ارتفاع الطلب على أداء العمرة يصطدم بـ الكوتا وزيادة أسعار الموسم 50%

اصطدم ارتفاع الطلب على أداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان المبارك الحالي بمحدودية العرض بسبب ''كوتا'' التأشيرات التي حددتها المملكة العربية السعودية لكل دولة، إلى جانب ارتفاع تكلفة الاعتمار بنحو 50% مقارنة بتكلفتها خلال الموسم الماضي· وأكد راغبون بأداء العمرة عدم امكانية حصولهم على تأشيرة في هذا الوقت من العام بسبب الكوتا وارتفاع الأسعار في مكة المكرمة جراء عمليات توسعة الحرم الشريف، ما أدى الى عزوفهم عن الاعتمار للموسم الحالي· وقال المدير التنفيذي في مجموعة التوحيد للحج والعمرة والسياحة شاكر فايد إن الطلب على أداء العمرة خلال شهر رمضان المبارك الحالي كان ''عاليا جدا'' مقارنة بشهور رمضان السابقة، على انه لفت إلى أن العرض كان ''ضعيفا جدا ومحدودا'' بسبب الـ''كوتا''· وأشار فايد إلى أن ''الكوتا'' التي حددت للإمارات في نهاية شهر رجب الماضي، وشملت شهري شعبان ورمضان معا، لم تستوعب جميع المقيمين الراغبين بأداء العمرة خلال الشهر الفضيل· وأوضح أن السلطات المختصة في السعودية حددت الـ''كوتا'' الخاصة بشركته لشهري شعبان ورمضان بـ 1092 شخصاً لهذا الموسم، في حين أنها سمحت لشركته للفترة نفسها من الموسم الماضي بـ 2200 شخصا، وعادت وفتحت باب ''الكوتا'' للجميع خلال اليومين الأخيرين من شهر شعبان من العام الماضي· وقال فايد إن تكلفة العمرة للشخص الواحد ارتفعت بنسبة تصل إلى نحو 50% مقارنة بالموسم السابق· مرجعا ذلك الى ارتفاع أسعار المواصلات والفنادق والتأشيرات· وأوضح أن أسعار الفنادق ترتفع في شهر رمضان المبارك نتيجة للعرض والطلب، وتحديدا خلال الأيام ''العشرة الأواخر'' من الشهر الفضيل· وأضاف أن أسعار الفنادق تختلف بحسب فئاتها وموقعها وحجم الغرفة المطلوبة وتوقيت الحجز، مشيرا إلى أن أسعار نهاية الأسبوع تختلف عن بدايته· وارتفع سعر التأشيرة الواحدة لهذا الموسم وفقا لفايد، من 300 إلى 500 درهم بسبب ''الكوتا''· وأشار إلى أن ارتفاع أسعار التأشيرات ساعد الحملات في عملية إعادة موازنة نفقاتها· ويتراوح متوسط تكلفة العمرة براً خلال الفترة الممتدة من 1 ولغاية 20 رمضان ما بين 2000 و 2300 درهم بحسب أسعار السوق، وتصل هذه التكلفة في ''العشرة الأواخر'' من الشهر الفضيل إلى 3000 درهم· في حين تبلغ تكلفة العمرة جواً مع إقامة بفندق من فئة 4 نجوم خلال الفترة الممتدة من 1 ولغاية 20 رمضان إلى 7000 درهم، وترتفع في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر إلى حدود 10 آلاف درهم، بحسب فايد· وتستغرق مناسك العمرة 5 أيام في الأيام العشرين الأولى من شهر رمضان المبارك، يومان في المدينة المنورة و3 أيام في مكة المكرمة، وتشمل تكاليف العمرة المذكورة النقل والإقامة في فندق من فئة أربع نجوم وتذاكر السفر والمأكل والمشرب والإشراف الطبي والوعظ والإرشاد الديني وزيارة المزارات· أما في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان فيتم أداء العمرة في مكة المكرمة فقط· أما تكلفة العمرة بمواصفات عالية "vip" فهي بحسب رغبات المعتمرين· وتصل في الأيام العشرين الأولى من شهر رمضان إلى نحو 25 ألف درهم، وفي الأيام العشرة الأخيرة من الشهر إلى 50 ألفا في حال رغب المعتمر الإقامة في فنادق مطلة على الكعبة الشريفة· ونصح فايد الراغبين في الحصول على تأشيرة العمرة من الإمارات لشهر رمضان الترتيب مع الحملات من نهاية شهر رجب أو بداية شعبان كحد أقصى نتيجة للطلب الكبير عليها حيث يستغرق استخراج التأشيرة من أسبوع إلى 10 أيام وتستغرق