السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تجديد القصة (2-2)

29 يونيو 2010 21:27
إذا كان من الطبيعي أن تأتي أسماء جديدة بعد رحلة طويلة في كتابة القصة في الإمارات، ظهرت فيها العديد من التجارب الناجحة وغيرها، والتراكم الذي سجله الذين بدأوا العمل في هذا الفن الجميل، رسخ قاعدة يمكن الركون إليها والعودة إليها سواء للدراسة أو المقارنات، عند الاطلاع على التجارب اللاحقة، بحكم أن ليس شيء في الحياة ينبت من العدم أو من بذرته الأولى، وكل الأصوات الجديدة التي ظهرت الآن في عالم الكتابة في مجال النص، لا تختلف من حيث الفنيات والتقنيات الكتابية عن سابقتها أبداً، بل إن البعض لم يصل إلى جمالية ما قدمه السابقون من حيث جمالية وروعة التقنية الفنية، حتى التصور أن الجدد هم أكثر حداثة واستخداماً لمفردات جديدة لم يتحقق، ولم أستطع أن أحصل عليه في القصص التي اطلعت عليها، حتى الآن، قد تكون في تجارب لم أقرأها، وعندما نقارن مثلاً بين فنية وجمال القصة سواء في التكثيف وروعة المفردة والاستفادة من الجمل الشعرية التي قد تدعم في بعض الأحيان جمالية السرد، فإننا نجد ما قدمته مثلاً مريم جمعة فرج، في (قصة ماء) أو قصصها الأخرى، يفوق في روعته ما يقدمه الشباب الجدد الآن، كذلك الصور الشعرية عند العديد من القصاصين السابقين تتفوق كثيراً على القصص الجديدة الآن، وذلك في كتابات وقصص ناصر الظاهري، وناصر جبران. وتجربة حارب الظاهري التي تمتزج عنده القصة بالقصيدة في أكثر من عمل قصصي. أما على مستوى المضمون والموضوعات التي تتناولها القصة الجديدة في الإمارات، فإنها مشابهة لسابقها من عمل قصصي عند كل الكتاب الذين أبدعوا في القصة الإماراتية، بل إن القصة السابقة تكون حاملة هماً اجتماعياً وقومياً وإنسانياً أكثر من جديد الأعمال، بل إن بعض القصص أو الأعمال الكاملة لبعض القصاصين تكاد تكون مرجعاً ومرآة للحياة الاجتماعية والثقافية القديمة في الإمارات، بالإضافة إلى المشاكل التي طرأت على حياة الناس والمجتمع والتغيرات بعد الطفرة الاقتصادية واختلال التركيبة السكانية وما صاحبها من مشكلات كثيرة على مستوى الفرد والمجتمع، ونستطيع أن نعتبر أن الأستاذ الأديب محمد المر والأديب عبدالحميد أحمد، وناصر جبران وإبراهيم مبارك وناصر الظاهري وشيخة الناخي وسلمى مطر سيف ومريم جمعة فرج وأمينة أبوشهاب وسعاد العريمي وعبدالرضا السجواني، من أكثر من طرقوا القضايا الاجتماعية ورصدوا تغيرات المجتمع القديم في الإمارات ومشكلاته الكثيرة. وقد جاء آخرون ليتناولوا قضايا جديدة ومتنوعة بعد ذلك كانت نتاج التحولات الكثيرة في المجتمع وعالجوها برؤية مختلفة ومن زوايا جديدة أمثال ذلك فاطمة محمد، ظبية خميس، باسمة يونس، صالحة غابش، أسماء الزرعوني وآخرين. أما جديد القصة في الإمارات فإنها مبشرة أيضاً باستمرار التجربة القصصية الناجحة، وأن إضافة دماء جديدة للكتابة في هذا الفن الرفيع لا شك أنها مهمة وسوف تثمر في المستقبل عنها أفواج جديدة من الشباب الذين سوف يؤكدون أن عالم القصة واسع وكبير وأن التجارب الجديدة والحديثة في الإمارات ليست بالجديدة وإنما تطوير في فنيات الكتابة وتقنياتها وسوف يكون هو رهان مستقبل القصة في الإمارات. إبراهيم مبارك Ibrahim_M barak@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©