أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، والمبعوث الخاص لشؤون الطاقة والتغير المناخي، أمس أن دولة الإمارات أصبحت خلال فترة وجيزة دولة فاعلة عالميا في قطاع الطاقة النظيفة، لافتا إلى أن الدولة احتضنت معظم المبادرات الدولية في هذا المجال.
وأوضح في مؤتمر صحفي على هامش الاجتماع التحضيري، لأول مؤتمر وزاري عالمي للطاقة النظيفة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، والذي عقد خلال اليومين السابقين بأبوظبي، إن هذا المؤتمر انبثق عن مبادرة اطلقها مؤتمر عقد العام الماضي في الولايات المتحدة، وقد ساهمت المشاريع التي طرحناها وخاصة مبادرة «مصدر» في الحصول على تأييد اغلبية الدول المشاركة في المبادرة من أجل استضافة الاجتماع التحضيري في أبوظبي.
وأضاف: قمنا بالعديد من المبادرات التي لقيت ترحيبا من مختلف الاعضاء.
وقال: الهدف من الاجتماع المقبل في واشنطن بعد اسابيع قليلة هو الاستفادة من الخلاصة التي تم التوصل اليها هنا في الاجتماع التحضيري بأبوظبي خلال اليومين الماضيين ووضع جدول زمني بطريقة عملية لتنفيذها وتطبيقها.
وأضاف ان عقد الاجتماع في ابوظبي هو برهان على الدور المتنامي لدولة الامارات في قطاع الطاقة النظيفة، وذلك بفضل الرؤية التي تمتلكها القيادة الرشيدة.
وزاد: ابدينا استعدادنا للمشاركة الفعلية من خلال تبادل الخبرة مع الدول الاعضاء الاخرى في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة والذي سيتحقق في المؤتمر المقبل.
وقال: ابدينا استعدادنا ايضا، لاستقبال احدث ماتوصلت اليه تكنولوجيا الطاقة النظيفة، واثبات جدواها الاقتصادية في الحياة العملية. وأضاف: نحن مسرورون أننا في دولة الامارات خلال فترة وجيزة اصبحنا دولة فاعلة في قطاع الطاقة النظيفة، كما أصبحنا الدولة الحاضنة للكثير من المبادرات والنشاطات والهيئات الدولية المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة.
وأكد أن الاجتماع التحضيري اسهم في تمكين وتعزيز مكانة دولة الامارات على المستوى العالمي في مجال الطاقة النظيفة.
وقال الدكتور الجابر «بيننا ممثلون عن ثلاث وعشرين دولة من حول العالم، جاؤوا بهدف إزالة العراقيل والحواجز التي تقف أمام تبنّي العالم تقنيات الطاقة النظيفة. فمن خلال تنسيق الجهود المشتركة وتبادل المعرفة عبر هذا المؤتمر الوزاري العالمي للطاقة النظيفة، نستطيع تمهيد الطريق نحو إزالة هذه العقبات».
وأضاف «تفخر الإمارات أن تكون إحدى هذه الدول الرائدة التي وضعت نصب عينيها تفعيل هذا المسعى النبيل.
وقال إن وجود دولة الإمارات في هذه المبادرة، وهي الدولة الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط، ومنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» لهو خير دليل على الرؤية الثاقبة التي تتمتع بها قيادتنا الحكيمة وحرصها على دفع عجلة التقدم في قطاع التقنية النظيفة.
واضاف ان عقد هذا الاجتماع في أبوظبي شاهد على الأهمية المتنامية للمنطقة في خضم الحوار العالمي حول الطاقة والتغيرات المناخية.
وقال: نحن في الإمارات ندرك مدى أهمية الطاقة المتجددة ليس من منطلق خفض معدل الانبعاثات العالمية لغاز ثاني أكسيد الكربون فحسب، بل لكونها عنصراً مهماً لتنويع اقتصادنا وتوسيع خياراتنا المطروحة من مصادر الطاقة.
وقال الجابر «على مدى السنوات الأربع الماضية، اتخذت قيادتنا الحكيمة العديد من الخطوات في هذا المضمار.
وتشمل هذه الخطوات:
إطلاق مبادرة «مصدر» إلى جانب استضافة القمة العالمية لطاقة المستقبل وطرح جائزة زايد لطاقة المستقبل.
التزام دولة الإمارات باستضافة ودعم تأسيس مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا).
إنتاج ما نسبته سبعة بالمائة من الطاقة المستخدمة في الإمارات بحلول سنة 2020 من مصادر الطاقة المتجددة،
انضمام دولة الإمارات والتزامها باتفاقية كوبنهاجن منذ شهر فبراير الماضي.
