الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجر الفنَّان .. وحق المشاهد!!

29 يونيو 2010 21:17
لفت نظري أُجور الفنَّانين في الدراما المصرية والعربية خلال هذه الأيام قبل انطلاق سباق رمضان الدرامي، الذي يحفل بعشرات المسلسلات في وقت واحد. وبعيداًَ عن الحقد والحسد أيضاً الذي يملأ بعض قلوب الناس “الغلابة” الذين اعتادوا منذ بضع سنوات على سماع أجور فلكية يحصل عليها أهل الدراما- وهذا حقهم لما يمتلكونه من نجومية لم تأت من فراغ!- فإن هؤلاء البسطاء لا يملكون سوى الصمت بعد أن تعلو الدهشة وجوههم.. خاصة أنهم يجلسون أمام التلفزيون طوال شهر رمضان لمشاهدة هؤلاء النجوم، والذين كثيراً ما يسقط بعضهم في الامتحان ويقدم أعمالاً دون المستوى، لا تتفق بأي حال من الأحوال مع مكانتهم الفنية، الأمر الذي يصيب المشاهد بالصدمة، والحسرة أحياناً، لأنه يجد نجمه المفضل دخل في حالة “تخريف” على الشاشة، ويقدَّم له عملاً ممزقاً، وخالياً من الدسم، ولا يرضي ذائقته. وإذا كان النجم يمتلك حق اختيار أعماله، بغض النظر عن جودتها أو قيمتها، فإن من حق المشاهد أن يغضب عندما يرى نجمه المحبوب في مسلسل لا يرقى للمشاهدة أو العرض على الشاشة، نتيجة هبوط مستواه وضعفه وتفاهته، خاصة أن المشاهد اليوم بات على درجة من الوعي والقدرة على إصدار أحكامه تجاه أي عمل يُشاهده، وهذا من أبسط حقوقه. هُنا يكتشف المشاهد أن هذا النجم أو ذاك قد وافق على تقديم هذا العمل طمعاً في المال، ولعدم قدرته على مقاومة الأجر الذي عرضه عليه منتج “تاجر” كل همُّه جني الأرباح والمتاجرة بنجومية الفنَّان، و”بيعه” هو والمسلسل إلى أكثر من معلن وقناة فضائية، وهذا هو سر ارتفاع أجور بعض الفنَّانين والتي تتراوح في أعمال رمضان هذا العام بين 3 و8 ملايين جنيه، حتى أنّ ميزانية الأعمال المصرية في رمضان المقبل وصلت إلى نصف مليار جنيه، بعد أن سقطت السينما ضحية للأزمة المالية العالمية من جهة، والاعتماد على نجوم “نُص كُم” من جهة أخرى، لتقديم أفلام هابطة لجمهور سينمائي جديد “مغيّب”، يتجه لدور العرض على أمل أن يتخلص من نوبة كبت، أو يشاهد منظراً خادشاً للحياء! وخلال أعمال رمضانية في سنوات مضت، اكتشف المشاهد أن بعض النجوم يشاركون في مسلسلات لمجرد التواجد فقط على شاشة رمضان، ولا يهتمون بقصة العمل أو السيناريو والحوار أو الإخراج، وكل ما يهتمون به هو تواجدهم على الشاشة طيلة الوقت باعتباره النجم وكل من حوله “سنيدة”، ولا يهمه ماذا يقول؟ أو ماذا يستهدف من تقديم هذا العمل، وأي رسالة يُود أن يصل بها إلى المتلقي، على اعتبار أن الفن رسالة كما يقول نجومنا في حواراتهم الإعلامية المتكررة..! وكل ما نُطالب به في رمضان هذا العام هو “الرحمة” من أعمال “تجيب الضغط”، واحترام عقلية المشاهد بتقديم أعمال ترقى لمستوى المشاهدة، بعيداً عن “الابتذال” الذي يدخل بيوتنا رغماً عنّا، ويحمل إلينا ألفاظاً “سوقية” قد يرددها فيما بعد أطفالنا في البيت والشارع، وبذلك تكون رسالة الفن هذه الأيام تستهدف خلق أجيال “مشوهة” تفتقد للقدوة ومكارم الأخلاق! سلطان الحجار soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©