في أيام الذروة 15 يوما· ولفت إلى أن مكتب شركته يتلقى يومياً ما يقارب 250 اتصالا من أشخاص راغبين في الاعتمار خلال الشهر الفضيل وخاصة في الأيام الأخيرة منه، وأرجع السبب في ذلك إلى أن كثيرين لا يعلمون بنظام ''الكوتا'' الخاصة بالعمرة· وفي سياق متصل، أكد فايد عدم وجود حجوزات للطيران أو مقاعد شاغرة على الرحلات الجوية وأنها اكتملت منذ أيام ولغاية الأول من أكتوبر المقبل ذهابا وإيابا·لافتا الى أن طيران الاتحاد خصص رحلات لأول مرة إلى المدينة المنورة لتلبية الطلب خلال هذا الموسم، فيما لبى الطيران السعودي مطالب حملات الحج وخصص رحلتين ''تشارتر'' في يوم واحد قبل أيام اتسعت الرحلة لـ265 شخصا· وكانت طيران الاتحاد أعلنت البدء بتشغيل الرحلات الإضافية لها خلال شهر رمضان المبارك بين مدينتي أبوظبي وجدة، وإضافة رحلات خاصة إلى المدينة المنورة خلال الفترة من 1 سبتمبر وحتى 2 أكتوبر، حيث ستعمل هذه الرحلات على تعزيز الرحلات المنتظمة البالغ عددها 28 رحلة والتي تقوم الاتحاد بتسييرها أسبوعياً إلى وجهاتها في المملكة العربية السعودية إلى كل من الرياض وجدة والدمام · وارتفعت أسعار رحلات العمرة في رمضان الحالي بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، جراء ارتفاع الطلب من جانب المقيمين بشكل يفوق عدد التأشيرات الممنوحة من الجانب السعودي· ورغم ارتفاع الأسعار، فإن الحجوزات لرحلات العمرة بلغت 100%· وقدّر المدير التنفيذي في مجموعة التوحيد للحج والعمرة والسياحة عدد المقيمين في الدولة الذين حصلوا على تأشيرات للعمرة خلال شهر رمضان المبارك الحالي بحوالي 7 آلاف شخص· من جهته، أكد صاحب حملة الأمين للحج والعمرة سعيد القبيسي أن شهر رمضان المبارك الحالي شهد طلباً ''عالياً وغير مسبوق'' من الراغبين بأداء مناسك العمرة في الدولة خلال الشهر ''الفضيل''، ولفت بدوره إلى تخفيض أعداد المعتمرين من مختلف دول العالم بقرار من وزارة الحج السعودية بسبب أعمال توسعة الحرم الشريف أدت إلى الحؤول دون تحقيق زيادة تذكر في أعداد المعتمرين من الدولة خلال شهر رمضان المبارك الحالي· وأشار القبيسي إلى أن الجهات المختصة في السعودية سمحت لحملته باستصدار 2000 تأشيرة للعمرة خلال شهري رجب الماضي ورمضان الحالي، بعد أن كانت مفتوحة في العام الماضي· وأكد القبيسي أن الحصول على موافقة وزارة الحج السعودية على أسماء المعتمرين كان يحتاج إلى أسبوعين في السنوات السابقة، في حين بات الحصول على الموافقة اليوم يحتاج إلى نحو شهرين قبل شهر رمضان المبارك· أما التأشيرة فلم تتغير المدة المحددة للحصول عليها وتتراوح ما بين 3 إلى 4 أيام· من جانبه، أكد مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور محمد مطر الكعبي أن الهيئة تشرف على حملات العمرة المرخصة في الدولة البالغ عددها 220 حملة حج وعمرة من ناحية تطبيق القانون، وتتابع شكاوى المعتمرين· ولفت إلى أن الهيئة لم تتلق خلال السنوات العشر الماضية أي شكوى من معتمري الدولة باستثناء شكاوى ''بسيطة جدا''· لافتاً الى أن الهيئة تقوم بمهام ''كبيرة ومسؤوليات واسعة ودقيقة'' تجاه الحجاج خلال موسم الحج وتجاه المعتمرين على مدار العام، وتتابع أمورهم بشكل حثيث لحل المشاكل التي تواجههم على أكمل وجه وأولاً بأول· ولفت الكعبي إلى أن الهيئة تقوم باجتماعات تنسيقية دائمة مع أصحاب الحملات لتطوير المهام وتيسير أداء المناسك· وأضاف أن الهيئة في تشاور دائم مع الجهات المختصة بأمور الحج والعمرة في دول مجلس التعاون الخليجي للإستفادة من التجارب المطبقة وتبادل الخبرات، تفاديا لأي إشكالية قد يعاني منها المعتمرون