السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
29 يونيو 2010 21:19
قبل سنوات جاءني صديق عربي مودعاً بعد أن حصل على بطاقة خضراء للهجرة إلى الجنة الموعودة في الأرض بلاد العم سام، هاجر صاحبنا هو وعائلته ليكمل حياته الجديدة هناك متخلياً عن كل شيء، عن وظيفته وعن وطنه، من أجل مستقبل وحياة أفضل. بعد عدة سنوات عاد إلى الإمارات ليشغل وظيفة كبير الخبراء الاستراتيجيين في أحد مراكز البحوث العريقة، والواقع أنني لم أعرفه عندما رأيته لأول وهلة، فقد كان مختلفاً أنيقاً ونظيفاً ويرتدي حلة وربطة عنق حمراء، ويشبه الأميركان في التصرفات، وفي طريقة الحديث بلكنة أميركية. علت وجهي ابتسامة عندما صافحته وشعر بأنني لست مقتنعاً بقصة الخبير الاستراتيجي لأنه يعرف أنني أعرف حقيقته، محاولاً تقديم صورته العصرية لتمسح صورته القديمة “الغلبانة”، كان يعلم أنني أعرف أنه ليس خبيراً ولا يحزنون، وأنه لا يزال “غلبان” فكرياً حتى وان غير جلدته الخارجية.. لكن لا يهم إن كنت أعرف أو لا أعرف طالما الآخرون لا يعرفون. ذلك الصديق لا يزال يعمل خبيراً أميركياً في إحدى المؤسسات المحلية، وما ذكرني به أن صديق آخر قرر الهجرة هذا أيضا الصيف إلى بلاد العم سام، وأرسل عائلته إلى بلاده في انتظار البطاقة الخضراء لينضموا إليه هناك حيث تتحقق الأحلام، ويعود من يذهب إلى هناك خبيرا يحظى بالتقدير والاحترام.. ترى هل يجب ان نهاجر جميعا لنحقق أحلامنا خارج الوطن، ألا يمكن تحقيق الأحلام إلا في المهجر، لماذا لا تتحقق الأحلام في الأوطان؟ غير أن مسألة السعي لتحقيق الأحلام في المهجر لا يقوم بها إلا شعوب العالم الثالث، فالآسيويون حلمهم في الحصول على فرصة عمل في دبي أو في أي من دول الخليج على الأقل، بينما يسعى الأفارقة للهجرة إلى أوروبا وسمعت من يسعى من دول الخليج للهجرة إلى الولايات المتحدة من أجل تحقيق الأحلام التي ضاعت مع تبخر الأموال في أسواق المال والطفرة العقارية.. وتبقى مسألة السعي وراء الأحلام مسألة جميلة والأجمل الإيمان بالحلم والمثابرة والإصرار وعدم اليأس من أجل تحقيقه للوصول إلى الهدف المنشود، وهذا ما فعلته سوزان بويل عندما ألهمت العالم في إصرارها على تحقيق أحلامها و حتى لو كانت على مشارف الستين عندما تمكنت من الالتحاق ببرنامج مواهب بريطانيا لتصبح مغنية عالمية في فترة قصيرة جداً.. وهو نفس المبدأ الذي يحرك (الجدة لي) في برنامج مواهب أميركا، حيث تقدم الجدة وقد تجاوزت الخامسة والسبعين من العمر فقرات كوميدية ضاحكة و في سعيها لتحقيق أحلامها بالذهاب إلى لاس فيجاس للفوز بمليون دولار و هو قيمة الجائزة الكبرى للبرنامج الأشهر في الولايات المتحدة والعالم.. سعيد سالم rahal ae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©