السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هدى العلي: المتمكن من خطواته يصعد السلّم درجة درجة بهدوء وثقة

هدى العلي: المتمكن من خطواته يصعد السلّم درجة درجة بهدوء وثقة
2 يناير 2010 23:06
منذ طفولتها اتقدت لديها مشاعر المحبة والحنان، وانشغل عقلها بفكرة التعاون مع الناس ومساندتهم، بينما في ساعات الفراغ كانت تبحث عن مزيد من مجالات العمل بغية العطاء. هذا ما كانت وما زالت عليه هدى العلي الاختصاصية النفسية وعلى الرغم من اصطدامها بعوائق تمنعها من مواصلة نجاحها كانت تواصل العمل بسعي حثيث نحو النجاح. خاصة أن أساسيات عملها تتطلب منها تجنيد قدراتها لمساعدة وتعديل سلوكيات الأطفال والأخذ بيديهم نحو النجاح وتحقيق مستقبل آمن مشرق. تتشكل بعض سلوكيات الأطفال من مزيج من الشغب والهدوء، العدوانية والرقة، وغالباً يتصرفون بتلقائية ويتحدثون بعفوية. لكن هذا لا يعني دائماً الصواب! في الحوار مع هدى العلي- الاختصاصية النفسية والمرشدة الأسرية تطرقت إلى جملة هذه السلوكيات والمفاهيم، وقالت بداية: «كبرت وكبر أخوتي من حولي، وأنا أنظر إليهم نظرات الأم الحنون التي تريد لهم التميز والنجاح واستثمار طاقاتهم المخزونة داخلهم، فقد قضيت 12 عاماً في المدرسة وأنا أذهب بمزاجيات مختلفة، فمرة سعيدة بصداقة جديدة ومرة متشوقة لرؤية معلمة جديدة، ومرة خائفة لفقداني دفتر، وهكذا حين كبرت اكتشفت أنني افتقدت دافعا قويا للتعلم الجاد وقراءة الكتب، وكنت أسأل نفسي لماذا نحن نتعلم؟ فلم أجد الإجابة التي تشبع قناعتي، على الرغم من أنني كنت أجد الاهتمام بتعليمي خاصة خلال أوقات الامتحان». درجات السلّم بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية نمى لدى العلي الحب تجاه الكتاب، وعززت ذلك الحب بطرحها كتاب، تقول في ذلك: «بعد الزواج وإنجاب أطفالي، بدأت معهم خلال تربيتي لهم بفكرة «سلّمي العجيب» وهو كتاب كنت قد كتبت وجمعت خطواته وأساسياته بدءاً من الكلمات المحفزة والمشاعر الصادقة، وانتهاءً بخريطة النجاح، وكنت سعيدة وفخورة بإنجازاتهم، لذلك أردت أن أقدم ثمرة خبرتي وغرس جهدي المتواصل مع أبنائي لكل المربين والمتعلمين». تسترسل موضحة: «ليعلم الجميع أن كل العقول بحاجة إلى دافع يدفعها إلى إمساك القلم بالتدريج والقراءة بالتدريج والمذاكرة بالتدريج، لذلك كان صعود السلم يأتي «درجة درجة»، والمتمكن من خطواته يصعد السُلم بهدوء وثقة، فجاء الكتاب مرتبطا بالهدف وجاء الهدف مرتبطا بآية من كتاب الله»وقد خلقكم أطوارا». برنامج محفز تلفت العلي إلى أهمية كتابها وأبحاثها قائلة: «يلائم الكتاب جميع الأعمار من (3-12 عاما) ويعد بمثابة برنامج تدريبي محفز للتعلم ورفع مستوى التحصيل الدراسي، يقدم للطفل من أجل الرفع من قدراته والنهوض بعقله وقدراته إلى منطقة الإبداع والتميز.. وكل مادة دراسية وسيلة تحفيزية مبتكرة، أي لكل مادة سلّم عجيب خاص، وهو يحتوي على 7 شخصيات كرتونية ولكل مادة دراسية شخصيتها الخاصة بها، والتي صممت لتشكل وسيلة تحفيزية مختلفة في فكرتها وتصميمها وإخراجها للارتقاء بخيال الطفل إلى جانب الملصقات المتدرجة والتي تم تصميمها على أساس من «صغير جدًا» إلى «كبير جدا» أو يستخدم الاثنان معاً». تضيف العلي: «يهدف الكتاب إلى استخدام طريقة منهجية لزيادة دافعية التعلم لدى الأبناء، والثقة في قدراتهم، وغرس حب