الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحترام المتبادل أساس قوي لعلاقة زوجية مستقرة

الاحترام المتبادل أساس قوي لعلاقة زوجية مستقرة
21 ابريل 2012
الحياة الزوجية ما هي إلا علاقة إنسانية منبعها الحب والمسؤولية والتفاهم وأداء الواجبات والالتزام بالوفاء بالحقوق لكل طرف منهما، والطبيعي أن يكون الزوجان سعيدين معا، متعاونين دائما، يحرصان على بيت الزوجية ويبنيانه بالجهد والبذل والعطاء والتحلي بالصبر والأخلاق. لكن إن وصل الحال بالزوجين إلى تزايد التوتر وكثرة الخلافات مع عدم احترام كلا الطرفين لبعضهما البعض وإهانته وتحقيره والاستهزاء به من أجل الضحك والفكاهة أو التقليل من الشأن، فإن ذلك سينعكس على الحياة الزوجية ، فيصبح الوضع الزوج يستهزئ بزوجته والزوجة لا تحترم زوجها. (أبوظبي) - هناك عدد من المفاهيم موجودة لدى الرجل تؤثر في علاقته مع الزوجة، وقد يكون اقتبس هذه السلوكات والمفاهيم الخاطئة من بيئته أو طريقة تربيته أومن قراءاته، فقد يولد الرجل في بيئة معينة، فيشاهد والده يهين أمه بالألفاظ أو التصرفات ويستهزأ بها، وكذلك الحال بالنسبة للزوجة فيتأثران تربويا، فإذا تزوج أحدهما بدأ يمارس الدور نفسه الذي شاهده في بيته من عدم احترام الطرف الثاني، أو قد تكون الزوجة تحب أن تفرض سيطرتها على زوجها من خلال عدم احترامه وإهانته ، فالاحترام إذن حاجة أساسية لدوام استمرار الحياة الزوجية وزيادة المحبة فيها. طريقة مؤذية تجد هيام أحمد، مُدرسة، أن السخرية والاستهزاء بين الأزواج غالبا ما تولد الكراهية والحقد في النفس لإنها تقلل من شأن الطرف الآخر. وتضيف أنها تعتبر أحد العوامل الرئيسة التي تقتل الحب والتفاهم بين الزوجين، وبالتالي ينعدم الاحترام ويحل محله النزاعات والمشادات فمن أهم أدوار الزوجة في حياة زوجها حفظ كرامته في حضوره وغيابه وإشعاره الدائم بالثقة بالنفس ودفعه إلى النجاح، وذلك لا يأتي بالتعليق السلبي على سلوكه ومظهره بطريقه مؤذية”. وتؤكد عائشة الفضل، متزوجة منذ 12 سنة، أن مشكلتها مع زوجها أنه يستهزأ بشكلها ولباسها وبأسلوبها في الحديث، كما أنه لا يعطيها فرصة للشكوى من أي مشكلة تواجهها، خاصة أنها تعيش مع أهله في البيت نفسه، ولكن تربية الأبناء تقع على كاهلها، فالزوج دائم الخروج ولا يتحمل مسؤوليات الأبناء الأربعة. إلى ذلك، تقول “لا أراه إلا حينما يريد الأكل أو النوم، حاولت تنبيهه إلى ذلك لكنه دائما ما يستهزئ بي وبرغباتي، كما أنه دائم التقليل من شأني ومن شأن أي عمل أقوم به، شكوت لوالدته ذات مرة ولكن عبثاً، فقد أحست بي والدته ولكن هو لا”. وتضيف “لم أكن أحاسبه وكنت أكتم ضيقي في نفسي وأعبر عنه عن طريق الصراخ في أولادي وضربهم دون قصد مني، ولكن الآن أصبحت أفهم إهماله وأكثر ولكن لا أملك الوسيلة لوقفه، فهو يفتعل ضرورة وجوده أو يكون عند صديق له. وغير ذلك أنه وإن وجد في المنزل فهو جالس أمام جهاز الكمبيوتر. ولا أراه يجلس معي إلا إذا كان له عندي طلب”، وحين أتجرأ وأتكلم معه بشكوى أجده يسفه ويقلل من شأن ما أقول ولا يترك لي الفرصة لإكمال ما بدأت إلا نادرا وأحيانا لا يصدقني، وأحياناً أخرى يصفني بالمريضة، في حين أنه يكون كله آذان صاغية لوالدته إذا ما اشتكت من إحدى زوجات أخوته”. في المقابل، تغير زوج لبنى مصطفى (28 سنة) بعد أن كان التفاهم والمودة تجمعهما في بداية الخمس سنوات الأولى من حياتهم إلى أسلوب الاستهزاء، الذي يستمر طوال اليوم بداع وبدون داع. وتقول “منذ بداية حياتي الزوجية معه هو بخيل في حواره وعلاقته الخاصة حيث لم أشعر بالارتياح بل كانت الخلافات هي رحلاتنا اليومية في علاقتنا ببعضنا البعض”. وتضيف “لقد منعني من زيارة أهلي واستخدام الموبايل حتى السفر مع الأهل، ظل يستهزئ بي حتى وصل الحال به كأس العصير الذي أقدمه له يقول عنه سيء. