وقعت مواجهات أمس في كولونيا بغرب ألمانيا بين ناشطين يمينيين وآخرين يساريين لدى افتتاح ''مؤتمر ضد الأسلمة'' يضم ممثلين عن اليمين الأوروبي المتطرف وسط تنديد شديد من قبل وزارة الداخلية الألمانية بشدة ''المؤتمر المناهض للأسلمة'' الذي ينظمه يمينيون متطرفون في مدينة كولونيا غرب البلاد احتجاجا على خطط بناء مسجد في المدينة· واحتشد اليمينيون المتطرفون من مختلف أنحاء أوروبا في مدينة كولونيا أمس احتجاجا على خطط بناء المسجد·
وطارد المتطرفون اليمينيون رجلا له ملامح تركية في الشارع الرئيسي في منطقة رودينكيرشن بالمدينة· ولم تتدخل الشرطة إلا عندما استغاث بهم الرجل وطلب حمايته·
وكانت منظمة ''الحركة من أجل كولونيا'' المعروفة بمناوئتها لعمليات الهجرة، دعت نشطاء من بلجيكا وفرنسا والنمسا ودول أخرى للمشاركة في تظاهرة تعبيرا عن رفض خطط بناء مسجد كبير له مئذنتان وقبة في المدينة الألمانية·
وأفادت مصادر متطابقة ان نحو 100 متظاهر من اليساريين تعرضوا لناشطين من ''الحركة من أجل كولونيا'' ما أدى الى حصول شجارات وتراشق بالحجارة بين الطرفين· وحمل الناشطون اليساريون لافتات كتب عليها ''امنعوا مؤتمر النازيين وأوقفوا الحركة من أجل كولونيـــا'' و''لا للنــــــازيين'' كما اطلقوا شعارات مناهضة للنازية·
واعتلقت الشرطة 7 أشخاص· ونشرت الشرطة في المكان نحو 3000 عنصر تخوفا من أحداث أمنية خلال هذا المؤتمر· وأعلن عمدة المدينة المسيحي الديموقراطي فريتز شراما انه يتخوف من ''تصاعد عمليات العنف'' على هامش أعمال هذا المؤتمر· بالمقابل من المقرر ان تجري تظاهرة مضادة اليوم تضم 60 الف شخص من مناهضي عقد هذا المؤتمر·
وتندد ''الحركة من أجل كولونيا'' بما تعتبره ''أسلمة ألمانيا'' خصوصا بناء الجامع الكبير في كولونيا· ولهذه الحركة 5 أعضاء في المجلس البلدي لمدينة كولونيا·
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية الألمانية أمس أن السلطات الألمانية ترى أن مثل هذه المؤتمرات للمتطرفين تضر بالتعايش السلمي الذي تسعى إليه الدولة والمواطنون المسلمون·
ورحبت الوزارة بجهود مدينة كولونيا وعمدتها فريتس شراما بشأن إرسال إشارات معارضة لهذا المؤتمر الذي تنظمه الذي يشـــجع التطرف·
وأكدت المتحدثة أن مسألة اندماج الأجانب في المجتمع الألماني واحدة من ركائز المهام المستقبلية الاجتماعية في ألمانيا مشيرة إلى أن وزارتها تسعى لإقامة حوار بناء مع ممثلي المسلمين عبر ما يعرف بمؤتمر الإسلام·
ومن جهته، شدد توماس شتيج نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية على اهتمام برلين بالحوار بين الثقافات ومع العالم الإسلامي بشكل خاص·
وفي تطور متصل، دانت كارلا أمينة بغجاتي الناطقة باسم الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية في النمسا الحملة المناهضة للإسلام واتهمت قادة ورموز الأحزاب النمساوية اليمينية باستغلال الوضع القانوني للإسلام والمسلمين النمساويين واستخدامه كورقة للنيل من توجهاتهم السياسية في الانتخابات البرلمانية المقبلة· وعبرت بغجاتي عن بالغ الأسف للجوء بعض الأحزاب النمساوية المتطرفة إلى طرح شعارات مناهضة للإسلام والمسلمين في إطار حملتهم الانتخابية لكنها نوهت في المقابل بمبادرتي المستشار النمساوي ألفريد غوزنباور وحاكم فيينا ميخائيل هويبل في اقامة مأدبتي إفطار خلال شهر رمضان المبارك تكريما لرؤساء الجمعيات والروابط الإسلامية في النمسا ورأت أن تلك المبادرة جسدت حقيقة التعايـــــــش الديني والثقافي والعرقي المتنوع وجمعت ممثلي معتنقي جميع الأديان والمعتقدات حول مائدة واحدة·
عدد اليوم