التعلم في نفوسهم بطريقة مميزة وجديدة تناسب العصر الذي نعيشه، مع بث روح التنافس والتحدي لدى الأبناء باستخدام التحفيز والكلمات المبدعة، إلى جانب زيادة خيالهم الإبداعي». سنوات الخبرة تتطرق العلي إلى أسباب اختيارها تخصصها المهني، وتقول: «تخصصت في مجال التنمية البشرية للأطفال نتيجة حبي للأطفال وتنمية مدركاتهم ومد يد العون لهم، ولقلة عدد المتخصصين في مجالي، فمن واقع مشاهداتي كنت أرى الكثير من الدورات التدريبية المتخصصة في مجال التنمية البشرية للكبار، وليس هناك دورات للأطفال! فيما الأولى هنا أن يكون من يدرَب هو «الطفل»، فهو من يحتاج إلى رعاية وتدريب على وضع أهدافه والتخطيط لها، وإدارة الوقت والبرامج اليومية وكيفية تنمية مواهبه وعلومه وكذلك كيفية تأثيره على نفسه والآخرين». وعن مدى استفادتها من هذا المجال كاستشارية تربوية، تشير العلي: «وظيفتي أعطتني الكثير ومدتني بمجموعة من الأساليب والمهارات التربوية في كيفية التعامل مع أولادي والطلبة أولا، ومن ثم استفدت كثيرا من مشكلات وتجارب الأمهات مع الأطفال في وضع الأسباب والجذور الرئيسية لمشكلاتهم النفسية». طفل اليوم طفل اليوم هو مثل أي طفل له روح وعقل وجسد، يستطيع أن ينهض بأمته ويقدم إنجازات كثيرة تقول هدى في ذلك: «إن حصل الطفل على مربي «يَسمعه ويُسِمعه» فإنه بذلك يكون قد حصل على الأفضل، حيث المربي يسمعه بقلبه يحاوره ويفهم مشاعره، ويرفع من معنوياته إن أحبط، ويوجهه إن أخطأ، ولا يُسمعه اللوم والتوبيخ والتهديد». وتضيف: «ما يحتاجه الطفل في الوقت الحاضر، هو المزيد من التدريب ليساعده على وضع أهدافه والتخطيط للنجاح، كما إنه بحاجة إلى إدارة ذاته وتدريبه على إدارة مشاريع صغيرة، وعلى أن يكون شخصية مؤثرة في مجتمعه. فليس المهم فقط أن يكون متفوقا في الدراسة، بل من المهم أيضا أن ينخرط في مجتمعه ويكون مؤثرا فعالا ذا شخصية منتجة كذلك يحتاج إلى بيئة تعليمية، محفزة وإلى أسرة راعية لحقه ومشجعة له، فالتربية ليست منوطة في (الأكل والشرب والملابس الجميلة والنوم الهانئ) بل أيضا التربية تتجلى في دفع الأبناء لاكتساب سلوكيات إيجابية فعالة وتطلعات مستقبلية». دورات تدريبية تصمت هدى وتتحدث عن أهم الدورات التدريبية التي قدمتها للأطفال، وتقول:«قدمت دورة تدريبية للأطفال بعنوان «اكتشف ذاتك»،التي لاقت نجاحا كبيرًا وتركت أثراً بالأطفال، وغيرت من قناعتهم في التعامل مع الغضب، وكيفية التخلص منه. تبتسم وتتابع حديثها: «كما قمت بتدريب الكثير من الأمهات على كيفية التعامل مع أطفالهن من حيث تعديل السلوك وبناء الثقة بالنفس وكيفية التعامل مع الطفل العنيد، إلي جانب إرشاد الأمهات إن شعرن إن أطفالهن يعانون من التأخر الدراسي، بجانب اكتشاف ميولهم وتنمية مهاراتهم. تصمت وتسترسل حديثها :»الأطفال هم شغلي الشاغل ، فهم بحاجة إلي الكثير من الورش التدريبية التي تعدل من سلوكهم، وتطور ذاتهم». مشاريع مستقبلية ثمة مشاريع تنوي الاختصاصية النفسية هدى العلي خوضها لصالح مستقبل الأطفال حيث تقوم حالياً بإعداد برنامج لتدريب الأطفال على «إدارة الذات». وكذلك برنامج «التأثير في الآخرين». بحيث تكون هذه البرامج التدريبية الأولى من نوعها في الدولة وتهدف إلى بناء شخصية للطفل تقوم على العلم والتنمية والنجاح والحضور الاجتماعي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©