الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«رينو» تتجه نحو صناعة السيارات الرخيصة

«رينو» تتجه نحو صناعة السيارات الرخيصة
21 ابريل 2012
بينما تجد معظم شركات صناعة السيارات الأوروبية صعوبة في مواجهة تراجع المبيعات في القارة، نجحت “رينو” في الحصول على مصدر ربح لها في صناعة السيارات القليلة التكلفة. وعندما كشفت الشركة الفرنسية النقاب عن أول سيارة رخيصة لها “لوجان” خلال 2004 بتكلفة لا تتعدى سوى 5,000 يورو، قصدت “رينو” حصر بيعها على الأسواق الناشئة، لكنها سرعان ما غيَّرت مسارها بعد الإقبال الكبير الذي حُظي به الموديل في أوروبا والذي يُعد الأكثر مبيعاً اليوم عند سعر تجزئة قدره 7,700 يورو نحو (10,000 دولار). وعلى الرغم من أن الشركة لم تجن أرباحاً كبيرة من هذا النشاط، إلا أن مستوى البداية فيه، شكل 30% من مجموع مبيعاتها في السنة الماضية، وأرباحاً تشغيلية بلغت أكثر من 6%، أي أكثر من نسبة أرباحها البالغة 2,6%. ويكمن السر وراء ذلك النجاح في التصميمات البسيطة وسياسة عدم خفض الأسعار مع استخدام مكونات صنعت خصيصاً للموديلات القديمة. ومع النجاح الذي حققته “رينو” من خلال صناعة السيارات الرخيصة، إلا أن معظم منافسيها لم يقدروا على سلك ذلك الطريق. وتقول كريستينا شيرج، محللة السيارات لدى “بنك “باركليز كابيتال” “استيقظت شركات السيارات الأخرى على حقيقة إمكانية تحقيق الأرباح من خلال صناعة السيارات الرخيصة”. وأعلنت شركة “فولكس فاجن” الألمانية مؤخراً عن خطط ترمي لصناعة موديلات رخيصة تتراوح قيمتها بين 5 إلى 7 آلاف يورو في الأسواق الناشئة. كما تخطط منافستها “بيجو – سيتروين”، العمل مع “جنرال موتورز” حليفها الجديد في مشروع مشترك لإنتاج سيارة صغيرة للأسواق الناشئة يتم طرحها أولاً في أميركا اللاتينية لكن ليس قبل حلول 2016. ويقول كارلوس دا سيلفا، محلل السيارات لدى شركة “آي أتش أس”، إن “ما قامت به (رينو) شبيه بتغيير الإرث الذي دأب عليه قطاع صناعة السيارات أكثر من أي شيء آخر، حيث التقليد المتبع إنتاج السيارات الكبيرة والقوية ذات الجودة العالية. لكن (رينو) سلكت طريقاً مغايراً بقرارها صناعة سيارات يفضلها ذوو الدخل المحدود على السيارات المستعملة”. وذكر أرناود ديبوييف، المشرف على برنامج صناعة السيارات الرخيصة في الشركة، أن ما تنتهجه الشركة أكثر تعقيداً من مجرد الحصول على عمالة رخيصة لصناعة مثل هذه الموديلات. ويقول “إذا كانت صناعة السيارات في بلد تقل فيه التكلفة هو مطلبنا الوحيد، لوجدنا منافسة أكبر. وتساءلنا في البداية عن ما يمكن أن يدفعه العملاء مقابل الحصول على التكييف مثلاً وبعدها اقترحنا على المورد تحديد سعر يتضمن ربح الشركة”. وبالإضافة إلى “لوجان”، تتضمن الموديلات الأخرى “دستر” ذات الدفع الرباعي و”سانديرو” هاتشباك وأخيراً “لودجي” الحافلة الصغيرة. وتحمل كل هذه الموديلات علامة “رينو” أو فرعها “داسيا” في رومانيا اعتماداً على منطقة البيع. ويقول كارلوس جوسن، مدير “رينو” التنفيذي “هناك بعض الشركات التي تقلد منتجاتنا، لكن لا يكمن النجاح في المنتج، بل في النظام المتبع”. وفلسفة التصميم مقابل التكلفة هي من الأسباب الرئيسية وراء نجاح استراتيجية “رينو” التي انتهجتها في صناعة هذه الموديلات، والتي تتطلب من المهندسين والمصممين التركيز على اختيار قطع ومواد تتميز بالبساطة وسهولة التصنيع ومدى توفرها بغض النظر عن حداثتها. وحتى عند إدخال “رينو” للتقنيات الحديثة في سياراتها الرخيصة، تضع في اعتبارها عامل التكلفة. وجاءت فكرة صناعة وبيع سيارات بعلامات تجارية مختلفة في نهاية تسعينيات القرن الماضي عندما