استحداث إدارة الطاقة والتغيرات المناخية في وزارة الخارجية بدولة الإمارات.
واضاف :ان مشاركتنا في هذا المؤتمر الوزاري العالمي للطاقة النظيفة تعد فرصة لكي نساهم في تطور هذا القطاع على الصعيدين الاقتصادي والسياسي في آن واحد.
وقال: إن التعاون هو أساس معالجة التحديات التي تقف أمامنا، كما أنه من خلال تسهيل تبادل المعرفة والمعلومات، سنتمكن من دعم الابتكار وتسريع وتيرة تطبيقه في حياتنا العملية، كما يمكننا توظيف التقنيات الجديدة كيفما نحتاجها تماماً، وتطوير السياسات في المواضع القابلة للتطبيق على الأرض».
من جهته قال ديفيد ساندالو مساعد وزير الطاقة الاميركي إن الاجتماع التحضيري بحث السياسات في الدول المختلفة وكيفية التعاون.
واضاف ان القطاع يلقى اهمية متزايدة حيث استثمرت الولايات المتحدة نحو 80 مليار دولار في قطاع الطاقة النظيفة وهو الامر الذي اسهم في خلق الكثير من الوظائف الجديدة.
وأوضح أن ازمة خليج المكسيك والتلوث الذي نتج عن التسرب النفطي يسهم في تسريع الجهود اكثر فاكثر نحو مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة. واستضافت دولة الإمارات في العاصمة أبوظبي الاجتماع التحضيري لأول مؤتمر وزاري عالمي للطاقة النظيفة وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة، خلال الفترة ما بين 28-29 يونيو 2010.
وستشارك في المؤتمر الوزاري للطاقة النظيفة المزمع عقده في العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الفترة ما بين 19-20 يوليو المقبل، أكثر من عشرين دولة، وذلك من أجل التعاون على السياسات والبرامج الهادفة التي من شأنها تسريع الخطى نحو التحول العالمي إلى الاعتماد على تقنيات الطاقة النظيفة.
وتضم قائمة الدول المشاركة السبعة عشر عضوا في منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة والتغير المناخي وهي: أستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وأندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، وكورية الجنوبية، والمكسيك، وروسيا، وجنوب أفريقيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية. وذلك بالإضافة إلى بلجيكا بصفتها رئيسا للاتحاد الأوروبي، والدنمارك، والنرويج، وأسبانيا، والسويد.
وتشارك دولة الإمارات، في المؤتمر وهي المقر الرئيسي لكل من «مصدر»، وهي مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه والمنبثقة من شركة مبادلة للتنمية والتي تهدف لتطوير تقنيات وحلول الطاقة المتجددة والبديلة وتوظيفها واستخدامها تجارياً، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا). ويضم الاجتماع التحضيري كبار مسؤولي الدول المشاركة في المؤتمر لمناقشة مبادرات الطاقة النظيفة المقرر تدشينها خلال المؤتمر الوزاري على مجموعة من التقنيات النظيفة الرئيسية. وستسهم هذه المبادرات بخلق فرص للعمل، وتخفيض انبعاث غازات الاحتباس الحراري، وتحسين نوعية الهواء المحلي، تعزيز أمن الطاقة، ومحاربة فقر الطاقة في مختلف أرجاء العالم.
وقال الدكتور الجابر: «تنظر دولة الإمارات إلى هذا الحدث كخطوةٍ هامةٍ أخرى ضمن رؤيتنا المتمثلة في المشاركة الفاعلة في القضايا والنقاشات العالمية المتعلقة بمجالات الكفاءة، والطاقة، والطاقة المتجددة، والتغير المناخي.
وأضاف: حرصت دولة الإمارات على مدى السنوات الأربع الماضية على لعب دورٍ ريادي ضمن الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حلول ملحة للتصدي لهذا التحدي العالمي المتنامي الذي يواجهه عالمنا اليوم.
وأكد: أن دولة الامارات تلعب دوراً بالغ الأهمية في مجال الطاقة النظيفة، حيث تحرص على المشاركة الفاعلة في مختلف النقاشات الدولية المتعلقة بقضايا الطاقة المتجددة والتغير المناخي، كما تعد أول دولة من دول مجلس التعاون الخليجي تؤكد على التزامها باتفاقية كوبنهاغن.
وقال: كونها لاعباً أساسياً في مجال الطاقة على الصعيد العالمي، تقوم دولة الإمارات بلعب دور ريادي في تطوير الحلول المستدامة للطاقة وتبني نهجٍ شاملٍ ومتكامل يهدف لبناء قطاع طاقة متجددة قائم على المعرفة في الدولة وذلك من خلال مبادرات عدة كمبادرة «مصدر».
عدد اليوم