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل كثير الاستهزاء بملابسي وأسلوبي أمام أهله، وكثيرا ما يقوم بذلك أثناء وجودهم حيث يتعمد إذلالي وإهانتي سكت على تصرفاته كثيرا ولكن طفح الكيل بي، فقد طلبت الانفصال رغم وجود 3 أطفال”. من جانبه، تزوج أحمد مبارك (40 سنة) زوجه ثانية تعشق المال، وهي ومسرفة زيادة عن اللزوم، والأدهى من ذلك كل الهدايا الذي يقدمها الزوج لزوجته تكون من نصيب الأهل وليس هي. وهو يشرح معاناته وطريقة استهزائها به أمام أهلها، قائلا “منذ زواجي لم أقصر مع زوجتي فقد وفرت لها كل سبل الراحة التي تتمناها النساء ولكن هي دائما ما تشعرني إنني مقصر معها، كنت كريم جدا إلى أبعد الحدود عليها وعلى أهلها. ورغم ذلك كانت كثيرة المطالب وبدأ هذا الأمر في زيادة مستمرة حتى أنني لا أتذكر إنني شاهدتها ترتدي أي شيء أهديته لها، وعند سؤالي أين تلك الملابس تقول لقد أعطيتها لأمي وأختي لأن المقاس غير مناسب وما إلى غير ذلك من مبررات غير مقنعة”. ويضيف “في كل مرة أراها تتطاول علّي بالكلمات بعد أن وضعت حدا للمصروف وبدأت تظهر تقصيري نحوها وتحرجني وتستهزئ بي أمام عائلتها وأقاربها ومعارفنا في المناسبات العامة بتقصيري اتجاهها، رغم أنني أعطيها ما يكفيها وزيادة، ولكن دائما كانت تطلب المزيد، وتستخدم أسلوب استفزازي جدا في الحوار معي، وكل كلمة طيبة أقولها لها ترد علي بكلمة سيئة حتى إني ظننت إنها تتعمد إكراهي على طلاقها خصوصا أنها في احد الأيام قامت بأخذ أوراق “تمليك البيت” من سيارتي خلسة، وقامت بإخفائها لدى والدتها، متعللة بحرصها على عدم تلفها”. فهم الشريك الحب بين الزوجين هو أساس الحياة الزوجية التي يجب أن تقوم على المودة والرحمة، وإذا كان هذا الحب موجودا من مواقف جميلة وذكريات حلوة، فإن تلك الأمور سوف تذلل المشاكل والصعوبات التي تعترض دفة الزواج. إلى ذلك، يقول أحمد عمر، استشاري علاقات أسرية، إن المرأة تحتاج في جميع سني عمرها المختلفة إلى لمسات حانية وكلمات عذبة تلامس مشاعرها المرهفة وطبيعتها الأنثوية، وبعض من تخلو بيوتهم من تلك الإشراقات المتميزة يكون للشقاء فيها نصيب. ويؤكد أن استهزاء الأزواج ببعضهم البعض كثيرا ما يكون نتيجة البيئة التي تربى فيها كلا الطرفين، وبالتالي أثر ذلك على الأزواج في علاقتهم الزوجية الذي غالبا ما يبدأ الأمر مجرد ضحكات وفكاهة ليتحول بعد ذلك إلى حقيقة مرة يعيشها الزوج مع زوجته. وينصح عمر “من أجل أن تستمر الحياة الزوجية إلى بر الأمان على الزوج ألا يستهزئ بزوجته لأن أي استهزاء يوجه للزوجة يظل راسخا في قلبها وعقلها. وأخطرها عندما يتعلق الأمر بالاستهزاء بأمها ووالدها أو أهلها، أو اتهامها في عرضها. ومثل تلك التصرفات والكلام الجارح لا تستطيع الزوجة أن تغفره بقلبها، حتى ولو غفرته بلسانها”. ويتابع “البعض من الأزواج يستهزأ بجسد وشكل زوجته ويقارنها بنساء التلفاز والإعلانات وهذا الأمر يزيد كراهيتها للزوج ويطعن قلبها في الصميم، ويقلب مودتها إلى موج من القلق والشكوك والظنون. وكثيرا ما تتظاهر تلك المشاعر بأعراض جسدية مختلفة، من صداع إلى آلام هنا وهناك، إضافة إلى ذلك من المستحسن ألا تذكِّر زوجتك بعيوب صدرت منها في مواقف معينة، ولا تعـيِّرها بتلك الأخطاء والمعايب، وخاصة أمام الآخرين”. ويقول عمر “من أجل أن تمر العلاقة الزوجية إلى بر الأمان على الزوج أن يعدل من سلوكه فليس المطلوب فقط أن تقوم الزوجة بتعديل سلوكها، ويستمر متشبثا بما هو عليه، مع تجنب ما يثير غيظ الزوجة ولو كان مزاحا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©