استحوذت “رينو” على شركة “داسيا” الرومانية. واستغرق الشركة 10 سنوات لإطلاق أول موديل لشركة “داسيا” تحت اسم “لوجان” في 2004. وتعلمت “رينو” فن الصناعة الاقتصادية وتدوير المواد والمعدات من الحقبة التي قضتها “داسيا” في الاتحاد السوفييتي في مدينة بتيستي بالقرب من بوخارست والتي لا تزال تعتمد بشدة على العمالة اليدوية. وتتم عمليات لحام أعمدة هيكل السيارة مثلاً، يدوياً بدلاً من استخدام الرجل الآلي. وبغض النظر عن قلة سعرها، إلا أن موديلات “داسيا” كسبت ثقة كبيرة، خاصة وأن الجميع يدركون أنها تحمل تقنيات “رينو”. ويُذكر أن صافي أرباح “رينو” تراجعت بنحو 39% في السنة الماضية نظراً لارتفاع تكاليف المواد الخام وضعف مبيعاتها في أوروبا. لكن زادت مبيعاتها العالمية بنحو 3,6% إلى 2,7 مليون سيارة تشكل السيارات الرخيصة 30% من مجموعها مقارنة مع 15% قبل خمس سنوات. ومن المتوقع ارتفاع مبيعات السيارات قليلة التكلفة بنحو 200,000 لتناهز المليون خلال العام الحالي. وفي إشارة إلى أن موديلات “رينو” الرئيسية لم تعد تدر أرباحاً أكثر من منافستها “بيجو” التي تعهدت في الشهر الماضي بإضافة مليار يورو لرأسمالها، تضيف كريستينا شيرج، قائلة “صناعة السيارات الرخيصة هي التي ساعدت في إنقاذ الشركة”. ويرى بعض الخبراء أن الطريقة التي تنتهجها “رينو” مكنتها من جني الأرباح في الأسواق الناشئة والكبيرة على حد سواء. ويقول أرناود ديبوييف، “هذه الطريقة هي التي ساعدتنا في خلق عملاء جدد في أوروبا تعودوا على شراء سيارات مستعملة ولم يكونوا على استعداد للتضحية بأجر عام كامل لشراء سيارة جديدة. كما سمحت لنا بالحصول على حصة سوقية في خارج أوروبا في أسواق لم تحرز فيها شركات صناعة السيارات الأوروبية نجاحاً يُذكر”. وتعتبر الأسعار الثابتة واحدة من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أرباح الشركة، في وقت ضحت فيه شركات صناعة السيارات العامة الأخرى بالأرباح في أوروبا لتضمن من خلال المبيعات، استمرارية عمل خطوط التجميع. وتمنع “رينو” معارض البيع في أوروبا من تقديم أي تنزيلات في أسعار الموديلات الرخيصة. وأغرت الأسعار الرخيصة الكثير من العملاء لطلب مواصفات إضافية مما زاد من أرباح الشركة. ومع كل ذلك، ربما يبدو الطريق الذي تسلكه “رينو” غير ممهد بما يكفي، في وقت شكل فيه دخول شركات أخرى لهذا المجال مثل “فولكس فاجن” تهديدا خطيرا لها. وبما تملكه من سمعة عالمية أفضل وانتشار أوسع في الأسواق الناشئة، من الممكن أن تحقق “فولكس” نجاحاً أكبر من “رينو”. وذكرت “تويوتا” التي بدأت صناعة السيارات الرخيصة مثل الحافلات الصغيرة وسيارات الدفع الرباعي ونصف النقل في 2004، أن إجمالي مبيعاتها من هذا النوع سيبلغ نحو مليون سيارة هذا العام. وتخطط “تاتا موتورز” الهندية المعروفة بإنتاج أرخص السيارات في العالم نظراً لأسعارها التي تبدأ من 100,000 روبية نحو (1,950 دولار)، إلى دخول أسواق أوروبا وأميركا عبر موديلات “النانو” تتميز بمواصفات قلة الانبعاثات الكربونية وتحمل الصدمات. وذكرت الشركة أنها بصدد بيع موديل “بيكسل” المصمم لأوروبا في غضون 2 إلى 3 سنوات. ومن جانبها، ترى “رينو” أنه لا يزال أمامها بعض الأسواق التي لم تطرقها بعد. ويقول كارلوس جوسن، “أسعارنا ليست قليلة بما يكفي، لذا نعمل على خلق أرضية جديدة يمكن من خلالها المزيد من تخفيض الأسعار”. وتعني الأرضية الجديدة أجزاء غير مرئية لمالكي السيارات مثل هيكل السيارة “الشاسيه” والقطع المكونة للمحرك التي تتم صناعتها في الهند من خلال الشركة وحليفتها “نيسان”. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©