرقة، هو الذي سيقودنا دائماً الى بناء وطننا وتقدمه ونهضته». 6- غرس القيم الإسلامية والسلوك القويم لدى قادة المستقبل. «عندما اتبع العرب تعاليم الدين فإنهم سادوا العالم وحققوا الأمجاد.. وديننا حافل بالتعاليم العظيمة ولا يجب أن تجذبنا قشور المدنية». 7- غرس قيم التعاون والطموح والهمة والجدية والإصلاح والانتماء وتحمل المسؤولية لدى قادة المستقبل. «إن عملية التنمية والبناء والتطوير لا تعتمد على من هم في مواقع المسؤولية فقط، بل تحتاج الى تضافر كل الجهود لكل مواطن على أرض هذه الدولة». «تزويد قادة المستقبل بأحدث الأساليب العلمية في مجال القيادة، وتنمية مهارات القيادة لديهم بما يتناسب مع طبيعة العصر الحديث». «إن العلم هو الثروة الحقيقية التي يجب على الأبناء أن ينهلوا منه، لأن المال لا يدوم، ولأن العلم هو أساس التقدم». زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©